السنيورة: لبنان وسورية دولتان مستقلتانبانتماء واحد
بري يرفض التذرع باغتيال الحريري لعزل دمشق

الكويت، بيروت: اشاد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اليوم بالحرية التي تتمتع بها دولة الكويت ووصفها بانها واحة للحرية والاعلام الجريء. بري لا يربط بين اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والضغوطات التي تواجهها سورية اليوم، إذ يرى أنها قائمة قبل صدور القرار رقم 1559، مشيرا الى أن الكونغرس الأميركي يحاولعزلسورية بسبب مواقفها الصامدة ودعمها للمقاومة في لبنان. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن لبنان وسوريا دولتان عربيتان مستقلتان يجمعهما الانتماء الواحد والجغرافيا والتاريخ والمصالح والمستقبل. واكد السنيورة في كلمة القاها في حفل ازاحة الستار عن تمثال الرئيس اللبناني الاسبق بشارة الخوري في وسط بيروت ان لبنان وسوريا "جمعهما النضال من اجل التحرر من الاستعمار".

بري
حصار سورية
وأكد بري في كلمة ألقاها خلال مؤتمره الصحافي أن "الحصار على سوريا واستهدافها ليس له ادنى علاقة بموضوع كشف حقيقة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري مضيفا ان "اكثر المتضررين من هذا الاغتيال بعد لبنان هي سوريا". وعزا اسباب الحصار على سوريا لمواقفها " المتمنعة والصامدة" و"دعمها للمقاومة في لبنان " موضحا ان محاولات الحصار على سوريا قائمة قبل اغتيال الحريري وحتى قبل صدور القرار الدولي رقم 1559 في اشارة الى محاولات الكونغرس الاميركي عزل سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها.

واكد بري ان ذلك الموضوع كان محل بحث بينه وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري في محاولة للتخفيف من حدة هذه الضغوطات وما لها من انعكاسات خطيرة على سوريا ولبنان. ورفض ان يؤخذ اغتيال الحريري كذريعة لعزل سوريا او اسقاط النظام هناك موضحا ان "لبنان ليس له تاثير على سير التحقيق الدولي".

وحول تقرير لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قال رئيس مجلس النواب اللبناني ان رئيس اللجنة ديتلف ميليس قدم هيكلا دون مضمون للقضية مضيفا ان صيغة ذلك التقرير لا يمكن ان يبنى عليها مواقف.

سلاح حزب الله
وعن المطالبات الدولية بنزع سلاح المقاومة اللبنانية اكد بري ان المقاومة هي نتيجة للعدوان الاسرائيلي المتكرر داعيا في الوقت ذاته الى فتح حوار لنزع سلاح العدوان "الاسرائيلي" في مقابل نزع سلاح المقاومة اللبنانية.

مجالس برلمانية
ودعا بري المجالس النيابية العربية الى زيادة الرقابة البرلمانية لمنع حدوث اي نوع من الاحتكار او الاساءة في استخدام القانون وذلك في اطار تحقيق الاصلاحات. واضاف بري ان البرلمانات العربية معنية بمزيد من الاصلاحات على المستويين الوطني والعربي. وشدد على ان هذه الاصلاحات تشكل ضرورة للشعوب العربية قبل ان تكون تلبية لشروط أي شراكة او ملائمة انظمة تلك الدول مع صورة الشرق الاوسط الكبير . واكد ان على الديمقراطية ان تكون صناعة وطنية محلية وان غير ذلك سيحولها الى شكل دون محتوى.

وطالب المجالس البرلمانية العربية بزيادة الاهتمام بالدبلوماسية البرلمانية لما يترتب عليها من تعزيز للروابط مع دول العالم المتقدمة . وقال ان البرلمانات العربية تستطيع ان تقوم بادوار هامة في بناء الصلات مع تلك الدول وتعزيز العلاقات على المستويين الوطني والاقليمي. واضاف انه بحث خلال زيارته للبلاد مع رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي الكثير من الاستحقاقات البرلمانية المنتظرة على المستويين العربي والاسلامي.

واعتبر ان تلك الزيارة مناسبة هامة لبحث التحديات والضغوط التي تواجه الامة العربية لا سيما مع استمرار "معاملة اسرائيل التفضيلية حيث لا تطبق عليها القرارات الدولية واستمرار الضغط على لبنان للتخلي عن سلاح المقاومة".

