من عادتي أن أُنظِّم أفكاري قبل أن أكتب أي مقال، ولكن يبدو أن هذا المقال لم يخضع لهذا المعيار! حيث أن مشاعري ووجداني هما من صاغ تلك الحروف والكلمات فبعد مشاهدتي لاستقبال سمو الأمير متعب بن عبد الله لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في حفل سباق نادي الفروسية، شعرت بِعظم النعمة التي حبانا الله بها أن جعل هؤلاء قادتنا، قادة يجسدون أروع صور الوفاء والمحبة، فالعمل والنظام لا يعني زوال الود والاحترام، فالنظام يبقى نظام والكل يخضع له، والود والمحبة والاحترام تبقى كذلك، فمن نعم الله علينا أن الأسرة الحاكمة لدينا ليسوا قادة سياسيين فقط! وإنما قادة لنا في أخلاقهم ومودتهم لبعضهم البعض، وفي هذا رسالة إلى أعداء الوطن، أنكم لن تنالوا من وطن هذه هي أخلاق ومبادئ قادته، لن تنالوا من وطن قادته يضربون أروع الأمثلة في اللحمة والتكاتف، إن هذا الوطن سيبقى شامخاً بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وأدركت أن اختيار سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد كان ضرورياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأن التحول والتغير الذي تعيشه بلادنا والواقع السياسي الذي تمر به المنطقة العربية جميعها عوامل تطلَّبت وجود قائد تتوافر فيه مواصفات ومقاييس معينة كالتي نشاهدها متجسدة في سموه.
إن من يتتبع مسيرة هذا الرجل في كافة المناصب التي تولاها، سيجد أنه لا يمارس العمل السياسي فقط! وإنما يضيف لقاموس السياسة مفاهيم ومبادئ جديدة ومميَّزة، وكأنه يصنع مفهوماً جديداً في عالم السياسة! وأكاد أجزم أن سمو الأمير محمد بن سلمان شخصية متفردة ونادرة في الواقع السياسي، وهذا الواقع السياسي قد فرض أن يكون محمد بن سلمان هو رجل المرحلة، فهو مدرسة متكاملة لمن أراد أن يتعلم الأخلاق والسياسة في آنٍ واحد، ولا أبالغ لو قلت أن هذا الرجل يصنع فلسفة جديدة في الواقع السياسي والاقتصادي سيسير عليها ويستنير بها القادة السياسيين من الأجيال القادمة.

ولا عجب في ذلك! أليس والده الملك سلمان عضيد الملوك ومستشارهم؟ أليس جده الملك عبد العزيز الذي يشابهه شكلاً وأخلاقاً وشجاعةً وإقداماً؟
لذا فإنني أرجو وأتمنى من المسؤولين في بلادنا والمختصين في العلوم السياسية والإدارية التعلم من هذا الرجل من خلال سيرته وأعماله التي تتجسَّد على أرض الواقع في كل يوم، هذا الرجل بعبقريته شغل الإعلام العربي والغربي! وكأنه يصنع ما لم يصنعه أعظم القادة السياسيين عبر التاريخ وحتى عصرنا هذا. في فترة قصيرة يصنع القرارات فتتجسَّد إنجازات تتلوها إنجازات.
"بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة، في ظروف بالغة الصعوبة عندما وحَّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيَّب الله ثراه، وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد" محمد بن سلمان.
أطلق عاصفة الحزم وقطع الأيدي الإيرانية ووضع حداً للتمرد الحوثي، زلزل النظام الإيراني وأقضَّ مضاجعهم بمجرَّد تصريحات، فكيف بأفعاله!؟
أسَّس التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب ومحاربة التطرف في العالم العربي والإسلامي، النهضة بالاقتصاد السعودي وتطويره وتنويع مصادره وعدم الاعتماد على النفط لوحده، إطلاق مشاريع عملاقة، جعل من المملكة محط أنظار مختلف دول العالم، وأصبحت السعودية بيئة جاذبة للاستثمار في كافة المجالات، تأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية، تكثيف الجهود والتنسيق مع الدول العربية لوضع حد للتدخلات الإيرانية وقطع الطريق عليها، سعيه المستمر لتحسين صورة الإسلام وإعادته إلى أصله النقي ومنبعه الصافي وتنقيته ممَّا شابه من أفكار متطرفة وشاذة، مكافحته للفساد ومحاسبة كل من تورط بقضايا فساد من أكبر مسؤول إلى أصغر مسؤول، وغيرها من الجهود الجبارة التي لا يمكن حصرها في مقالٍ كهذا.
سمو الأمير محمد بن سلمان، سر والشعب السعودي كله خلفك، وجميعنا بلسانٍ واحد نُردِّد قول الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد:
إصعد بعزمك إن المجد متَّصِلُ
وهل تملُّ صعوداً أيها البطلُ
أنت المُفكِّر قد نادتك نهضتنا
أنت المُجدِّدُ والمأمولُ والأملُ