صورة الإمارات الثقافية في العالم لا تحتاج إلى دعاية أو تظهير إعلامي أو استعراض.. صورة تقدّم نفسها في إطارها الموضوعي المحلي، والعربي والعالمي:.. جائزة الشيخ زايد للكتاب، المعجم التاريخي للغة العربية، مشروع كلمة للترجمة، بيت الحكمة، مكتبة محمد بن راشد، معجم الفجيرة الفلسفي، الهيئة العربية للمسرح، أيام الشارقة المسرحية، لوفر أبوظبي، بيوت الشعر العربية، البوكر العربية، مهرجان الشعر العربي.. وغيرها من إطارات ثقافية تشمل أساسيات المعرفة المدنية، فإذا أردت المسرح، وإذا أردت صناعة النشر ومعارض الكتب.. إذا أردت فضاءات الفنون التشكيلية والأدائية، وإذا أردت الفكر وثقافة الشعر والآداب والتكريم المادي والمعنوي والإعلامي، فإن خريطة الطريق إلى كل ذلك واضحة وضوح الشمس:.. ابدأ من الإمارات وعد إلى الإمارات...

الثقافة والفنون والآداب في إطاراتها المؤسسية وفرق العمل القائمة عليها.. بدأت كلها وفق رؤية وطنية إماراتية منذ قيام الدولة، منذ أوائل السبعينيات وإلى اليوم، بتدرّج، ومهنية إدارية واكتساب الخبرات من العالم كله، ثم تطبيقها إماراتياً بكفاءات محلية، وهي منذ الملاحظة الأولى لأي زائر للإمارات كفاءات شابة متعلمة تعرف أكثر من لغة عالمية، وتتميز بالإبداعية واللباقة والحداثة، وبالطبع، نعرف جيداً أن هذه الكفاءات الإدارية والثقافية مرتبطة أشدّ الارتباط بالتراث، والثقافة الشعبية المحلية، كما أن صورة الثقافة بشكلها العام وبكل تفاصيلها الجزئية مرتبطة كلياً بالثقافة العربية.

اللغة العربية في الإمارات هي الجذر التاريخي والوجداني – والتربوي، وتنشد إلى هذا الجذر كل المبادرات الثقافية، وكل المشاريع الأساسية ذات الصلة بالآداب والعلوم والفنون.

جاءت ثقافة القراءة في الإمارات بوصفها نتيجة طبيعية ببطء – وبتراكم متدرّج على مدى الخمسين عاماً التي تفخر بها الدولة زمناً تنموياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً، وعلمياً ضمن قطاعات تتسم دائماً – بالتكامل والخبرة المكتسبة والإبداع.

القراءة في الإمارات تشكّلت، إذاً، كثقافة وسلوك من خلال منصات الثقافة التي أشرت إليها قبل قليل (المسرح، الكتابة الأدبية، الفنون، الترجمة، الهيئات الثقافية.. وغيرها) غير أن القراءة في الإمارات لم تحظ بهذه المنصات فقط، بل إلى جانب كل ذلك، ظهرت في الدولة مبادرات داعمة مباشرة لثقافة القراءة، ونحن نعرفها جيداً، والعالم كله يعرفها – مثل تحدي القراءة العربي الذي استقطب لثقافة القراءة جيل الشباب العربي بشكل خاص، لا بل إن المفرح في هذا الأمر أن غالبية القرّاء العرب هم اليوم أبناء المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية وهي بشارة مستقبل ثقافي عربي يدعو إلى الاطمئنان والتفاؤل.

الثقافة في الإمارات امتياز دولة تدرك جيداً أن المستقبل الأجمل للإنسان الحضاري اليوم إنما تشكله وتبشر به أولاً الفنون والثقافة والعلوم وهي معاً على خريطة طريق واحدة:.. طريق ثقافة الحياة.