يشدد في خطابه السياسي على حفظ تحالف 14 مارس
جعجع يعود بعد تقرير ميليس ويسكن في الأرز

ريما زهار من بيروت: يبدو قائد" القوات اللبنانية" سمير جعجع أكثر وثوقًا بنفسه وهو يتحدث الى الجاليات اللبنانية المنتشرة في اصقاع الكرة الارضية.
بساطة وهدوء يسمان حركاته ، واثقا بأنه عائد على رأس "القوات" لينظمها من جديد ضمن تحالفات 14 آذار/مارس التي يحرص في كل خطاب على ذكرها. "سلمية وديموقراطية ستكون مقاومتنا" ، هكذا توجه الى لقاء حاشد نظمه أنصاره في سيدني- أوستراليا قبل أيام ، قائلاً :"لا نستطيع إلا أن نعلن تصميمنا الكامل والعميق على الدفاع عن بلدنا وأنفسنا حتى النهاية من خلال الأطر الدستورية والقانونية الموجودة".

وكأنه كان يستمد قوته من الجمهور حين هتف بهم: "الحديث معكم يعطيني قوة كبيرة، مجرد الأمل في الحديث معكم في السنين الاخيرة اعطاني القوة اللازمة لأستمر . صحيح ان الـ15 سنة الماضية كانت قاسية وصعبة انما الصحيح ايضًا أنها كرّستنا مقاومة جدية فعلية تاريخية مقاومة ديمقراطية حضارية، وحتى بعد نهاية الحرب لم تنقطع سلسلة شهدائنا". وبعدما عدد أسماء 12 منهم ، قال سقطوا بعد انتهاء الحرب قال: "صحيح انهم شقوا لنا الطريق نحو السيادة والحرية والاستقلال ، التي بدأنا نعيشها في الوقت الحاضر انما الخصم لا يزال موجودًا ويحاول وقف مسيرتنا وان بأدوات أقل وأضعف من الماضي".

حديث جعجع يرسم معالم المرحلة المقبلة، رغم صعوبة وحراجة خيوطها. يرسمها نقاطًا داخلية استراتيجية، تحمل في طيات فرادتها السياسية تقاربًا لبنانيًا - لبنانيًا، يفتح الأبواب على أكثر من حوار ونقاش جدّي وحاسم لقيام وطن "مستقبل صناعته محلية" لا لبس فيها. وتقابل هذه اللحمة اللبنانية المستحدثة، خصوبة انبعاث مسيحي لأكثر من حزب وتيار، تجلّت لوحاته واضحة بإطلاق أخيرًا "حزب التيار الوطني الحر" وقيامة حزب الكتائب في تجدد كامل على أكثر من صعيد وجبهة، ونهوض "تيار القوات اللبنانية" بخروج "حكيمه"الدكتور جعجع وانتظار عودته الفاصلة للبدء، بحسب قول مسؤول في القوات اللبنانية لـ "إيلاف" ، بحوار كوادري وشعبي قواتي واسع النطاق للخروج بخلاصة الأفكار والهواجس، لمزيد من الرسوخ والتفاعل الأكيد مع معاناة 11 عامًا من الصبر والتسليم بواقع أمني وحياتي معيّن.

ويضيف المصدر ان جعجع سيعود قريبًا بعد صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس مباشرة، وفي جعبته الكثير من الامور التنظيمية لحزب القوات الذي عرف بعض الانقسامات والخلافات خلال فترة سجنه. ورداً على إشاعات مفادها أن تدهور صحة قائد "القوات" فرض تمديد فترة إقامته في الخارج ، استغرب المصدر نشر الأكاذيب معتبرا أنها لأغراض باتت مكشوفة سلفًا. وقال: "للحكيم إرادة قوية، يغلب عليها اليوم الطابع الروحاني المتفاعل تجددًا وتأملًا وصحة جيّدة تدعو للاطمئنان والفرح بعودة قريبة، تستكمل فيها مختلف المعطيات اللوجستية والأمنية على حدٍّ سواء".
وبعدما أشار الى ضرورة التأني في ما سمّي بـ "الطبخة القواتية"، تحدث عن سلسلة أمور واهداف عملانية، كان أبرزها عودة جعجع لإعادة استنهاض مؤسسة "حزب القوات اللبنانية" وشرعنتها وتوزيع المهمات فيها، ما يعطي الأولوية لضرورة استنباط أسس عمل جديدة تتخطى حدود التعاطي السياسي الضيّق، الى انفتاح راقٍ يُسهم في بلورة رؤية اقتصادية واجتماعية لبنانية، تحاكي هموم أبناء "الوطن الصغير"، في تقارب "قلوب" من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.

وقال ان جعجع قد يسكن لدى عودته في الشمال و ليس في المنزل الذي كانت تشغله زوجته في زوق مصبح ، على ساحل منطقة كسروان، وقد يقصد تحديدًا منطقة الارز الشمالية لما تؤمنه من حماية لسلامته. وأضاف ان هم جعجع اليوم هو ترسيخ حوار ثوابت، يقوم بالدرجة الأولى على تعزيز مقومات لبناء دولة مدنية حديثة تحتضن بقوّة جيشها الأصيل، مختلف الشرائح اللبنانية بعيدًا عن لغة "الغالب والمغلوب"، بما يضمن "رخاء وكرامة من حمل بندقية المقاومة والصمود في وجه العدو الاسرائيلي وبالتالي عودة جميع المعتقلين اللبنانيين، وعلى قاعدة ضرورة استرجاع الأراضي العربية كخطوة أكيدة لسلام عادل وشامل وصحيح في المنطقة ".