إن أكثر شيء أدمى الشعوب العربية التعصب الديني لمذاهبهم واعتقاداتهم ماذا لو وحّدنا الدين هل الكل سوف يعبد إلهه بنفس الطريقة التي يعتقدها الغير؟! المصيبة أن الدين واحد والإله واحد وهم يختلفون تماماً إلا باتجاه القبلة في صلواتهم متفقين ولكن جنى هذا الإختلاف دمارا أهلك دول العالم من شغب وثورات متواصلة على الحكام وعلى سياسات تنظيم الدول فهاهو التاريخ يعيد نفسه في القتال بين المسلمين من أجل اعتقاد أحدهم بأن إسلامه القائم على هذا المذهب هو الصائب ، فالحروب التي نزفت أمس بالعراق واليوم بحلب وقبل الأمس في أفغانستان وكل يوم غزة وماذا عن صبيحة هذا اليوم.!
إن الطائفية أشد من القتل وما يحصل اليوم هو حصاد هذه الطائفية مع الفكر الوهابي المتشرنق في الغلو بالدين،مع تحطيم كل من ينادي بالدين الوسطي، فنستطيع أن نخمد فتيلة الطافية بالدين المعتدل فهو داء لما حصل من الفكر الوهابي ويلتقي هذا الفكر مع فتاوى ابن تيمية التي نادى فيها بتكفير الشيعة وحلل دمهم بالحروب والقتل من أجل الجهاد في سبيل الله فهل هذا هو الجهاد في كتب ابن تيمية ويحمل فتوى أخرى تقول : لا يسلم على شارب الخمر فتيار ابن تيمية تيار متشدد في الدين ينبغي عزل بعض مؤلفاته في الكتب الإسلامية فهو يبرر قتل الإبن لوالده إذا كفر ففتنتنا في الكتب الموقوتة والتي تبرر للإرهاب الذي صنع اليوم في العالم سوداء، أحاديث الرسول وكتاب الله أليست كافية وتغني أن ألف ابن تيمية ومن أمثاله من دعاة الضلالة .!
التيار المتشدد فرخ لنا جماعات نعت نفسها مصلحة هي معارضة على أنظمة بعض الدول وتنادي بالإصلاحات الإسلامية في دول تقيم الإسلام في كل منبر من المنابر ،إن هذه الجماعة مذهبها ليس حنبلي بل تنادي بكل ما ينادي به ابن تيمية وهي تريد أن تلبس من المجتمعات المختلطة بالتشدد بألا يقبلوا الانفتاح والتعايش مع كل الديانات والمذاهب الأخرى، فالإنشقاق هو من ولّد الأفكار في أذهان الإسلاميين الطبيعيين حتى أصبحوا ينادوا بالإسلام في دولة مسلمة ؟! أي إسلام هذا يدعون الناس به من جديد أم هنالك دين جديد أتت به الملائكة ونزل على بعضهم وأصبح رسول بعد محمد؟! تعصبهم لن يجعل العالم كله مؤمن بمذاهبم بل سيجعلهم ينفرون من دينهم، فالإلحاد اجتاح بعض المتدينين الذين كانوا يعانون مع المتدينين جداً وليس الدين نفسه، فهي ردة فعل قصوى وهل الطائفية هي السبب في أن جعلت المتدين لا ديني .!
"الشيء إن زاد عن حده إنقلب ضده " مقولة نرددها وتستطيع أن تلخص ما أسلفت، فعلينا أن ندفن هذا التيار الذي يقيم شعلة الفتن بين المدن الآمنة، فاعبدوا الله باتزان وأحبوا الحياة وأحبوا كل من فيها واجعلوها بسيطة فلا شيء يدعو للتعصب والميل إلى التطرف والكراهية فأنا مسلم عربي سني شيعي بعثي صوفي ... فكلنا أخوة في الإسلام ولا يفرفنا إلا شياطين الإنس التي غلت في الدين .
التعليقات