النساء يتحدثن هو عنوان فيلم أميركي شاهدته قبل أيام، أعرف أنني لم أكن الوحيدة التي بكت، سمعت أصوات بكاء كثيرة من حولي. والبكاء بالطبع ليس دليل جودة، أحيانًا أبكي على مشاهد من مسلسلات في منتهى السطحية، لكن، هذا الفيلم، كان البكاء فيه مستحقا. الفيلم على العموم مرشح لجائزة الأوسكار عن أحسن فيلم، وعن أحسن سيناريو مقتبس من رواية.

الفيلم يتحدث عن مجموعة من النساء تجتمع لتداول ما يحدث لهن من اعتداءات رهيبة، يستيقظن من النوم ليلاحظن تلك العلامات الفظيعة التي تدل على ما حدث. يجتمع النساء معهن رجل وحيد، معلم المدرسة الذي يساندهن بمحاولة تنظيم الاجتماع وتدوينه، هو ابن لسيدة تم نبذها من هذا المجتمع، لأنها تجرأت في وقت من الأوقات في الحديث بصوت عال.

النساء يتحدثن بالرغم من عنوانه ومن أنه قائم على النساء تقريبا إلا إنني أعتقد أن الرجال يجب أن يشاهدوه قبل النساء، ليس كالأفلام والروايات ما يستطيع أن يجعلك تفهم الآخر وتشعر بشعوره، ترتدي حذاءه وتضع يدك في النار مثله.

الفيلم كتابة وإخراج الكندية سارة بولي وهو مقتبس من رواية للكاتبة الكندية ميريام توز.

تتعرض النسوة في الفيلم لاعتداءات من قبل الرجال الذين يملكون اليد العليا في هذا المكان النائي والمنعزل والذي لا تتلقى فيه النساء التعليم، يستخدم الرجال للاعتداء مخدرا يغيب النسوة عن الوعي، وفي الصباح حين يصرخن يتم الادعاء من قبل الرجال أن ما حدث حدث عن طريق قوى خفية أو سحرية أو أنهن يتخيلن أو يكذبن.

تقرر النساء أن يجتمعن ليناقشن خيارا من ثلاث، أن يصفحن ويبقين وكأن شيئا لا يحدث، أو يبقين ويهاجمن الرجال ويعاقبونهم على أفعالهم الشنيعة، أو يرحلن مع بناتهن وأبنائهن.

كل واحدة من هذه الخيارات يتم الحديث والدفاع عنها بمقدار الإيمان الذي تحمله المرأة التي تتحدث عن خيارها.

الفيلم قاس، ومؤلم ويمكن للنساء حول العالم أن يتواصلن معه، ويمكن للرجال أن يشاهدوه ليفهموا، ربما الأحداث غريبة، لكن، الاعتداء على النساء، بأي طريقة كانت، مسألة يجب على الرجال أن يتصوروها ويستمعوا إلى المرأة وهي تتحدث، بهذه الحرقة وهذه القوة. إذا لم يستوعب المعتدي مقدار الألم الذي يتسبب به، ربما يعي الآخر غير المعتدي الألم، ويفهم لماذا تتحدث النساء.

أسمع وأقرأ الكثير من السخرية على النساء اللاتي يتحدثن عن حقوقهن وآلامهن، والرجل الذي يظن أن القوانين وحدها قادرة على منع الرجل من الأذية مخطئ، وأتمنى أن لا تكون سخريته بابًا يمنح المتسلطين المبرر لممارسة الأذية.

شاهدوا الفيلم. حاولوا مع النساء فهم النساء.