بهاء حمزة من دبي : في سابقة هي الاولى من نوعها ربما في تاريخ الامارات العربية المتحدة كلها تحدث الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي والرجل القوي في العاصمة الاماراتية الى مواطنيه بلهجة لم يعتادوها منذ زمن طويل محذرا اياهم من التخلي عن واجب المواطنة التي ركيزتها الولاء المطلق لهذه البلاد وقيادتها ونظامها.

وأضاف في جلسة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول في الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي quot; أننا نضع المواطن في أول اهتماماتنا وفي مقدمة أهداف خططنا التنموية وفي المقابل لن نتنازل يوماً ولا ساعة ولا لحظة عن المواطنة الكاملة لاننا إذا كنا نرفض الولاء الكامل لغير القيادة فإننا أيضاً نرفض الولاء الجزئي لغيرها لأن الولاءُ الوطني كتلة كاملة وكل لا يتجزأ ولا مجال اليوم لتعدد الانتماءات كما لم يعد مقبولاً أن يحظى أناسٌ بامتيازات المواطنة وولاؤهم وانتماؤهم خارج حدود الإماراتquot;.

خطاب ولي عهد ابو ظبي تعامل معه الكثيرون في الامارات باعتباره رسالة quot;لا تحتاج الى توضيحquot; لبرنامج الفترة المقبلة والذي يمثل التوقف عن تدليل المواطنين صالحهم وفاسدهم ابرز واهم ملامحه اذ ان مؤشرات القيادة تبوح بأن المستقبل لمن يعمل ويثبت كفاءة من المواطنين وليس للخاملين الذين اعتادوا على الكسل وانتظار المنح الحكومية السخية بينما يسلون اوقاتهم بالتحسر على اعداد الوافدين المتزايدة ما يخنق فرصهم في العمل علما بأنهم مسؤولون عن تقاعدهم.

كما يمثل خطاب محمد بن زايد رسالة قوية للمواطنين بالتجنيس اصحاب الاصل الايراني الهندي والباكستاني وحتى العرب ومضمون الرسالة ان من اصبح يحمل الجنسية الاماراتية لابد ان يكون مواطنا اماراتيا مئة في المئة بعمله ومشاعره ولا يكون فقط ممن يحملون جواز السفر الاماراتي للاستفادة من المميزات التي يمنحها لحامليه دون ان يقدم في المقابل ما يعكس استحقاقه للجنسية ومميزاتها. الغريب ان هذه التحذيرات العنيفة وجدت من يفسرها من المنابعين للشأن الاماراتي بنية الدولة التوسع في تجنيس فئات مختارة من المقيمين فيها في مجالات تحتاجها الدولة ولا يتوفر فيها مواطنون اكفاء وهو موضوع فتح الكلام فيها قبل فترة ثم لبث ان دخل في حالة سكون حيث وجد البعض ان التوقيت (وكان في الشهور الاولى من تولي خليفة الحكم خلفا لابيه) غير مناسب.

ولي عهد ابو ظبي جدد ايضا في خطابه التاريخي كونه يمثل منعطفا في تاريخ الدولة سواء في لهجته او قوة مضمونه هجومه على الارهاب والارهابيين بشكل محدد بعدما كان المعتاد في خطابات مسؤولي الدولة الاكتفاء بدأنة عامة للارهاب وقال أن quot;مواجهة الإرهاب واجتثاث مكوناته ومرتكزاته وبكل صوره وأشكاله بما فيها غسيل الأموال تمثل بالنسبة لنا أولوية وطنية لأنها تشكل الضمان الحقيقي لتعزيز الاستقرار والازدهار الذي ننعم به ونسعى إلى توسيع آفاقه لما فيه خير بلادنا والأجيال القادمة من بعدناquot;. مضيفاانه quot;إذا تحدثنا عن الإرهاب فإنني أشدد على أن مشكلة الإرهابيين أنهم باعوا ضمائرهم وعقدوا البيعة لأناس خارج أوطانهم وهذا ما نرفضه بقوة في دولة الإمارات.. لا مساومة على مصلحة الوطن ولا تهاون إزاء أي ابتعاد عن هذا المبدأ بأية صورة من الصورquot;.

ولفت محمد بن زايد الى سلسلة القرارات الاستراتيجية التي اصدرها رئيس الدولة خلال العام المنصرم بهدف إحداث نقلة نوعية في مختلف مجالات العمل الوطني مشيرا الى quot;إن تفعيل هذه القرارات وتحويلها إلى إنجازات على أرض الواقع هو مقياس النجاح الذي نبتغيه ما يتطلب منا جميعاً بذل المزيد من العمل والتركيز على مصلحة الوطن وتغليبها على أي اعتبار لأن الأولوية المطلقة تتمثل في الولاء الكامل للوطن دون غيرهquot;. وقال إنه quot;اذا كان للمواطن حقوقاً يجب أن تُقدمها الدولة ونحن ماضون في تحقيقها ساهرون على رعايتها فأننا في المقابل لن نفرِّط في أن ركن المواطنة هو الولاء المطلق الكامل للقيادة في دولة الإماراتquot;.