عمالة لبنانية
واضاف انه تطرق خلال زيارته مع المسؤولين الكويتيين الى فتح الباب لقوة العمل اللبنانية المتخصصة للمساعدة في مواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان ومعاناة من قلة الموارد وغياب فرص العمل فيها. واضاف بري في مؤتمره الصحافي ان مشروع (الليطاني) الذي تبنته دولة الكويت منذ الثمانينات " ليكون في صلب المقاومة العربية واللبنانية واحد الجهود العربية في مقاومة اسرائيل التي تقف حائلا دون تنفيذه". وذكر ان لقاءه مع امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح منذ ثلاث سنوات دفع في اتجاه تنفيذ ذلك المشروع من جديد مشيرا الى ان مشروع (الليطاني) ستنطلق مرحلته الاولى نهاية الشهر الحالي.

وعن بحثه موضوع اجراءات الاقامة بالنسبة للبنانيين في دولة الكويت قال بري ان رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد اكد له ان " كل لبناني يلتزم بعقد عمل هنا او ثمة جهة تامن له العمل فانه مرحب به في أي وقت .. وليس هناك اي اشكال بشانه".

الاستثمار في لبنان
وفي رده على سؤال حول معوقات الاستثمار في لبنان قال ان ثمة قوانين وتشريعات تعرقل النشاط الاستثماري هناك مشددا على ضرورة ازالة "الشوائب القانونية" من التشريعات المحلية المنظمة للعمل الاستثماري. واوضح ان ذلك الموضوع سيكون محل بحث معمق بين الحكومة والكتل النيابية لتشجيع الاستثمار في لبنان وفق اطار قانوني يحمي حقوق المستثمر وحقوق الشعب اللبناني.

وكان رئيس مجلس النواب اللبناني قد التقى خلال زيارته التي استمرت خمسة ايام كبار رجال الدولة وعلى رأسهم رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ورئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد. كما قام بري بزيارات الى كل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وغرفة التجارة والصناعة.

السنيورة
لبنان وسوريا يجمعهما الانتماء الواحد

وقال السنيورة عشية عيد الاستقلال ال62 الذي يحتفل به اللبنانيون يوم غد " كم هو الاستقلال صعب ومكلف وكم تتطلب حماية الاستقلال والحفاظ عليه من جهود وتضحيات وكم هي الحرية ثمنية وغالية ". واستذكر السنيورة " الاسهامات الجليلة " للرئيس بشارة الخوري ورفاقه في الاستقلال اللبناني والعربي خصوصا في اطلاقه الميثاق الوطني الاول والتوافق عليه نتيجة العمل السياسي المستنير والرحب عام 1943.

وذكر السنيورة انه منذ اواسط الخمسينات من القرن الماضي صار الاضطراب السياسي يحصل في لبنان عندما يحاول فريق طائفي او سياسي الاخلال باحد طرفي المعادلة وهي "معادلة الانتماء او معادلة الاستقلال ". وفي هذا الاطار استشهد السنيورة بقول رئيس الوزراء اللبناني الاسبق الراحل رفيق الحريري عندما قال ان " لبنان لا يحكم من سوريا ولكنه لا يحكم ضد سوريا ". واكد السنيورة ان لبنان لن يتخلى عن الحرية وعن الاصلاح وعن الديمقراطية معربا عن قناعته ان هذه القيم هي شروط العروبة الحقة ".

واعلن السنيورة ان لبنان بصدد العمل على " تطبيق الميثاق الوطني الثاني" اي ميثاق الطائف ودستوره مؤكدا انه ميثاق العيش المشترك والانتماء الواحد .

وفي هذا المجال قال ان ذلك لا يتحقق الا من خلال "الحوار والانفتاح والعمل السياسي والاقتصادي البناء". ورأى ان نهج الراحل الحريري الاصلاحي والسياسي والاعماري " هو النهج الوحيد الصالح" لعمليات البناء الجديد وهو نفس النهج لرجالات الاستقلال.

ويحتفل لبنان يوم غد بعيد الاستقلال حيث سيقام عرض عسكري مميز في وسط بيروت بحضور الرئيس اميل لحود والسنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري بالاضافة الى عدد من الشخصيات الاخرى. ويأتي العيد هذا العام بعد سلسلة احداث شهدها لبنان ابرزها اغتيال الحريري ورفاقه وانسحاب القوات السورية من لبنان وعودة رئيس التيار الوطني الحر من المنفى ( باريس) وخروج قائد القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن بالاضافة الى تفجيرات متنقلة وقعت في عدد من المناطق اللبنانية.