سلطان ابراهيم الخلف
طابور طويل من عشرات الآلاف من المهجرّين الفلسطينيين وهم يعبرون بين الأنقاض جنوب ووسط غزة إلى شمالها حيث مساكنهم التي دمرّها قصف الطيران الصهيوني مع بدايات العدوان بعد «عملية طوفان الأقصى» البطولية.
غالبية هؤلاء مشاة، ومعهم أطفالهم، وفيهم العجائز والمرضى والمصابون من القصف الصهيوني، ولا يحملون معهم سوى ما خف حمله من ملبس أو وسادة ولحاف يقيهم البرد. وبشكل عام وكما صرّح المقرّر الأممي «يواجه سكان غزة نقصاً شديداً في المساكن الموقتة مع كميات غير كافية من المساعدات الإنسانية»، مع عدم قيام المنظمات الأممية بتأمين المناطق التي تعرّضت للقصف الصهيوني، وضمان عدم وجود مخلفات مادية أو عسكرية تهدد حياة سكان غزة.
ولا يخفى أن الكيان الصهيوني وراء هذه المشاكل الإنسانية في غزة، حيث قام بمنع منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «UNRWA» من تقديم خدماتها في غزة بعد أن اتهم المنظمة بأنها «جماعة إرهابية» تدعم حماس، وهي تهمة سخيفة، لا تقوم على أدلة كما يقول الخبير القانوني الألماني ماتياس غولدمان، الأمر الذي يعني أن الكيان الصهيوني يريد تعريض سكان غزة لمخاطر جسيمة من خلال حرمانهم من الخدمات التي تقدمها «الأونروا العمود الفقري للعمل الإنساني»، حيث يساهم موظفوها في تقديم خدمات التعليم، والعمل في المخازن والعيادات الطبية، وتوصيل الوقود، وجمع القمامة، علماً بأن «الأونروا» أسست بقرار من الأمم المتحدة في عام 1949، أي أنها منظمة أممية محايدة.
صور آثار الدمار والمعاناة الإنسانية في غزة تذكّر بمشاهد الدمار والمعاناة الإنسانية في المدن الأوروبية المدمرة في الحرب العالمية الثانية، أو مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين اللتيّن تعرضتا لقصف نووي، مع عظم المعاناة الشديدة التي تعرّض لها 2.5 مليون من سكان غزة، تحت حصار خانق، منع فيه الطعام والماء والدواء والكهرباء تحت قصف شديد بالقنابل الثقيلة، على مدى 471 يوماً من الحصار، وتحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لم يقم بدوره في منع ذلك الهولوكوست الفظيع الذي عانت منه غزة من قبل الجيش الصهيوني الإرهابي.
يعتقد الإرهابي البولندي نتنياهو، أنه بتدمير غزة يمكن تهجير سكانها، وطردهم إلى الأردن أو مصر، لكن عزيمة أهلها ودفاعهم البطولي عن أرضهم التي عاش عليها آباؤهم وأجدادهم قروناً طويلة قبل مجيء عصابات الصهاينة، سوف يفشلان مخططه، كما فشلت خطته في تدمير حماس واحتلال غزة وكسر عزيمة سكانها، ولم تتبق لديه من أوراق يلعبها، وقد بدأت تهب عليه عواصف سياسية شديدة من داخل كيانه.
التعليقات