احتدم جدلٌ سياسي في العراق في شأن التكثيف الأخير للتغيير الديموغرافي ووضع حدود للطوائف المختلفة. فبعد أيام من اتهامات وجهتها القوى السنية إلى مليشيات شيعية بعمليات تطهير طائفي في ديالى تمهيداً لإفراغها من السنّة، اعتبرت كتلة «التحالف الوطني» الشيعية أن شروع حكومة إقليم كردستان في حفر خندق يعزل المناطق المتنازع عليها عن بقية المدن، يعتبر تمهيداً لرسم حدود على الأرض لاستقلال كردستان، ما يدخل البلاد في أزمات خطيرة.

وكانت كتلة «تحالف القوى الوطنية» قدمت أخيراً طلباً إلى بعثة الأمم المتحدة في العراق «لتوفير الحماية الدولية للسنّة في ديالى»، وأكدت أن «الطلب جاء بعد فشل الحكومة في حماية أبناء السنّة واستمرار الانتهاكات المرتكبة ضدهم على يد مليشيات متنفذة في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار وبابل، فضلاً عن عودة ظاهرة الخطف والقتل في بغداد وعدم إعلان نتائج التحقيقات».

وأكد النائب عن «اتحاد القوى»، الذي يضم القوى السنية، رعد الدهلكي أن «تدويل قضية ديالى وعودة النازحين تصدرت محادثات رئيس البرلمان مع المسؤولين الأميركيين». لكن النائب فرات ياسين عن «التحالف الوطني» قال في تصريح إلى «الحياة « إن «قوات الأمن في ديالى تسيطر على الوضع وما حصل في المقدادية كان مؤامرة داعشية لإثارة فتنة جديدة في المحافظة».

وكانت مليشيات اقدمت على عمليات قتل انتقامية في منطقة المقدادية، تخللتها أعمال لحرق المساجد في أعقاب تفجيرات تعرضت لها المنطقة.

وقال النائب عن كتلة «دولة القانون» محمد الصيهود لـ «الحياة» إن «أعمال الحفر (في الخندق) التي تنفذها شركات أميركية وفرنسية تأتي بالتزامن مع تكرار إعلان الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني عن عزمه اجراء استفتاء لتقرير استقلال كردستان»، واعتبر أن «سكوت الحكومة الاتحادية على ذلك مرفوض»، فيما طالبت قوية شيعية رئيس الوزراء حيدر العبادري بتوضيح موقفه من الأمر.

وتنفي حكومة إقليم كردستان أن يكون الهدف من حفر الخندق، الذي يبدأ من منطقة ربيعة على الحدود السورية ويمتد إلى قضاء خانقين في ديالى، غرضه ترسيم حدود الإقليم. وأكد الأمين العام لوزارة البيشمركة، الفريق جبار ألياور، أن «حفر الخندق لا علاقة له بحدود الإقليم أو بالمواضيع الجغرافية والسياسية أو المشاكل الموجودة بين الإقليم والحكومة الاتحادية، ولكنه فقط لحماية قوات البيشمركة من هجمات تنظيم داعش».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، أن معركة استعادة الموصل من سيطرة «داعش» لن تبدأ قبل «شهور عدة». وأضاف وارن، الذي تحدث من بغداد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أن «أولويتنا هي تدريب ألوية وبناء القدرات القتالية وتدريب عناصر الشرطة». لكن قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الدين الجبوري أعلن أمس استعداد قواته لبدء عملية تحرير الموصل، مشيراً إلى تجهيز القطعات بالأسلحة والمعدات، ما يعكس التناقض والتباين بين التصريحات العراقية والدولية.

أمنياً طالب مجلس محافظة الأنبار بإشراك «الفرقة الذهبية» في المعارك الدائرة لتحرير شرق الرمادي حيث تعاني قوات الفرقة الثامنة والشرطة الاتحادية من صعوبات في حسم المعارك، وشددت على ضرورة الإسراع في تأهيل الشرطة المحلية وقوات العشائر. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع العيساوي لـ «الحياة» إن «هناك استياء محلياً من تأخر حسم معارك تحرير الرمادي حيث لا تزال المناطق الشرقية تشهد معارك عنيفة بين الجيش وداعش».