بكين: اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الاحد انه طلب من القادة الصينيين استقبال زعيم البوذيين في التيبت الدالاي لاما ليتاكدوا بانفسهم انه ليس في وارد المطالبة باستقلال التيبت. وقال الرئيس الاميركي للصحافيين "تحدثت عن الدالاي لاما واعتقد انه من الحكمة ان تدعو الحكومة الصينية الدالاي لاما ليوضح لهم ما ابلغني اياه في البيت الابيض حول عدم رغبته في المطالبة باستقلال التيبت". ويزور بوش الصين في اطار جولة في اسيا، والتقى اليوم الرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو.
بوش بحثالحرية الدينية والتجارة
وكان بوش شاركصباح اليوم في صلاة داخل كنيسة بروتستانتية قبل ان يلتقي بنظيره الصيني هو جينتاو، موجها بذلك رسالة الى النظام الشيوعي حول ضرورة احترام حرية العبادة. ويعتزمبوش حث الرئيس الصيني هو جين تاوعلى كبح جماح الفائض التجاري الصيني الآخذ في الازدياد وتعزيز اصلاح العملة الصينية بعد الدعوة الى زيادة الحرية الدينية.
وصلى بوش وزوجته لورا في الكنيسة البروتستانتية في غانغواشي غرب العاصمة الصينية والتي شيدها مرسلون انغليكان في القرن الحادي عشر واقفلت خلال الثورة الثقافية (1966-1976).
وكتب الرئيس الاميركي على السجل الذهبي للكنيسة "فليبارك الله مسيحيي الصين، جورج بوش"، في حين وقعت لورا بوش على العبارة التالية "مع محبتي واحترامي". وتحترم الصين حرية العبادة طالما بقيت تحت السيطرة التامة للسلطات الشيوعية.
وقبل اسبوع، اعتقل كاهن وعشرة طلاب اكليريكيين تابعين للكنيسة الكاثوليكية السرية في شمال الصين. وقال بوش لدى خروجه من الكنيسة "آمل ان لا تخشى الحكومة الصينية المسيحيين الذين يتجمعون للصلاة بشكل علني". واضاف "ان مجتمعا سليما هو مجتمع يقبل بكل المعتقدات ويمنح الشعب امكانيات التعبير عن نفسه عبر العبادة".
المزيد من الحريات
واعتبربوشان الصين ينبغي ان تمنح مواطنيها المزيد من "الحريات الاجتماعية والسياسية والدينية" فيما دافع نظيره الصيني هو جينتاو عن "الحقوق الديمقراطية" للصينيين.وقال بوش للصحافيين بعد لقائه مع الرئيس الصيني "من المهم ان تتقدم الحريات الاجتماعية والسياسية والدينية في الصين".واضاف في تصريح خطي تلي بحضور نظيره الصيني "اننا نشجع الصين على مواصلة العملية الانتقالية التاريخية نحو المزيد من الحريات".
من جهته رد الرئيس هو جينتاو وهو ايضا الامين العام للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بشكل غير مباشر، بان الشعب الصيني "يتمتع بالحق الديمقراطي في المجال الانتخابي".وقال هو في تصريحه الخطي الذي تلي امام الصحافيين الذين لم يسمح لهم بطرح اسئلة "ان الصينيين يحظون بقرارات ديمقراطية وادارة ديمقراطية واشراف ديمقراطي بموجب القانون".واضاف الرئيس الصيني "في المستقبل سنستمر في الاخذ بالاعتبار الظروف الوطنية وتطلعات الشعب الصيني لمواصلة بناء سياسات ديمقراطية بخصوصيات صينية". موضحا انه امر "لا مفر منه" ان يكون للولايات المتحدة والصين اراء مختلفة حول بعض المواضيع.
الصين لن تقبل باستقلال تايوان
وأكد هو جينتاو مجددا اليوم ان الصين "لن تقبل باستقلال تايوان". وقال هو للصحافيين "اكدت للرئيس بوش مجددا ان الحكومة الصينية والشعب الصيني يريدان السلام والاستقرار في مضيق تايوان. الا ان الصين لن تقبل باستقلال تايوان".
