كان مساء الثلاثاء الماضي حافلاً بالأخبار مع موافقة مجلس الوزراء على نظام التأمينات الاجتماعية الجديد، الذي يأتي ضمن الجهود الحكومية الحثيثة لتطوير الأنظمة الاجتماعية بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية.

وقد أبدت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية جاهزية وحضورًا إعلاميًا مميزًا لحظة صدور الموافقة على النظام، من خلال توفير جميع المعلومات والشروحات اللازمة للمستفيدين بشكل سريع وواضح وبقوالب متنوعة، من الأخبار الصحفية إلى الفيديوهات التوضيحية، حيث عملت بمهنية برهنت بأن التوقيت والحضور الإعلامي الفعّال هما مفتاح نجاح أي قرار لكسب ثقة الجمهور وتفاعله الإيجابي.

البداية كانت بنشر تفاصيل النظام بشكل واضح ومباشر لحظة صدور الموافقة، ثم تقديم الشروحات الضرورية حول كيفية تطبيق النظام الجديد والفئات المستفيدة منه، والاستثناءات المتعلقة بالسن النظامية للتقاعد والمدة المؤهلة لاستحقاق المعاش لبعض الفئات.

ولم تكتفِ التأمينات الاجتماعية بذلك، بل قامت على الفور بإطلاق عدد كبير من الرسائل الإعلامية من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف توضيح جوانب القرار والإجابة عن أسئلة واستفسارات المستفيدين، كما وفرت لكل مستفيد إمكانية التحقق من شموله بالنظام الجديد عبر موقعها الإلكتروني.

علاوة على ذلك، أظهرت التأمينات الاجتماعية التزامًا واضحًا بحضور منصاتها الرقمية في مثل هذا الحدث الكبير، حيث ظهرت على أهبة الاستعداد لاستقبال زوار الموقع الإلكتروني وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، مما جعل عملية الوصول إلى المعلومات أسهل وأسرع وبلا توقف أو تعليق.

لا شك أن هذه السرعة في توفير المعلومات وشرحها عززت من ثقة المستفيدين بالنظام الجديد، وقطعت الطريق على الإشاعات والتفسيرات الخاطئة والاجتهادات المعتادة من "المتمصدرين"، وأكدت المهنية العالية التي تعاملت بها التأمينات الاجتماعية مع الإعلان عن النظام الجديد.

هذا النهج التفاعلي الرائع عكس حرص التأمينات على بناء جسور من الثقة والتواصل المباشر مع المستفيدين، وأثبتت من خلاله أنها مؤسسة رائدة في المجال الإعلامي والتواصل مع الجمهور، حيث نجحت في تقديم النظام الجديد بصورة إيجابية ومهنية، من خلال استعدادها المسبق وتخطيطها الذي يُحتذى.

هذا النجاح الإعلامي يتماشى مع نظرية "النافذة الإعلامية" (Media Window) التي تنص على أن التوقيت المناسب والجاهزية الفورية لتقديم المعلومات يمكن أن يحسّنا بشكل كبير من فاعلية الرسالة الإعلامية، وقد نجحت التأمينات الاجتماعية في الاستفادة من هذه النظرية من خلال تحضيرها المسبق وإطلاق رسائلها الإعلامية في اللحظة المناسبة، مما عزز الثقة وزاد من الفهم العام للنظام الجديد بين المستفيدين.

تجربة تؤكد على أن تقديم المعلومات الكافية في الوقت المناسب يساهم بشكل كبير في تقبل الجمهور للرسالة والتفاعل الإيجابي معها؛ وقد نجحت التأمينات الاجتماعية في تقديم معلومات دقيقة ومفصلة فور صدور الموافقة، مما قطع الطريق على الشائعات وساعد المستفيدين على فهم التغييرات الجديدة بسرعة ووضوح.