نبيل شرف الدين من القاهرة: طالب اليوم الأحد حزب "الوفد"، أكبر وأقدم أحزاب المعارضة في مصر، حكومة د. أحمد نظيف بإصدار "بيان واضح يؤكد رفض كافة أشكال وصور التعاون الأمني مع الحكومة العراقية المؤقتة"، تجنباً للانجرار إلى ما أسماه مسؤول في الحزب "المستنقع العراقي"، والذي وصفه بأنه "لا يقل خطورة عن مستنقع غزة الذي تسعى عدة أطراف دولية لجر مصر إليه تحت ما يسمى المشاركة في حفظ الامن"، وذلك بحسب ما نشرته الصحيفة لسان حال الحزب المعارض على صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر اليوم الأحد.

وعلمت (إيلاف) من مصادر مطلعة أن الدبلوماسي المصري الذي اختطفته جماعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها كتائب "أسد الله" كان قد لعب دوراً مهماً في إطلاق سراح السائق المصري السيد الغرباوي الذي كان يعمل لدى شركة نقل سعودية، وتم إطلاق سراحه مؤخراً، وأن الدبلوماسي ممدوح قطب الذي يعمل ملحقاً في السفارة المصرية في بغداد، التي يقيم بها منذ سنوات مضت قبل انهيار نظام حكم صدام حسين، وأنه يتمتع بصلات طيبة مع شخصيات عراقية من شتى المشارب، ويحظى بسمعة طيبة في محيط سكنه، واشتهر بأنه رجل متدين ويؤدي الصلوات في المسجد بانتظام، بل وكان يؤم المصلين أحياناً كثيرة هناك، كما أكد مقربون من أسرته في مصر.

وناشدت هيئة علماء المسلمين بالعراق في بيان لها وزعته على وسائل الإعلام، هذه الجماعة التي تحتجز الدبلوماسي المصري بسرعة إطلاق سراحه، وسراح السائق المصري مؤكدة أن "الدين الاسلامي يحرم عملية اختطاف المدنيين غير المتعاونين مع قوات الاحتلال".

وفي ما بدا كأنه تبنياً من قبل حزب "الوفد" المعارض في مصر لمطالب خاطفي الدبلوماسي المصري، فقد قال مصدر في الحزب إنه يرفض أي صيغة للتعاون المصري مع الحكومة العراقية انطلاقاً من أن "هذه الحكومة تعمل في خدمة الاحتلال، وترفض انهاء وجود القوات الاجنبية، وبالتالي فإن أي مساعدة لها هي في الواقع خدمة للاحتلال"، على حد تعبير المصدر الوفدي الذي أضاف قائلاً إنه "لا يكفي أن يصدر بيان على لسان وزير الخارجية بعدم اعتزام مصر ارسال قوات للمشاركة في حماية الأمن بالعراق، وانما يجب أن يصدر البيان باسم الحكومة المصرية مجتمعة وأن يشمل رفض كافة أشكال التعاون بما في ذلك تدريب كوادر الجيش والشرطة العراقية أو تبادل المعلومات الامنية"، على حد ما نشرته صحيفة حزب "الوفد".

وكتن علاوي زار القاهرة الاسبوع الماضي وبحث امكانية الاستعانة بقوات مصرية في تدريب القوات العراقية، غير أن المسؤولين المصريين سارعوا إلى تأكيد عدم إبرام اتفاقيات في هذا الصدد، في حين شدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على أن بلاده لا تعتزم ارسال أي قوات الى العراق.

ومضى مصدر حزب "الوفد" محذراً مما أسماه "تورط مصر في المستنقع العراقي"، استناداً إلى أن ذلك أمر من شأنه أن "يفتح الباب أمام وقوع عمليات ارهابية انتقامية علي الأراضي المصرية مشابهة لما حدث في عدد من الدول العربية "مشيرا إلى أن رفض التورط في المستنقع العراقي ينبع من ادراك الوفد لعدم توافر الشروط الموضوعية التي حددتها جامعة الدول العربية لمشاركة قوات عربية في العراق، مضيفاً ان التنازل عن هذه الشروط يعني الزج بالقوات المصرية في مغامرات غير مأمونة العواقب، وأضاف المصدر ان رفض حزب الوفد للتورط في المستنقع العراقي يأتي انسجاماً مع رغبة الشارع المصري الرافض لأعمال القتل والتدمير والفوضي التي تجتاح العراق نتيجة لاستمرار احتلال الاراضي العراقية. كما أوضح المصدر أن حزب "الوفد" لا يرى أن الأولوية الآن لإرسال قوات عربية الي العراق، وانما الاسراع لصياغة الدستور العراقي واجراء انتخابات حرة تؤدي إلى تولي حكومة منتخبة مسؤولية اعادة الامن وإعمار البلاد"، بحسب المصدر المسؤول في الحزب المعارض.

تجدر الإشارة إلى أن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، كان قد أكد أمس أن هناك محاولات حثيثة لإطلاق الدبلوماسي ممدوح حلمي قطب والمواطن محمد علي سند المصريين المختطفين في العراق، وأضاف قائلا "إننا نحتاج للكثير من التحرك والاتصالات الهادئة".