تحولت ساحة الانتخابات الأخيرة إلى حراج، بالعامية، أي مزاد «الخردة» الإعلامية بترويج البعض لمرشحين في انتخابات 2022، سواء لمن يستحق أو لا يستحق أساساً حتى الذكر، فلا سيرة ذاتية علمية ولا مهنية ولا سلوكية متزنة تحفز على التبني الإعلامي لبعض المرشحين.

«الخردة» أي القطع الصغيرة من نفايات الحطام المعدنية باتت سلعا إعلامية للصوت الفوضوي والصورة القبيحة لتصدير مهازل بالحديث عن أعراض الناس وذممهم، عبر نوافذ إعلامية حتى استمرأ هؤلاء النفر من الملوثين ذهنياً وسلوكياً ومرضى العقول والنفوس خوض الانتخابات النيابية!

اقتحم بياعو الخردوات الإعلامية سابقاً لتصدير الفوضى السياسية عبر الترشح النيابي بغية الوصول إلى قبة مجلس الأمة بأنفاس عليلة نفسياً واجتماعياً، بدعم من كورال إعلام الخردة الإعلامية لأنهم متجانسون أساساً بطبيعتهم الذاتية كنجوم الاختلال العقلي.

والمضحك أن بياعي الخردة الإعلامية خضع بعضهم لعمليات جراحية عديدة كشفط الدهون والشد وتكميم المعدة، ولم ينفع معهم أي من الجراحات ما أفسدته مائدة الحياة الشاذة، فوقع هؤلاء بوهم المنافسة النيابية اعتماداً على مجموعة منحرفة في نهجها وممارستها العنصرية!

نسي، للأسف الشديد، جراح عمليات التكميم أن يوجه المشرط نحو الجزء الأعلى من الجسم وهو الوجه تحديداً، لتكميم الفم الذي يوزع من السموم والأمراض النفسية ما لم يعرفه تاريخ الإعلام التقليدي والحديث، لإنقاذ البشر من تجار الخردة الإعلامية ومن على شاكلتهم.

ابتليت الكويت، كأي بلد ديموقراطي، بالمهرجين وبهلوانات الانتهازية السياسية وتجار الخردة الإعلامية، فهؤلاء يقتاتون من أموال الغير في التمثيل على الشعب واستغلال المناسبات للنيل من الآخرين، خصوصاً من هم أعلى مرتبة علمياً وسياسياً ومهنياً.

نحن بلا شك بحاجة للابتسامة والضحك، ولكن تجارة الخردة الإعلامية ليست مسرحاً للضحك ولا حتى الكوميديا السوداء بالحياة، فانبعاث الأصوات النشاز والسلوكيات الشاذة لا يشبهها سوى انبعاث الغازات السامة للبيئة الصحية، وهو ما تسعى البشرية إلى احتوائها علمياً وسلوكياً وقانونياً.

تجار الخردة الإعلامية لهم جمهور من أمثالهم الذين طالهم مشرط شفط الدهون والترميم الجسدي، ولم ينحرف مشرط الجراحة نحو الأفواه والأيادي التي تنبعث منها سموم إعلامية واجتماعية وسياسية!

لسنا بالتأكيد مع تكميم الأفواه، ولكنْ هناك افواه شبيهة بمجاري الصرف الصحي-مجازاً- التي تستوجب العمل على التصدي لها لوقف هيجان إعلام الخردة وخطاب الكراهية والمشجعين لهم!

من سخرية القدر أن تنطلق أوهام غير علمية ولا مهنية في إطلاق تسميات لم يعرفها الإعلام التقليدي ولا الحديث، كالترويج لما سمي بـ«الإعلام النسائي»، في حين ليس هناك إعلام ذكوري أساساً، باستثناء لدى المختلين ذهنياً وسلوكياً وأصحاب الخردة الإعلامية!