يشكل الازدحام المروري في ساعات الذروة عند الذهاب للعمل والعودة إلى المنزل تحدياً من أكبر التحديات التي تواجه الموظفين في رمضان، في القطاعين العام والخاص. ورغم مرونة العمل وتقليل عدد ساعاته لتكون خمس ساعات ونصف ساعة في القطاع الحكومي، وتخفيضها ساعتين في القطاع الخاص، فإن الساعات التي يقضيها الموظف في الطريق ذهاباً وإياباً تزيد على 4 ساعات يومياً، في ظل الازدحام الشديد عند عودة جميع الموظفين إلى منازلهم.
انتهاء ساعات العمل للقطاعين العام والخاص وللمدارس في الوقت نفسه، شكّل تحدياً كبيراً، وأسهم في الازدحام المروري، وإنهاك الموظف خلال الاختناقات اليومية، وتكدّس السيارات بعضها فوق بعض، وبات هاجساً يقلق الموظفين، ويزيد التوتر والقلق والأمراض والإعياء، وسبباً في فقد الأعصاب ونفاد الصبر. وهذه المشاهد تتزايد يومياً، لنعيش صراعاً مع الزمن، وتفاقم الظاهرة مؤشر على الحاجة الماسّة إلى تبنّي استراتيجيات جديدة لمواجهته.
نقترح تحسين نطاق مرونة العمل في الجهات الحكومية، على أن تكون الساعات المرنة في الصباح تبدأ من 7، وحتى 11، وتنتهي من 1 حتى 4:30، لتقليل الازدحام الشديد بين الساعة 1:30 و4 ظهراً، حيث ينعكس ذلك إيجاباً على الموظفين وعلى مستخدمي الشوارع، ومبادرة استباقية ضمن برنامج قصير المدى في أقل من شهر، لتخفيف الازدحام اليومي، وتكون الحركة المرورية أكثر انسيابية.
قيادة السيارة لمدة تزيد على الساعتين للوصول للمنزل مرهقة جداً، وتشكل تحدياً كبيراً يؤثر سلباً في الموظفين، وتفعيل الساعات المرنة حتى الساعة 11 صباحاً، سيحدّ من الإشكالية بشكل كبير، ويحسّن إدارة خريطة الازدحامات المرورية، خاصة أن الازدحام يؤثر سلباً في الحالة الصحية والاجتماعية والاقتصادية بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
اعتماد نظام العمل عن بُعد في بعض الاختصاصات في الوظائف، يُسهم في خفض الازدحام في رمضان، ويقلل معاناة الموظفين اليومية، فالعودة إلى المنزل بعد انتهاء ساعات العمل، أصبحت هاجساً مقلقاً، خاصة أن نظام العمل عن بُعد أثبت فاعليته خلال جائحة «كورونا»، وثمة لوائح تقيس إنتاجية أداء الموظف خلال العمل عن بُعد، ومن ثم الالتزام بأداء المهام لن يتأثر فيه.
الواقع أن الدولة تعمل بشكل لافت في الاستثمار في تطوير البنية التحتية للطرق، وتنويع وسائل النقل، وهذا سوف يُسهم في تحقيق تحسين ملموس في جودة الحياة، والحدّ من الازدحام المروري، واعتماد بعض المبادرات في رمضان في ظل الازدحام المروري، سيكون له أثر إيجابي في الجميع.
التعليقات