حمود أبو طالب
قبل يومين تم في الرياض تدشين معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي «أفد 2018» تحت شعار «صناعتنا قوتنا» لإبراز ودعم المحتوى المحلي وتوطين الصناعات التكميلية، وتشارك في المعرض دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ودول أخرى، إضافة إلى الشركات العالمية المرتبطة بعقود مع وزارة الدفاع وغيرها من الجهات الأخرى. ربما لا يعرف الكثير عن هذه الفعالية وأنها تمثل الدورة الرابعة للمعرض، قد يكون السبب أنها لا تحظى بتغطية إعلامية تناسب أهميتها، أو لأنها ليست من الفعاليات التي يتوقع الناس عقدها لدينا، وعلى أي حال ربما تجعلنا هذه الفعالية نقول:
إن أي دولة تريد أن تضمن حماية نفسها لا بد لها من وجود قوة عسكرية وتسليح متنوع وحديث، وعندما تكون الدولة كالمملكة بأهميتها الاقتصادية ومكانتها السياسية ومساحتها الشاسعة في محيط مضطرب تحفه الأطماع والمخططات الجهنمية المتوالية فإنها أحوج ما تكون لقوة عسكرية ذات كفاءة عالية، وبلا شك فالمملكة لديها هذه القوة ولكنها تعتمد على استيراد السلاح، وتدفع مبالغ ضخمة لصفقات التسليح تستقطع جزءاً مهما من دخلها، فهل يمكن التطلع الى مستقبل تستطيع فيه توطين الاحتياجات الأساسية المهمة لما تحتاجه من أسلحة.
قد يبدو هذا السؤال خيالياً أو فانتازياً لمعرفتنا بأن هذه الصناعة تحتكرها دول كبرى وتعتمد عليها كمصدر رئيسي لدخلها، وتحقق من خلالها أهدافها السياسية الإستراتيجية ومصالحها الاقتصادية ونفوذها في ساحات التنافس، وبدون إشعال الحروب والصراعات لما استمرت هذه الصناعة رائجة تزداد مبيعاتها مع الوقت، ولما حرصت على تطويرها بعض الدول بالتوازي مع نمو وتطور اقتصادها كالصين مثلا، لاكتساب الهيبة وزيادة الدخل وحماية وجودها. ولكن هناك دولا وضعت إستراتيجيات لتطوير صناعاتها العسكرية رغم أنها ليست محسوبة على الدول الكبرى التقليدية ونجحت في ذلك، لأنها أدركت خطورة الاعتماد الكلي على الغير في سلاحها وما يتسبب فيه من ضغوط على مواقفها السياسية وتأثير على مصالحها الحيوية، صحيح أنها واجهت مصاعب كبيرة لكنها استطاعت مع الوقت والصبر والعزيمة تنفيذ جزء كبير من توطين صناعاتها العسكرية. فهل لنا أن نحلم بيوم يتحقق فيه طموح الاعتماد على أنفسنا في هذا المجال وفق مشروع وطني جاد يواجه التحديات بصبر وقوة وعزيمة.
التعليقات