وتعتبر الصين تايوان التي انفصلت منذ 1949 بمثابة اقليم متمرد وتكرر غالبا انها ستستخدم القوة ان اعلنت الجزيرة رسميا استقلالها. وتصوب مئات الصواريخ الصينية على تايوان المرتبطة بالولايات المتحدة باتفاق دفاعي. لكن النزعة الاستقلالية لم تكف عن التنامي في تايوان في السنوات الاخيرة.
قلق بشان قمع المنشقين
واعربت الولايات المتحدة للصين عن قلقها حول التقارير بشان حملة قمع تعرض لها المنشقون قبيل زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى البلاد، طبقا لما اعلنته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الاحد.وصرحت رايس للصحافيين بعد لقاء بين بوش ونظيره الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو "لقد اعربنا عن تلك المخاوف للحكومة الصينية... وسنواصل الاعراب عنها بقوة" في المستقبل.
الصين ستواصل اصلاح نظامها المتعلق بالصرف
واكد هو جينتاو مجددا التزام بلاده باصلاح نظامها المتعلق بصرف العملات وخصوصا اليوان. وقال "سنستمر في اصلاح آليات صرف العملات وصرف اليوان". لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل او اي جدول زمني.
ويطالب شركاء الصين الرئيسيون خصوصا الولايات المتحدة والاوروبيون بالحاح بمزيد من المرونة في نظام صرف اليوان الذي تعتبره الولايات المتحدة دون قيمته الحقيقية، لكن الصين تكرر بانتظام انها تتقدم بوتيرتها بغية عدم اضطراب نظامها المالي الهش.
وكان حاكم المصرف المركزي الصيني زهو تشاوشوان ذكر ايضا الجمعة بهدف جعل اليوان قابلا للصرف. لكنه امتنع بدوره عن اعطاء اي جدول زمني. وكان رئيس الحكومة الصينية ون جياباو وعد اثناء اجتماع مجموعة العشرين في بكين الشهر الماضي باصلاح تدريجي لنظام صرف العملات.
وفي تموز/يوليو اعتمدت الصين مرونة طفيفة في نظامها لصرف العملات الذي يربط اليوان بشكل وثيق بالدولار الاميركي وذلك بعد سنتين تقريبا من الضغوط الدولية. لكن الغربيين ما زالوا يعتبرون ان العملة الصينية منخفضة جدا قياسا الى الورقة الخضراء ويرون ان ذلك ضار بالنسبة لهم على الصعيد التجاري.
الصين لشراء 70 طائرة بوينغ 737
وطلبت الصين اليوم الاحد شراء 70 طائرة بوينغ طراز 737 بقيمة اجمالية تبلغ اربعة مليارات دولار وذلك اثناء زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى الصين، كما اعلن متحدث باسم بوينغ. واعلن المتحدث باسم بوينغ جورج ليو "انها طائرات 737-700 و737-800 التي ستسلم بين 2006 و2008"، موضحا ان هذا العقد جزء من اتفاق يتناول 150 طائرة من هذا الطراز، وانما "لم توضع اللمسات الاخيرة عليه حتى الان". وانه العقد الكبير الثاني في الصين للشركة الاميركية العملاقة هذه السنة بعد العقد الذي وقع في كانون الثاني/يناير وتناول 60 طائرة بوينغ 787 "دريملاينر" بقيمة 2،7 مليارات دولار. ولم يكشف عن اسماء الشركات التي اشترت الطائرات السبعين من طراز 737 المتوسطة.
وكان مستشاربوش للشؤون الاسيوية مايك غرين اعتبر وهو يعلن السبت قرب التوصل الى اتفاق بين بوينغ والطيران المدني الصيني "انه مهم جدا واعتقد انه الدليل على ان مقاربتنا مع الصين تؤتي ثمارها". وتاتي هذه الطلبية في حين توقع الاميركيون عجزا تجاريا قياسيا مع الصين بقيمة 200 مليار دولار في 2005. واعتبرت الشركة الاميركية لصناعة الطائرات في ايلول/سبتمبر ان الصين بحاجة لحوالي 2600 طائرة جديدة بقيمة 213 مليار دولار خلال العقدين المقبلين. وكانت الشركة الاميركية العملاقة التي تملك حوالي 60% من السوق الصينية، اعتبرت في دراستها السنوية الشاملة ان الصين ستصبح السوق الثانية في العالم وراء الولايات المتحدة مع اسطول عملاني من 3200 طائرة في غضون عشرين سنة.
