يعد الأمن السيبراني من أهم القطاعات الحيوية في ظل التطورات التكنولوجية والرقمية التي يشهدها العالم، ويرافقها إقبال أفراد المجتمع على توظيف الوسائل الذكية في حياتهم اليومية، وتوجههم لاختيار الأمن السيبراني للدراسة والعمل باعتباره واحداً من أكثر التخصصات طلباً والأعلى من حيث الأجور عالمياً. وتشير الإحصائيات إلى أن سوق الأمن السيبراني العالمي في 2024 يقدر ب203.78 مليار دولار، وفي الإمارات قدر حجم سوق الأمن السيبراني بنحو 522.06 مليون دولار خلال العام 2023، وقدر حجم قطاع الأمن السيبراني بنحو 1.5 مليار درهم مطلع يناير 2024.

ولتكون دولة الإمارات مركزاً عالمياً للأمن السيبراني وتصبح دولة ذكاء اصطناعي في مئويتها، حرصت على اتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين أفراد المجتمع من الاستخدام الآمن لمختلف الوسائط والتقنيات الحديثة، وتطوير قدراتهم التكنولوجية ليكونوا منتجين فاعلين ومؤثرين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأطلقت العديد من التشريعات والمبادرات الاستراتيجية الداعمة للبنية الرقمية منها الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني بهدف خلق بيئة سيبرانية آمنة تساعد على تمكين الأفراد من تحقيق طموحاتهم، وزيادة نسبة الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في نمو الشركات وتطورها في بيئة آمنة ومزدهرة، والمرسوم بقانون اتحادي رقم 34 لسنة 2021 في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية لتعزيز حماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية المرتكبة من خلال الإنترنت وحماية المواقع الإلكترونية وقواعد البيانات الحكومية في الدولة، ومكافحة انتشار الشائعات والأخبار المزيفة، والحد من الاحتيال الإلكتروني، والحفاظ على الخصوصية والحقوق الشخصية، وليكون رادعاً للممارسات الإجرامية المرتبطة بالأمن السيبراني مثل التشهير والسب والاختراق والابتزاز والاحتيال وغيرها.

وتؤكد الحملة المجتمعية «سلامة العائلة عبر الإنترنت» التي تم إطلاقها الأسبوع الماضي بالشراكة بين مجلس الإمارات للإعلام وهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية و«تيك توك»، أن الإعلام الوطني له دور محوري في حماية أفراد المجتمع بكافة فئاته من مخاطر الاختراقات والتصيد الإلكتروني من خلال نشر التوعية بأهمية الأمن السيبراني وتعريفهم بأفضل الممارسات للحد من خطر الهجوم الرقمي، ونشر اللوائح المنظمة للمحتوى الإعلامي المتداول والمتماشي مع مبادئ وقيم دولة الإمارات في ظل ازدياد عدد صناع المحتوى والمتفاعلين والمستخدمين في مواقع التواصل الاجتماعي، والتعريف بالمفاهيم الرقمية مثل البيانات المفتوحة، والملكية الفكرية، والحوسبة السحابية، و«البلوك تشين»، والتحول الرقمي وغيرها. ويتطلب من الإعلاميين بذل مزيد من الجهد في تعلم مهارات تحاكي الثورة الصناعية الرابعة، وتعزز من قدراتهم على الابتكار والبحث وتحليل البيانات واستشراف المستقبل، والاستفادة القصوى من البيانات والتقنيات الحديثة في إبراز الصورة الحضارية المشرفة لدولة الإمارات.

إكس: @Alya_AlYassi