أسامة العيسة من القدس: قالت مصادر فلسطينية بان الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، غادر سوريا إلى مكان لم تعلن عنه حركة الجهاد، ولكنه يعتقد انه لبنان. وجاءت هذه الخطوة من قبل حركة الجهاد، لعدم إحراج سوريا، التي تواجه ضغوطا اميركية وإسرائيلية لمحاربة التنظيمات الفلسطينية العاملة على أراضيها. وكانت إسرائيل وجهت أصابع الاتهام لسوريا، بعد عملية الخضيرة التي نفذها عنصر من حركة الجهاد أول من أمس الأربعاء.

وقالت المصادر الإسرائيلية بان أوامر تنفيذ العملية خرجت من دمشق، وكانت حركة الجهاد أعلنت أنها نفذت العملية انتقاما لقائدها العسكري لؤي السعدي الذي قتلته إسرائيل يوم الاثنين الماضي في مدينة طولكرم، شمال الضفة الغربية. وقبل اغتيال السعدي اتهمت إسرائيل دمشق وشلح بانهما وراء إطلاق صواريخ على مستوطنة اسديروت الإسرائيلية، الأسبوع الماضي. وقالت مصادر من الخارجية الإسرائيلية، بان إسرائيل بعثت إلى سوريا، عبر وسيط ثالث لم تسمه رسائل بضرورة أن تعمل على لجم حركة الجهاد الإسلامي على أراضيها. وأشارت هذه المصادر بان سوريا لم تفهم مغزى الرسالة فواصلت السماح للحركة بإصدار الأوامر من على أراضيها لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وكان شلح وصل إلى دمشق قبل نحو عشر سنوات، بعد اغتيال إسرائيل للدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام السابق للحركة في جزيرة مالطا بتاريخ 26 تشرين أول (أكتوبر) 1995، واختيار شلح خلفا له. وقبل ذلك كان شلح احد ابرز قيادات الجهاد في قطاع غزة، ولكن إسرائيل أبعدته إلى مرج الزهور في لبنان مع عشرات من قادة وكوادر حركتي حماس والجهاد عام 1994. وترتبط حركة الجهاد بعلاقات قوية مع حزب الله اللبناني وإيران، وكان مؤسسها الدكتور الشقاقي تأثر بالثورة الإيرانية التي قادها الخميني وأطاحت بأسرة بهلوي في إيران عام 1978.

ومن جانب أخر واصلت إسرائيل تصعيد حربها التي أعلنتها "بلا هوادة" على حركة الجهاد الإسلامي، وقالت الإذاعة الإسرائيلية بان الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية ستة عشر فلسطينيا من المطلوبين، وان اثني عشر منهم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي. وأعلن المكتب الإعلامي لحركة الجهاد، بان جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في رام الله اعتقل عددا من نشطاء الحركة، من بينهم مسؤول الإطار الطلابي للجهاد في جامعة بير زيت.

ويأتي ذلك بعد توعد رفيق الحسيني مستشار محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، بملاحقة الجهة التي تقف وراء عملية الخضيرة.
واتهم بيان للمكتب الإعلامي لحركة الجهاد أجهزة الأمن الفلسطينية بمصادرة ملصقات وبيانات أعدت لإحياء الذكرى العاشرة لاغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام السابق للحركة. وقال البيان بان أجهزة الأمن أزالت صور الشقاقي التي علقت في شوارع رام الله، ورأى في حملة الاعتقالات تصعيدا من السلطة غير مبرر ورضوخا لما اسماه الاملاءات الإسرائيلية والاميركية. وطالب السلطة بالإفراج عن المعتقلين وإغلاق ملف الاعتقال السياسي خصوصا أن ذلك يأتي في الوقت الذي "تفتح دولة الكيان حربا شرسة ممتدة من شمال فلسطين لجنوبها ولا يخفى على احد ما تتعرض له الحركة من اعتقالات في صفوف أبنائها واغتيال لقادتها والتي كان أخرها اغتيال أربعة من سرايا القدس من بينهم قائد سرايا القدس في شمال قطاع غزة الشهيد شادي مهنا وثلاثة من المارة".

وفي قطاع غزة أعلن أسماء ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف قائد الجهاد في شمال القطاع شادي مهنا، وهم إضافة إلى مهنا: الشهيد محمد قنديل 48 عاما، وموسى الوحيدي 55 عاما، وفايز بدران 50 عاما، ورامي عساف 17 عاما، وصالح ابو ناجي 14 سنة، وكرم أبو ناجي 14 عاما.
وبرر الجيش الإسرائيلي حجم الإصابات الكبير نسبيا خلال عملية اغتيال مهنا، لوجود كميات كبيرة من السلاح والمتفجرات داخل السيارة التي كان فيها واستهدفتها الصواريخ الإسرائيلية.

وتتهم إسرائيل شادي مهنا، بالوقوف خلف إطلاق الصواريخ محلية الصنع باتجاه الأهداف الإسرائيلية من شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى مسؤوليته عن عمليات أخرى ضد الجيش الإسرائيلي، منها قنص عدد من الجنود قبل الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، ووضع عبوات ناسفة ضد الدبابات والمدرعات الإسرائيلية.

وكان مهنا (42 عاما)، الذي عرف كأبرز قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد خلال انتفاضة الأقصى نجا من 5 محاولات اغتيال سابقة.
وهو ثاني مسؤول عسكري رفيع في حركة الجهاد تغتاله إسرائيل، بعد محمد الشيخ خليل، الذي اغتالته إسرائيل في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.