سلطان ابراهيم الخلف

اعتاد الكيان الصهيوني على الكذب في دعم جرائمه ضد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة. بعد عملية «طوفان الأقصى» البطولية، ظهر الإرهابي نتنياهو، أمام الإعلام ليقدم وجبة من الأكاذيب أعلن فيها أن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس الأطفال، واغتصبت النساء، وقتلت 1200 وأسرت العشرات من الصهاينة، وأن كيانه لن يسمح بتكرار الهولوكوست مرة أخرى، وأنه يملك الحق في الدفاع عن نفسه.

على إثرها زار الرئيس بايدن، الكيان الصهيوني، وتبعه الزعماء الأوروبيون الواحد تلو الآخر، ليقدموا تعازيهم للإرهابي نتنياهو، وكأن ما قاله صحيحاً، وليتعهدوا له بالوقوف إلى جانبه.

وبدأت الأسلحة والقنابل الثقيلة تتدفق عليه، وكان النصيب الأوفر من تلك الأسلحة يأتي من أميركا، بل إن بايدن طلب من حاملة الطائرات فورد التوجه إلى البحر المتوسط للدفاع عن الكيان الصهيوني، في مشهد يوحي إليك بأنه مسرحية مكشوفة، لكنها لم تؤت ثمارها المطلوبة، في القضاء على مقاومة «حماس» بضربة سريعة خاطفة، كعادة الصهاينة في حروبهم مع العرب، وإنهاء الحرب قبل استيعاب العالم حقيقة الأكاذيب الصهيونية الدعائية.

مرور أكثر من سنة على حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة المحاصرة دون حسم، وضع الكيان الصهيوني في حرج كبير أمام العالم، الذي استوعب في هذه الفترة الطويلة حقيقة دعاية الكيان الصهيوني، واكتشف كذب ادعاءاته قطع رؤوس الأطفال، واغتصاب النساء، وقتل 1200 من الصهاينة.

وصارت المواقع الإلكترونية تعرض صور الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزة ضد السكان المدنيين وغالبيتهم من الأطفال، والدمار الواسع الذي طال المباني السكنية، والمستشفيات، ومراكز «الأونروا» التي تقدم المساعدات الإنسانية، والمساجد والكنائس، وساعدت الصور والوثائق لتلك الجرائم في إدانة الكيان الصهيوني كمجرم حرب من قبل محكمة العدل الدولية، بل وللمرّة الأولى تعد مذكرة تنتظر الاعتماد من قبل محكمة جرائم الحرب الدولية، من أجل القبض على صهيوني إرهابي هو نتنياهو، وتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب، لا يختلف عن الإرهابي الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش، سفاح مسلمي البوسنة والهرسك، الذي مات في سجن لاهاي بعد حكم المؤبد الذي دِين به.

أكثر ما يخشاه الكيان الصهيوني كما يشير مسؤولوه، هو الهزيمة الفكرية لكيانهم التي تقوم على فضح أكاذيبهم التي يستخدمونها للتغطية على جرائمهم في فلسطين، والتي كشفتها عملية «طوفان الأقصى» البطولية ولفتت انتباه شعوب العالم إليها بما فيها الشعب الأميركي والشعوب الأوروبية، حيث حركت ضمائر تلك الشعوب، ونظّموا المظاهرات في الشوارع والجامعات المنددة بالكيان الصهيوني، وصارت مادة يتداولها مثقفوهم ومفكروهم المدافعون عن حقوق الفلسطينيين بشكل يومي في الفضاء الإلكتروني، ويتعرّض فيها الإعلاميون المدافعون عن الكيان الصهيوني للتوبيخ والسخرية لعدم قدرتهم على الرد أمام الأدلة الموثقة، كالإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، الذي فقد مصداقيته كإعلامي محترف أمام متابعيه، وصار محط سخرية وتندّر.

وانعكس هذا المشهد المناوئ للكيان الصهيوني على يهود أوروبا، حيث قفزت نسبة معاداة السامية في بعض الدول الأوروبية إلى 400 بالمئة بعد «طوفان الأقصى»، وصار ثلاثة أرباع يهود أوروبا يخفون هويتهم اليهودية في المجتمع الأوروبي، حسب عملية الاستطلاع التي قامت بها «الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية»، ما يدل على أن ورقة «معاداة السامية» التي يستخدمها الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه صارت بالية ودون جدوى، الأمر الذي يؤكد على أن «طوفان الأقصى» كان عاملاً رئيساً في تنامي عزلة الكيان الصهيوني واليهود الصهاينة المدافعين عنه، لم يحسبوا لتداعياته عليهم حساباً.