قفزات مثيرة جدا يحققها رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك Elon Musk، تستحق التوقف والدراسة والاستفادة من قصة نجاح هذا الرجل الحديدي الواقعي، لمن ينشدون الابتكار والإبداع! ماسك مبتكر ورجل أعمال ومهندس أمريكي شهير وواحد من أبرز رجال صناعة التقنية وريادة الأعمال في العالم. ولد ماسك الذي يعد من أكثر رواد الأعمال تأثيرا في عصرنا الحالي لإبداعه وتنوع مشاريعه من الطاقة المتجددة إلى استكشاف الفضاء والتقنية العصبية، في 28 يونيو 1971 في جنوب إفريقيا.
قام بتأسيس شركات ومشاريع مبتكرة في مجالات متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. تأسيس شركة تسلا موتورز Tesla Motors لتصنيع السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، ويشير إلى أن هدفه الرئيس من تأسيس هذه الشركة هو تحسين صناعة السيارات وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
2. تأسيس بي بال Paypal للتعاملات المالية.
3. تأسيس شركة سبيس إكس SpaceX، لتقنية الفضاء في 2002، وذلك بهدف تحقيق الاستكشاف الفضائي وتطوير وسائل تقنية تسهل الوصول إلى الفضاء الخارجي بكفاءة أعلى وتكلفة أقل.
4. تأسيس شركة سولار سيتي SolarCity، المختصة في الطاقة الشمسية التي اندمجت مع شركة تسلا فيما بعد.
5. إطلاق مفهوم هايبرلوب Hyperloop، وهو مفهوم مثير وعجيب لتوفير وسيلة نقل فائق السرعة يعتمد على تقنيات متقدمة جدا.
6. شركة نيورالينك Neuralink، الأكثر إثارة التي تهدف إلى تطوير تقنيات التواصل مع الدماغ من أجل علاج الجلطات والأمراض الأخرى.
هذا غيض من فيض، والسؤال ما سر هذا الإبداع والابتكار والتميز؟ لعل من أسرار نبوغ ماسك إدمانه على القراءة، فهل تصدق أنه قرأ الموسوعة البريطانية بأكملها عندما كان طفلا. فهل قرأت شيئا مماثلا عزيزي القارئ أم أننا نقتصر في الأغلب على ما توفره لك وسائل التواصل؟! ليس ذلك فحسب، بل إن معرفة ماسك لا تقتصر على الهندسة والفيزياء والاقتصاد، بل لديه خلفية في هندسة الطيران والذكاء الاصطناعي.
إلى جانب نهم القراءة والمعرفة الواسعة، يقول ماسك في أحد لقاءاته إنه لا يهدر موارده على الإعلانات، فبدلا من ذلك، يسأل نفسه: هل ستؤدي الفكرة أو النشاط إلى منتج أو خدمة أفضل؟ ومن هذا المنطلق، فهو ينشد الجودة العالية والتميز.
كما أنه رجل لا يعرف الخوف، بل يشجع على القيام بالمخاطرة والتحلي بالجرأة في بداية المشوار قبل أن تزيد الالتزامات وتكبر المسؤوليات مع تقدم العمر، لأن المخاطرة مع تقدم العمر تؤثر في العائلة والأطفال ورفاهيتهم.
إضافة إلى ذلك يطبق ماسك المثل القائل "من جد وجد" ويتحلى بأخلاقيات عمل عالية، فيشتهر إيلون ماسك بإخلاصه وهمته العالية وممارسة العمل إلى ما يصل إلى 100 ساعة في الأسبوع. واعتاد ماسك على عدم الشكوى والتذمر من أي مشكلة تواجهه، ولكن السعي لإيجاد حل. فبدلا من الشكوى من حركة المرور -مثلا- قام بتأسيس شركة بورنج Boring Company التي تسعى إلى تقليل ازدحام الطرق عن طريق إنشاء نظام الإنفاق فائقة السرعة.
ولا يقل عن ذلك أهمية أنه يشتهر بأنه صاحب بصيرة يفكر خارج الصندوق، فيشير في إحدى مقابلاته مع مجلة "فوربس" إلى أنه لا يتبع في أعماله الاتجاه السائد لدى الناس، بل يركز على إيجاد ابتكارات جديدة، فالتميز من خلال التركيز على ما يجعله فريدا، بدلا من ملاحقة الآخرين وتقليدهم. إلى جانب ذلك، يركز ماسك على الابتكار والسعي دوما للتحسين والتطوير دوما، وعدم الخوف من النقد السلبي، فقد يكون ذلك النقد سببا لاكتشاف رؤى أساسية وجديدة. ويعرف عن ماسك التزامه العميق بالاستدامة والطاقة المتجددة، هذا ما تعكسه مشاريعه مثل شركة تسلا وشركة سولار سيتي، أي أن شركاته مربحة وصديقة للبيئة.
أخيرا، يقول ماسك في أحد اللقاءات الصحافية: إنه ليس عليك أن تسعى لتغير العالم بالكامل لكي تفعل "عمل خير" للناس، فيكفي أن تقدم أشياء لها قيمة عالية وحقيقية، حتى ولو كانت صغيرة جدا. هذه ومضات من قصة نجاح إيلون ماسك، ولنا عودة أخرى لفهم قصة نجاحه والتأمل في مغامراته وتجاربه.
التعليقات