سمية درويش من غزة: طالبت الجبهتان الشعبية والديمقراطية الفلسطينيتان بإعادة بناء الائتلاف الوطني العريض بدءا بتشكيل قيادة وطنية موحدة تضم الجميع، وتحقق المشاركة الجماعية في صنع القرار وقيادة العمل الوطني، وتشرف على تنفيذ برنامج وطني سياسي وإصلاحي بما في ذلك التحضير لانتخابات ديمقراطية شاملة لمؤسسات السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية والمجتمع المدني على أسس ديمقراطية.

وقالت الجبهتان ان الأزمة التي يعيشها النظام السياسي الفلسطيني والتي دخلت منعطفا خطيرا، تكشف عن عمق الخلل في بنية مؤسسات السلطة وأجهزتها التي باتت تعاني من التدهور والشلل، واستشراء مظاهر الفساد السياسي والإداري والمالي، وسوء استخدام المناصب العامة.

كما تعاني من إهدار المال العام لخدمة مصالح فئوية وشخصية لشريحة من المتنفذين والمستفيدين، على حساب غالبية حساب الشعب المحرومة التي تكابد الجوع والبطالة والفقر، وتغلق في وجهها سبل الحياة الكريمة القائمة على أولوية دعم صمود العمال والفئات المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي ، وحق كل أبناء الشعب في الوظائف والتشغيل في مؤسسات أجهزة السلطة وفي تكافؤ الفرص، وتوفير الحماية الاجتماعية عبر صندوق التكافل الاجتماعي ، ومعالجة الهموم المعيشية وصيانة امن وكرامة الوطن .

وأضافت الجبهتان عقب اجتماع قيادي موسع، ان إحجام السلطة الفلسطينية عن القيام بخطوات جادة في عملية الإصلاح والتغيير الديمقراطي الحقيقي، واللجوء الى إجراءات فوقية وشكلية بالتعيينات وغيرها من شأنه تأجيج الصراع بين مراكز القوى في السلطة الفلسطينية حول المواقع والمصالح والامتيازات ، وتقطع الطريق على الإصلاحات الجادة والملحة.

ومن الاولويات الضرورية معالجة الاحتقان الاجتماعي، وتوجيه الموارد المالية لدعم صمود المجتمع والمواطن ، وإجراء إصلاحات بنيوية حقيقية في مؤسسات وأجهزة السلطة بما فيها الأجهزة الأمنية لتطهيرها من الفساد ومحاسبة المتورطين أمام القضاء .

وأوضحتا ان المدخل للإصلاح الحقيقي يكون بتوسيع المشاركة الشعبية في معركة الإصلاح بعيدا عن سياسة التفرد والاستئثار وإقصاء الآخر، من خلال توحيد جهد كافة القوى السياسية والاجتماعية والمؤسسات والشخصيات الاجتماعية ومشاركتها الفاعلة في عملية الإصلاح.

وقالت الجبهتان ان توفر خطة ملموسة للتقدم بخطوات الإصلاح الديمقراطي الشامل هو السبيل للخروج من دوامة الأزمة المتفاقمة ومغادرة الدوران في أنماط الحلول المجزوءة العقيمة ، لوضع حد لحالة الفلتان الأمني ، من اجل إنقاذ سيادة القانون على الجميع .

وتوجهت الجبهتان الى جميع أبناء الشعب وقواه السياسية والاجتماعية والمؤسسات والشخصيات لتوحيد جهودها في أوسع تحركات جماهيرية ديمقراطية للتعبير عن المطالب الشعبية والضغط على السلطة الفلسطينية من اجل اعتمادها من خلال المؤتمرات الشعبية والاجتماعات الوطنية والفعاليات الجماهيرية المتنوعة بأوسع مشاركة تمثيلية وشعبية لإعلاء صوتها بهدف حث مسيرة الإصلاح والتغيير الديمقراطي وصيانة أمن الوطن والمواطن وانتصارا للمصلحة الوطنية العليا لشعبنا في معركة الاستقلال .