لا تبدو أمريكا في تصدّيها للإرهاب الحوثي في البحر الأحمر جادةً في تقويض قوة هذه الميليشيات، فهي -كما أرى- تريدها ميليشيا متمردة، ومُزعزعة للأمن في المنطقة، ومُزعجة لجيرانها، وحديقة خلفية مؤذية لبعض من هم في تشارك حدودي مع اليمن.

* *

لو كان الأمر غير ذلك، فالولايات المتحدة الأمريكية قادرة على إنهاء الحوثيين، وإعادة الشرعية للمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية، غير أنها لأهداف أخرى تكتفي بممارسة دور الدفاع لا الهجوم، وإن تطلب الموقف القيام بطلعات هجومية فهي فقط تتجه وتقتصر على مصدر إطلاق المُسيّرات والصواريخ.

* *

هذه لعبة أمريكية شيطانية اعتدنا عليها في جميع المواقف الأمريكية مع حزب الله وإيران وكل الميليشيات في المنطقة، ولا تفسير عندي لذلك سوى أن عدم الاستقرار في المنطقة يخدم السياسة الأمريكية والإسرائيلية.

* *

حتى عندما كان التحالف في مواجهات مع العناصر المتمردة في اليمن، ولصالح الشرعية، كانت القوات الأمريكية تراقب الموقف دون أي تدخل عسكري أو وساطات دبلوماسية، لا كما تعمل الآن مع إسرائيل حيث تدعمها عسكرياً ودبلوماسياً ضد المقاومة الفلسطينية.

* *

هذا ما هو ظاهر لنا، أما ما تخفيه المصالح الأمريكية فشيء كثير وخطير، ولكن لحسن الحظ أن سياساتها وأدوارها ومخططاتها مكشوفة، وإن حاولت التعتيم عليها.