مشروع الاحزاب الشيعية للحكم في العراق واحد لن يتغير ابدا وهو بسط النفوذ الى كافة مفاصل الدولة باي طريقة سواء بالقوة او بطرح المبادرات والتسويات السياسية بين حين وآخر ، فما فعله حزب البعث في تكريس الفكر العروبي القمعي في العراق خلال خمس وثلاثين عاما ، تفعلته الاحزاب الشيعية في تكريس الطائفية خلال اثنتي عشرة عاما من حكمهم ، فهي انتهجت كل الطرق للوصول الى اهدافها باي شكل من التغيير الديموغرافي والقتل على الهوية والحصار على الشعب الكردي ، دشنت مشروعها بحرب طائفية ضروس ، ونتج عنها نزوح كبير الى الدول المجاورة والى اقليم كردستان ، وطبعا استقبلهم الشعب الكردي بحفاوة ورعاهم ووفر لهم الامن والامان ، وعاملهم كضيوف معززين ومكرمين واحتضن قادتهم وزعمائهم وآمنهم من خوف وبسببهم تعرض اقليم كردستان الى عقوبات سياسية واقتصادية من قبل بغداد ، ومازال يدفع ثمن موقفه الانساني هذا ، وكنت ومازلت من اشد معارضي رئيس الاقليم "مسعودبارزاني" لاستقباله العدد الهائل من النازحين العراقيين السنة بدون اي مردود مالي وسياسي يذكر ! وكذلك لايوائه زعماء السنة وعلى وجه الخصوص "طارق الهاشمي" الذي كان له دور كبير في تدهور العلاقة بين اربيل وبغداد ومازال الكثير من هؤلاء الزعماء المعارضون يصولون ويجولون في اربيل ويعقدون مؤتمرات وينظمون ندوات ويجرون لقاءات في القنوات الفضائية ضد حكومة بغداد من دون يتعرضوا الى اي مضايقة من اي نوع ، ولا احد يطلب منهم ان يشيدوا ولو باشارة واحدة الى كرم الشعب الكردي حيالهم وموقفه الداعم لقضيتهم وهم ايضا لم يتطرقوا الى ذلك ولا فكروا في مد يد المساعدة الى الشعب الذي آواهم واحتضنهم وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به ،مع ان الكثير منهم يملكون المليارات وليس الملايين ويصرفونها في مشاريع استثمارية في الاردن ولبنان وتركيا وقبرص ولكن لم نجد لهم ولا مشروع استثماري "به خير" في الاقليم ، وليس هذا فحسب بل راح بعضهم وهو ائتلاف اتحاد القوى السنية يعادي حقوق الكرد في الاراضي التي نهبتها الحكومات العراقية المتعاقبة ضمن حملات التعريب والتهجير والتي اعادتها قوات البيشمركة من "داعش" ويطالب في ورقته المقدمة الى التحالف الوطني باسم كل عرب السنة في العراق كشرط اساسي لقبول مشروع تسويته السياسية ".. بتثبيت حدود المحافظات وحدود اقليم كردستان على اساس ما كانت عليه في 19/ 3 / 2003 وذلك ضمانا لسلامة وحدة العراق وابعاداً له عن خطر التقسيم" بحسب صحيفة المدى العراقية ..
كل الشرور والآثام التي ارتكبها النظام العروبي منذ تأسيس الدولة العراقيةخرجت من الشعارات التي تنادي ب(ضمان سلامة الوطن وابعاده عن خطر التقسيم) ،عمليات الانفال والقصف الكيمياوي والمقابر الجماعية والحصار وقطع الميزانية ، كلها تمت وفق سياسة تبريرية شيطانية دمرت العراق واوصلته الى وضعه الحالي البائس..
مهما تغيرت الانظمة وتبدلت السياسات فستبقى نظرة الحكام الدونية للكرد واحدة ونفوسهم مشحونة بحقد دفين تجاههم ، هذه طبيعتهم ولن تطرأ عليها اي تحسن مهما مرت السنون ، ولن يفيد معهم الحوار ولا الاتفاقيات ولا الفدراليات ولا الشراكة السياسية ، الحل الوحيد للتخلص منهم نهائيا الانفصال وانهاء العلاقة المشوهة القائمة بيننا وبينهم وكل واحد يذهب الى حال سبيله ، وماعدا ذلك تزوير وخداع ولعب على الذقون ليس الا..
التعليقات