أصبح التواصل الرقمي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يمكننا الوصول إلى الأصدقاء والعائلة في أي وقت ومن أي مكان.. بالتأكيد، رافق ذلك ممارسات قد تبدو مزعجة للبعض، ومن بينها إرسال الرسائل الجماعية دون تمييز أو انتقاء للمستلمين، هذا النوع من الرسائل يمكن أن يكون له تأثير سلبي على علاقاتنا، موجهاً رسالة خاطئة للمستلمين.

في إرسال الرسائل الجماعية، أنت تفترض أن جميع المستلمين مهتمون بالمحتوى المرسل، وهذا يتجاهل الاختلافات الفردية والاهتمامات الشخصية، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور المستلمين بالإزعاج والتجاهل، علاوة على ذلك، يمكن أن تبدو هذه الرسائل غير شخصية وباردة، مما يقلل من قيمتها لدى المستلمين.

كما أن استخدام الرسائل الجماعية بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى تجاهل المستلمين لها بمرور الوقت، عندما يتم إرسال كل شيء وأي شيء عبر هذه الرسائل، تفقد الأخبار أو المعلومات المهمة قيمتها وجاذبيتها، ويصبح من الصعب على المستلمين التمييز بين ما هو مهم وما هو غير ذلك، مما قد يؤدي إلى تجاهل الرسائل الجماعية بالكامل.

وإرسال الرسائل الجماعية دون انتقاء يمكن أن يرسل رسالة خاطئة للمستلمين، مفادها أنك لا تكلف نفسك عناء التواصل معهم بشكل فردي، هذا يمكن أن يخلق شعوراً بالبعد والجفاء، وقد يشعر البعض بأنهم ليسوا مهمين بما يكفي لتلقي رسالة شخصية، ومعلوم أن الاتصال الشخصي له قيمة كبيرة في بناء وتعزيز العلاقات، والرسائل الجماعية العشوائية يمكن أن تقوض هذه القيمة.

ولتجنب هذه الآثار السلبية، من المناسب اعتماد ممارسات تواصل أكثر انتقائية وشخصية، أي أنه عليك التفكير بعناية فيمن هم المستلمون الذين يجب أن يتلقوا الرسالة، وضمان أن المحتوى ملائم ومثير للاهتمام بالنسبة لهم، يمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص الرسائل بناءً على اهتمامات وحاجات المستلمين، وإرسال رسائل منفصلة لمجموعات مختلفة إذا كان ذلك ضرورياً. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في مشاركة أخبار مهمة عن حياتك مع أصدقائك وعائلتك، قد يكون من الأفضل إرسال رسائل مخصصة تعكس طبيعة علاقتك بكل شخص، أو يمكن استخدام الميزات التي تقدمها بعض التطبيقات لإنشاء مجموعات تواصل محددة بناءً على الاهتمامات المشتركة أو العلاقات الشخصية، مما يسمح بتبادل المحتوى ذي الصلة دون إغراق الجميع بمعلومات لا تهمهم.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم تقدير حقيقة أن الأشخاص قد يفضلون أشكالاً مختلفة من التواصل، بعض الأفراد قد يفضلون التواصل عبر الرسائل النصية للموضوعات العملية، بينما قد يجدون أن الاتصالات الهاتفية أو الرسائل الصوتية أكثر ملاءمة للمحادثات الشخصية أو المهمة.

أيضاً، الشفافية والصدق في التواصل أمران ضروريان، فإذا كنت ترسل رسالة جماعية لسبب ما، مثل تنظيم حدث أو مشاركة خبر عاجل، يمكن أن يكون من المفيد شرح السبب وراء اختيارك لهذه الطريقة في التواصل لتخفيف أي مشاعر سلبية قد تنشأ من استلام رسالة جماعية.

في النهاية؛ جرب مشاركة هذا المقال مع أصدقائك «مدمني الرسائل الجماعية» وتأمل في ردود أفعالهم وكيف أنهم فعلاً لا يتوقعون أنهم المقصودون بهذا المقال، متمنياً من أصدقائي «الظريفين» عدم إرساله لي.