تعيش مدينة كركوك في شمال العراق المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان على فوهة بركان وتشهد استنفارا وسط بوادر مواجهة بين قوات البيشمركة الكردية، من جهة، وقوات «الحشد الشعبي» والقوات الحكومية، من جهة ثانية.


وأفادت أنباء أمس بأن رئيس الجمهورية العراقي، فؤاد معصوم، نقل 6 مطالب من رئيس الوزراء حيدر العبادي و«الحشد الشعبي»، إلى قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يسيطر على كركوك، ومهلة انتهت في الثانية من فجر اليوم بحسب شبكة «رووداو» الإعلامية. ووفقا للمصدر فإن «الحشد» يطالب بالسيطرة على المطارات وعلى معسكر «كيوان» وجميع الحقول النفطية. كما يطالب بتسليمه جميع مسلحي «داعش» المعتقلين لدى البيشمركة وبعودة الجيش العراقي إلى جميع المناطق التي كان يتمركز فيها قبل سيطرة «داعش» عليها. ويطالب «الحشد» أيضا بإقالة محافظ كركوك من منصبه.

لكن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العراقية نفى «نفيا قاطعا» حمله مطالب إلى قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني أو حكومة إقليم كردستان خلال زيارته الطارئة مساء أمس. وأشار إلى أن زيارته تهدف إلى بحث تطورات الأزمة الراهنة لبلورة الحلول العاجلة التي تضمن {تجنيب بلادنا وشعبنا المخاطر وضمان البحث عن حلول سلمية عبر العودة إلى التفاهم والحوار بين أبناء الشعب الواحد»، لافتاً إلى أن «رئيس الجمهورية يمتلك أفكاراً وتصورات بناءة خاصة في هذا الشأن».

إلى ذلك، وأوضح اللواء قارمان كمال عمر، نائب رئيس أركان قوات البيشمركة لـ«الشرق الأوسط» أنه «تجنبا لوقوع أي اصطدام عسكري بين القوات العراقية وقوات البيشمركة، انسحبت قواتنا بضعة كيلومترات أي إلى الخط الثاني في ناحية تازة (جنوب كركوك)».

ودعت أمس القيادة العامة لقوات البيشمركة مقاتليها إلى «التأهب والاستعداد للدفاع عن كركوك وشعب وأرض كردستان». وأغلقت محال تجارية في المدينة وتوجه عدد كبير من السكان إلى محطات المحروقات للتزود بالوقود، فيما حمل آخرون أسلحتهم تحسبا للأسوأ، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.