موسى عرفات يرفض الاستقالة

عبدالله زقوت من غزة: رفض اللواء موسى عرفات مدير الأمن العام الفلسطيني ، الاستقالة من منصبه الجديد الذي عين فيه أمس وفق مرسوم رئاسي أصدره الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بعد الأوضاع الأمنية الأخيرة التي طفت على السطح الفلسطيني منذ الجمعة .

وأكد اللواء عرفات ، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمن العام في مجمع السرايا في غز ، برفقة اللواء عبدالرازق المجايدة بعد إنتهاء مراسيم تسليم مهامه لعرفات ، بأنه لن يأخذ أوامر إلا من الرئيس ياسر عرفات، الذي كلفه بهذه المهمة، قائلاً " الذي كلفني هو الذي يقيلني" .

وشهدت غزة أمس احتجاجات كبيرة بعد قرار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتعيين اللواء موسى عرفات، مديرا عاما للأمن العام بالإضافة إلى مهامه، و خرجت مظاهرات منددة بهذا القرار من أنصار حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني بالذات، و جناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى .

ووصف ما يحدث في الشارع الفلسطيني عموماً وحركة فتح على وجه الخصوص، بأنها "غمامة صيف" ، مشدداً على أنه لن تكون أي صدامات أو خصومات في الشارع الفلسطيني خصوصاً في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها مناطق القطاع ، مشيراً بأنه لا يعير أي اهتمامات بالذين احتجوا على تعيينه في المنصب الجديد .

وأعرب مدير عام الأمن العام ، عن أمله في أن يفي بالمهمة التي كلف بها في هذه المرحلة الدقيقة بالذات ، حيث أعلن بأنه سيعيد هيكلة بعض الوحدات العسكرية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي نتيجة القصف و الدمار، قائلاً بأن أولى مهامه ستكون إعادة الأمن و النظام .

واعترف اللواء عرفات ، بحدوث بعض التجاوزات التي قامت بها جهات غير مسؤولة – حسب وصفه، و التي لا تراعي المصلحة الوطنية ، و وعد بأن تتم معالجتها ، وعدم السماح بأن يكون هناك أي انفلات أمني جديد .

على صعيد آخر، أعلن اللواء جمعة غالي قائد قوات البحرية الفلسطينية ، استقالته من منصبه، إحتجاجا على التعيينات الجديدة التي حدثت في أجهزة الأمن الفلسطينية ، في ظل حالة الانفلات الأمني في قطاع غزة .

ويعد اللواء غالي، المسؤول الأمني الفلسطيني الثالث الذي يقدم استقالته منذ الجمعة، بعد استقالة مديري جهاز المخابرات العامة اللواء أمين الهندي ، و جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة العقيد رشيد ابو شباك .

دحلان والرجوب مرشحان لخلافة قريع

من جهة أخرى تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، أنباء تفيد بأن أبرز الشخصيات التي من المرجح أن تخلف أحمد قريع في رئاسة الحكومة الفلسطينية هما محمد دحلان أو جبريل الرجوب.

من جانب آخر تدرس إسرائيل حالياً تسريع خطة الارتباط والانسحاب من قطاع غزة على وجه السرعة، في ظل المستجدات الأمنية الخطيرة التي تحدث في غزة، في حين حملت الأوساط السياسية الإسرائيلية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المسؤولية الكاملة عن حالة الفوضى التي تحدث حالياً في الأراضي الفلسطينية .

وقالت صحيفة " يديعوت أحرونوت " في عددها الصادر اليوم، أن الأوساط الإسرائيلية تتابع عن كثب ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة، بعد تدهور الأوضاع الأمنية هناك و استقالة الحكومة الفلسطينية و تعيين قادة جدد للأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وتابعت الصحيفة نقلاً عن مصادر مقربة في ديوان شارون، أن هذه الأحداث تعزز موقف شارون في تسريع عملية فك الارتباط و الانفصال عن الفلسطينيين، لعدم وجود شريك فلسطيني قادر على عملية التفاوض مع إسرائيل.

وعلى الجانب الآخر، رفضت وزارة الخارجية الاسرائيلية، التعقيب على الأحداث الجارية في غزة، غير أن مصادر إسرائيلية مقربة من وزير الخارجية، تساءلت عن كيفية إدارة العملية السلمية بعد الأحداث التي وقعت في غزة ، في ظل وجود فوضى عارمة هناك.