وكان بوش قالفي كلمته الاذاعية الاسبوعية يوم السبت "اتطلع لاجراء محادثات صريحة يوم الاحد مع الرئيس هو بشأن حاجتنا للتوصل الى حلول لخلافاتنا التجارية مع الصين. "حرية الوصول الى الاسواق الأميركية لعبت دورا مهما في التنمية الاقتصادية الصينية".
حرية دينية
وحث بوش الصين ايضا على السماح بقدر اكبر من الحرية الدينية بادئا يومه في قداس الاحد في كنيسة جانجواشي وهي احدى خمس كنائس بروتستانتية معترف بها رسميا في بكين. وطوق رجال الامن المنطقة الواقعة حول الكنيسة الواقعة في غرب بكين.
ويواجه بوش ضغوطا في الداخل لتحقيق تنازلات تجارية وسط قلق متزايد بين الساسة ورجال الصناعة الأميركيين بشأن العملة الصينية اليوان وتزييف سلع أميركية مثل برامج الكمبيوتر والموسيقى والكتب.
وقد يصل الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة الى 200 مليار دولار هذا العام. ولكن خبراء كثيرين لا يتوقعون تقديم تنازل فوري بشأن العملة. وفي يوليو تموز انهت الصين سياسة ربط اليوان بالدولار ورفعت قيمة اليوان بنسبة 2.1 في المئة وانتقلت الى نظام التعويم المنظم بالارتباط مع سلة عملات. واشاد بوش بهذه الخطوة كخطوة اولى طيبة ولكنه حث الصين مرارا على القيام بالمزيد.
وعلى الرغم من قول الزعماء الصينيين انهم يتفقون مع ما يسعى اليه بوش من مرونة العملة فانهم يقولون انه من اجل الاستقرار فإنهم يحتاجون الى ان يدرسوا بتأنٍ توقيت اجراء مزيد من التعديلات. ولكن بوش ما زال عازما على اثارة هذه القضية.
وقال فاريار شيرزاد وهو متخصص في الشؤون الاقتصادية في مجلس الامن القومي بالبيت الابيض "ندرك ان التحرك الى المرونة الكاملة لابد وان يكون تدريجيا وينفذ بمرور الوقت. ولكن الوقت فعلا حان كي يبدأوا في التحرك بشكل اكبر مما قاموا به بالفعل". وسيناقش بوش وهو استراتيجيات المحادثات السداسية الرامية الى اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن الاسلحة النووية وجهود منع حدوث وباء انفلونزا الطيور. وقلل المسؤولون الصينيون من اهمية تصريحات بوش بشأن الحرية والديمقراطية وقالوا انهم يتطلعون قدما الى اجراء محادثات بناءة.
الرئيس الصيني يزور واشنطن في 2006
وأكدجينتاوأمام الصحافيين انه سيزور الولايات المتحدة في مطلع العام 2006. وقال هو في بداية لقائه معبوش "يسرني قبول دعوتكم لزيارة الولايات المتحدة في مطلع العام المقبل". وكانت زيارته المتوقعة في ايلول(سبتمبر) من هذا العام قد ارجئت في اللحظة الاخيرة بسبب الاعصار كاترينا.
وقال هو في بداية لقائه مع نظيره الاميركي جورج بوش في قصر الشعب بعد ان قدم له هذا الاخير الدعوة "يسرني قبول دعوتكم لزيارة الولايات المتحدة في مطلع العام المقبل".وكان بوش قال "آمل ان استقبلكم في الولايات المتحدة في اقرب وقت ممكن، السيد الرئيس، بهدف مواصلة حوارنا لكي تكون العلاقات بين بلدينا مفتوحة وبناءة".وكانت زيارته المتوقعة في ايلول/سبتمبر من هذا العام قد ارجئت في اللحظة الاخيرة بسبب الاعصار كاترينا. ووصل بوش الى العاصمة الصينية مساء السبت وسيغادرها صباح الاثنين. وهي الزيارة الثالثة له الى الصين.وبعد لقاء على انفراد مع هو جينتاو، سيتناول الرئيس الاميركي طعام الغداء مع رئي الوزراء ون جياباو. وبدا نهاره بصلاة في كنيسة بروتستانتية في بكين حيث طلب من النظام الشيوعي ان احتراما افضل لحرية العبادة.
التعليقات