السيد فاوتشي مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في أميركا قال مؤخرا إن إجراءات كورونا اختراع ليس له أسس علمية، كما أن ارتداء الأطفال للكمامات وغيابهم عن المدارس لا يتسبب في منع فيروس كورونا.

هذه ثقة مفقودة.. عالم آخر تفتقد فيه الثقة بطله الرئيس الأميركي السابق ترمب. في هذا العالم الغامض المليء بالأسرار والأسئلة التي تنتظر الإجابات، هذا العالم الذي تنصب أميركا نفسها قائدة له، أميركا التي تطرب لصفة زعيمة العالم الحر وحرية التعبير، هذه الدولة التي ترفع شعار حقوق الإنسان، وتقوم بمهمة تقييم أداء الدول الأخرى، هذه الدولة التي تضع نفسها نموذجا للعالم، هذه الدولة حسب رئيسها السابق ترمب فقدت الثقة، هو يقول ضمن وعوده الانتخابية إنه في حال أعيد انتخابه سيرفع السرية عن الوثائق ذات الصلة باغتيال الرئيس كينيدي، وحادث 11 سبتمبر، وقضية الملياردير جيفري إبستين الذي كان يدير شبكة لاستغلال القاصرات لممارسة الجنس، وقيل إنه توفي منتحرا في السجن.

إنها الثقة المفقودة، هل ستعود ومتى ستعود؟ هل ستعود بعد رفع السرية عن كل الملفات، قنبلة هيروشيما وناغازاكي، حرب فيتنام، أسلحة الدمار الشامل واحتلال العراق، احتلال أفغانستان، وغيرها من ملفات في كل جهات الكرة الأرضية، من يدري قد تصل الأمور إلى ملف الوصول إلى سطح القمر؟

المنطق يقول بما أن السرية لم ترفع عن تلك القضايا وغيرها كثير فهذا يعني أن الثقة لا تزال مفقودة.. الوعود برفع السرية يشي بأن الموضوع فيه (إنّ). الغريب في الموضوع أن يكون رفع السرية عن قضايا مثيرة للجدل والشكوك هو الطريق للفوز في الانتخابات للمرشح لرئاسة أميركا!

يهدف الرئيس ترمب بوعوده الانتخابية كما يقول إلى استعادة (بعض) الثقة المفقودة في المؤسسات الأميركية، مع أن هذا التوجه يرسخ فكرة وجود ملفات سرية كثيرة لا تفتح إلا لمصالح انتخابية! هذا النوع من الطرح وهذا النوع من الخطاب السياسي، هل هو كفيل بعودة الثقة المفقودة؟ هل الكشف المتأخر عن سرية ملفات وطنية ستكون مقنعة للشعب الأميركي ومؤثرة في اختيار الرئيس؟! وعود ترمب تعني فيما تعنيه، انتخبوني كي أشكركم برفع السرية عن قضايا كثيرة، وإن لم تفعلوا فسوف أبقيها سرية!

هذا خطاب يسيء لوعي الشعب الأميركي ويصوره بأنه يهتم بالماضي أكثر من المستقبل.. وهو أمر لا يتفق مع الواقع الأميركي.