"إيلاف" من عمان: نفى الدكتور تيسير الحمصي أمين سر القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن الموالي للجناح العراقي، اليوم ترشيح رغد صدام حسين ابنة الرئيس المخلوع نفسها لرئاسة جمهورية العراق، أو نيتها تشكيل حزب سياسي من البعثيين الموالين لوالدها، لكن الحمصي أردف قائلا "إننا سنحترم قرار قيادة الحزب في العراق، إذا ما قررت ترشيح رغد لأي منصب، ويظل هذا رهنا بتطور الأحداث السياسية في العراق،التي تشكل المقاومة مفتاحها الكبير".

وقال إن مبدأ الوراثة في حزب البعث أمر مرفوض، ولا يمكن قبوله أو التعامل به، تحت أي ظرف من الظروف. وأوضح أن رغد صدام حسين لم تكن تشغل أي منصب حزبي أو رسمي في العراق، لذلك فإن الدعوات التي صدرت هنا أو هناك لترشيحها لهذا المنصب تهدف إلى الإساءة لرغد، والإساءة إلى مؤسسات الحزب والمقاومة. وأكد أن رغد خالية الذهن تماما من كل هذه التسريبات الإعلامية.

ونفى الحمصي أن تكون هناك مفاوضات بين جناحي حزب البعث في بغداد ودمشق للوحدة أو التحالف، مؤكدا أن من يقف وراء تسريب هذه الأخبار يهدف إلى توريط دمشق والتحريض ضدها. وقال إن المؤامرات التي تواجهها الأمة هي اكبر بكثير من وحدة جناحي الحزب، الذي ما زال الوقت مبكرا للحديث فيها، إضافة إلى أن البعثيين العراقيين أمامهم مهمة كبيرة وخطيرة تتمثل في طرد الاحتلال وتحرير وطنهم،وهذه المهمة تتطلب تكريس كل الجهود لتحقيقها.

وحول هوية المقاومة العراقية والجهات المؤثرة فيها أكد الحمصي إن البعثيين لم يقولوا أبدا أنهم يستفردون بالمقاومة وهي حكر عليهم، لكنهم يؤكدون وجود جبهة وطنية واسعة من المقاومين يشكل البعثيون عمودها الفقري،وهذا ما تعرفه قوات الاحتلال جيدا وتعترف به.

وأكد أن المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية والدولية عن وجود مفاوضات سياسية بين الإدارة الأميركية وقيادة حزب البعث في العراق غير صحيحة.وقال:"لا معلومات دقيقة لدينا بهذا الشأن،غير أننا نعتقد أن هذه التسريبات تقف وراءها جهات استخباري أميركية تتمنى أن تحدث مثل هذه المفاوضات لعلها تسهم في كسر المأزق السياسي والأمني الذي تتعرض له القوات الأميركية في العراق من جهة، ومحاولة لإرباك جبهة المقاومة العراقية من جهة أخرى،عند الإيحاء أن البعثيين يفاوضون القوات الأميركية من وراء ظهر حلفائهم في العراق".

وأكد الحمصي أن قيادة البعث في العراق التي رفضت التفاوض مع الإدارة الأميركية قبل الحرب،لا يمكن أن تقوم بها الآن،خاصة وأن البعثيين معنيون بمقاومة الاحتلال،باعتبار ذلك يمثل الأولوية الأولى لعملهم في العراق.

وأشار إلى أن عملية تضخيم دور الزرقاوي وجماعته في العراق هي صناعة استخبارية أميركية، وجدت تجاوبا لها مع بعض الأطراف العراقية والإقليمية،بهدف التقليل من حجم المقاومة العراقية ومحاولة نسبها لقادمين من خارج العراق،وهذا يتناقض تماما مع حجم المقاومة ودورها في العراق.