اعتبروا دعوة وزيرة الهجرة اجتهادا شخصيا
فلسطينيو العراق يرفضون ترحيلهم الى غزة

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قال القائم بالاعمال الفلسطيني في بغداد دليل القسوس اليوم لايلاف بان فلسطينيي العراق يصرون على التزامهم بحق العودة مثلهم مثل بقية الفلسطينيين، مؤكدا ان ما يربطهم بالعراقيين علاقات تاريخية قديمة تعود الى صلاح الدين الايوبي والقائد عمر علي اللذين ساهما في تحرير الاراضي الفلسطينية في حقبتين زمنتين.

واكد ان ماورد من قبل وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية سهيلة عبد جعفر الاسبوع الماضي حول ضرورة ترحيل الفلسطينيين من العراق الى غزة باعتبارها محررة الان بعد الانسحاب الاسرائيلي، ماهو الا اجتهاد من قبل الوزيرة، ولايعبر عن وجهة نظر الحكومة العراقية.

وأشار دليل القسوس الى وجود علاقات واتصالات دائمة مع بينه وبين المسؤولين العراقيين مثل الرئيس جلال الطالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس الوزراء الجعفري بالاضافة الى السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وشخصيات سياسية عراقية اخرى.

وردا على سؤال ايلاف حول عدد الفلسطينيين في العراق،قال انهم يشكلون قرابة عشرين الفا، بعضهم من مواليد العراق. وحول ماجرى لعدد من العائلات الفلسطينية التي اخرجت من سكنها الى العراء بعد سقوط النظام السابق، أجاب بان جميع هذه العائلات تسكن حتى الان في شقق من قبل الامم المتحدة.

وكشف ان مجمع البلديات في رصافة بغداد تعرض يوم الخميس الماضي لاطلاق نار من قبل مجهولين يرتدون زي الشرطة العراقية، لكن لم يسفر اطلاق النار عن اي ضحايا ،وانه اتصل بالجهات المعنية التي نفت اي صلة لها او علم بالمعتدين.

وجوبهت دعوة وزيرة المهاجرين والمهجرين العراقية برفض فلسطيني وعراقي وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عباس زكي في معرض تعقيبه على تصريحات الوزيرة "نتمنى ان تكون العلاقة الاميركية قادرة على فرض عودة الفلسطينيين في العراق!؟." واضاف في تصريحات صحافية "ان القيادة الفلسطينية ستبحث هذا الموضوع في اجتماعها المقبل وستتخذ موقفا". وحمل الاحتلال الاميركي مسؤولية المعاناة التي يرزح تحتها الفلسطينيون في العراق.

وكانت قضية فلسطينيي العراق عادت للواجهة بعد دعوة وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية سهيلة عبد لترحيل الفلسطينيين الى غزة لتمتعهم بحماية قوانين منظمة الهجرة الدولية، التي قالت انها تسمح بعودة اللاجئين اذا انتهت اسباب اللجوء خصوصا بعد انسحاب اسرائيل من غزة . واتهمت الوزيرة جعفر بعض الفلسطينيين بالضلوع في تفجيرات واعمال مسلحة فضلا عن اعتقال عشرات منهم من قبل القوات الاميركية و العراقية، اطلق معظمهم في الفترة الأخيرة.

ويقُدر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا إلى العراق في عامي 48و 49 بحوالي ثلاثة آلاف لاجئ معظمهم من سكان القرى الثلاث إجزم، جبع، عين غزال حسب الباحث الفلسطيني لبيب قدسية. وبعد سنوات قليلة، انضم إلى هؤلاء اللاجئين العديد من أقاربهم، ومن بقية القرى المجاورة لهم.
ولم يقتصر دخول الفلسطينيين إلى العراق على سكان المثلث القروي المذكور، بل تعداه في عام 1967 إلى مناطق فلسطينية أخرى كالضفة الغربية وقطاع غزة، ولم تكن هذه الهجرات جماعية كما حدث في السنوات الأولى من عمر النكبة، بل كانت هجرات فردية، بحثاً عن العمل، ومن أجل لقمة العيش حيث كان العراق بلداً نفطياً غنياً، وجاذباً للعمل والهجرة إليه كما هو الحال بالنسبة إلى دول الخليج والسعودية وليبيا، وكان أبناء قطاع غزة يعاملون في العراق معاملة الموظف الأجنبي من حيث مضاعفة الرواتب، على عكس الفلسطينيين الآخرين الذين كانوا يعاملون معاملة إخوانهم العراقيين.

وكانت الحكومات السابقة في العراق بنت مجمعا سكنيا يضم عشرات البنايات في منطقة البلديات السكنية بجانب الرصافة من بغداد لإيواء آلاف الأسر الفلسطينية التي يعود زمن وجود نحو 97% منها في العراق إلى عام 48 .ومع اتساع حجم تلك العائلات وزيادة أعداد سكانها اضطرت هذه الحكومات إلى استئجار عشرات الدور في أنحاء متفرقة من البلاد لإيواء الأعداد المتزايدة من الفلسطينيين لا سيما في العاصمة التي اصبحت مركز الثقل الأساسي لوجودهم مع انتشارهم في مدن أخرى . وهكذا وجدت مئات العائلات الفلسطينية طريقها نحو الشتات من جديد مما اضطر السفارة الفلسطينية في العراق إلى نصب مجموعة من الخيام في ساحات عامة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقية. ويقول احد ساكني المخيمات عن الظروف الصعبة التي يعيشها سكانها إنها تعاني من ندرة المياه الصالحة للشرب والخدمات الأساسية الأخرى مثل الصرف الصحي والكهرباء وعدم توفّـر الخدمات الطبية الأساسية. ويشير إلى أن معظم هؤلاء اللاجئين من العمال الذين انقطعت مصادر رزقهم بسبب الظروف التي يمر بها العراق في هذه المرحلة حيث تضرر القطاع الخاص بشكل كبير فيما ازدادت النفقات المعيشية كثيرا.