وكأنَ العليّ القدير قد أراد مكافأتنا على اتحادنا وخروجنا جماعاتٍ لنقول «لا» فى وجه الطغيان الإخوانى مُشوّهي الإسلام أعداء الوطن. منح اللهُ مصرَ هديةً غالية في صورة قائد ذكيّ قويّ عرف كيف ينهضُ بها من كبوتها ويقدّمها للعالم فى ثوبٍ بهيّ يليقُ بها. كانت مصرُ قبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تحملُ ميراثًا ثقيلًا من الترهّل الاقتصادي والكسل والشتات والطائفية.

ثم جاء «عبدالفتاح السيسى»، الرئيسُ الاستثنائىّ هديةُ الله للمصريين، الذى أنظرُ إليه كلاعبِ شطرنج محترف، لا يحسبُ الخطوةَ القادمة وفقط، بل عديدَ الحركات الاستباقية، التى أطاحتْ بخصوم الوطن: عجز الموازنة، الإرهاب، مكائدُ أهل الشر فى الداخل والخارج، العشوائيات، التطرّف الدينى، نفاد الطاقة، انحدار التعليم والصحة والبنية التحتية، وغيرها العديد من خصوم مصر التى نخرت فى عظامها عقودًا، لكى نشهدَ اليومَ صحوةَ مصرَ ونهضتها.

يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وقفتُ على منصّة «قصر الاتحادية» وهتفتُ فى الحشود المجتمعة: (الإخوانُ خطأٌ مطبعىّ فى مُدونة مصرَ، نعملُ الآن على تصحيحه)، وبعد إسقاط الإخوان بفضل إرادة الشعب المصرى ودعم جيشنا العظيم بقيادة القائد العام للقوات المسلحة المشير/ «عبدالفتاح السيسي»، كتبتُ مقالا عنوانه: (خطأ مطبعى تمَّ تصحيحه).

والشاهدُ أن ذلك الخطأ المطبعىّ الفادحَ قد كُتب بقلم «الكوبيا»، الذى حين يُمحى، يتركُ على الصفحة البيضاء آثارًا من الدنس الأزرق الباهت، ظللنا سنواتٍ نحاول تنظيفه. لهذا علينا، نحن المصريين، ألا نعاودَ الخطأ الطباعىّ، لكيلا نضطرَ إلى محو الركاكة التى تشوّه مدونة الجمال التى تسطرُها مصرُ الآن على وجه الزمان.

لكنّ، مصرَ، بتاريخها العريق الضارب بجذوره فى عمق الأرض، ودفترها الضخم المحتشد بغزير الأوراق والتواريخ والمحن والانتصارات، لا يُضيرها تمزيقُ ورقة رديئة الصوغ، كُتبت ذات غفلة من التاريخ الذى يُدوّن صوابَنا الغزير، وأخطاءَنا القليلة. فمصرُ ليست تلميذةً فى فصل التاريخ، بل هى أستاذتُه وسيدتُه وصانعتُه. فلا بأس أن يكون للأستاذ كبوةٌ، هى الاستثناءُ الذى يؤكد القاعدة. والقاعدةُ تقول: «إن مصرَ أمُّ الزمان والمكان، لا يصحُّ أن يسرقها جواسيسُ إرهابيون.«فإن كان الإخوانُ قلمَ كوبيا ردىء الصنع، فإن دفترَ تاريخ مصرَ آلافُ الأوراق. كلُّ ورقةٍ بعام مما يعدّون، فلا ضير من تمزيقُ ورقة كُتبت بخطٍّ ردىء.

يعرفُ كلُّ مصرىّ قيمة جيشنا العظيم، الذى نظّف سيناءَ من شياطين خططوا لتحويلها إلى إمارة داعشية بعد إخضاعها وتحطيم بنيتها التحتية وتدمير آثارها وتشريد أهلها وقتل رجالها وأطفالها واغتصاب نسائها ثم بيعهن سبايا ذليلات مقيدات بالسلاسل والجنازير، كما شهدنا فى دول أخرى لم تقو على دحرهم. وقف جيشُنا باسلاً يحمى ظهورَنا فى ثورتنا، ثم أجهض مئات التفجيرات والحرائق التى كان مقررًا لها أن تُنفّذ منذ ٣ يوليو ٢٠١٣ وحتى اليوم، على يد إخوان الخطيئة.

لهذا علينا ألا ننسى، لكيلا نكرر ذلك الخطأ المطبعى الفادح. ولمَن يودُّ أن يقرأ «شجرة الأقدار البديلة»، لمعرفة ما كان سيحدث لمصر وللمصريين لولا يقظة قائدنا «عبدالفتاح السيسى»، عليه بالرجوع إلى تقارير جريدة «الجارديان البريطانية» فى الفترة ما بين ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وحتى ٢٦ يوليو ٢٠١٣. وهى الفترة بين اشتعال غضبة المصريين فى ثورة شعبية لإسقاط النظام الإخوانى، ثم بيان عزل مرسى العياط، وبين تفويض الشعب المصرى لجيشه ليكسر شوكة الإرهاب فى مصر.

ذكرت «الجارديان» أن مخطط الإخوان لشلّ مصر يشمل إحراق مبنى جامعة الدول العربية، وماسبيرو، والمحكمة الدستورية العليا، ومحطات الكهرباء لتخريب الدوائر الكهربية باستخدام مواد سريعة الاشتعال، فى أوقات متزامنة، لمفاجأة الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية وسلطات الدفاع المدنى، فلا تتمكن من إخماد تلك الحرائق الهائلة، إضافة إلى تنفيذ سلسلة اغتيالات موسعة لعدد من الشخصيات العامة، من سياسيين وعسكريين وإعلاميين ومفكرين، بمساعدة الجماعات الجهادية المسلحة، التى تحتلُّ سيناء، بعدما أطلق سراحهم مرسى العياط فور حكمه مصر. وكشفت المصادرُ وقتها أن جماعة الإخوان ستقوم بتصوير مشاهد حريق القاهرة والمنشآت السيادية، وإرسال الفيديوهات إلى القنوات الموالية لها، وبعض القنوات الأجنبية، فى إطار خطة لتصدير مشهد الرعب والفزع فى نفوس المصريين، وإظهار أن الجماعة قادرة على تدمير أجهزة الدولة بكاملها بعد عزل مرسى من الحكم.

كلّ ٣٠ يونيو ومصرُ حرّة، حفظها الُله وحمى جيشَنا الباسل وحفظ قائدَنا الوطنى الرئيس عبدالفتاح السيسى.

«الدينُ لله، والوطنُ لمن يحمى الوطن».