إذا لم يُدعم لإنقاذ التعليم والصحة والضمان
بلير quot;الإصلاحيquot; يهدد بالتنحي في 2006
نصر المجالي من لندن: هدد رئيس الوزراء البريطاني العمالي توني بلير بالتنحي في العام 2006 إذا رفض نواب الحزب في مجلس العموم دعم إصلاحاته في مجالات التعليم والصحة والضمان الاجتماعي، وهذه ثلاث قضايا ظلت موضع نقاش كبير داخل الحزب والأحزاب المعارضة الأخرى التي ترى أن حزب العمال الحاكم لم يقدم سياسات واضحة تجاهها. وحاول مقربون من بلير التقليل من أهمية اللغة المتشددة هذه بقولهم أن رئيس الحكومة quot;لم يكن يهدد بالاستقالة بقدر ما هو يأمل الاستمرار في مهماته لما بعد العام المقبل.
وأضاف هؤلاء أن بلير في طموحه لتنفيذ تلك الإصلاحات يأمل بدعم برلماني واسع له، وقالوا quot;وهو أيضا عازم على انتقال هادئ ومستقر للسلطة لخليفته وزير الخزانة غوردون براون قبل الانتخابات المقبلةquot;. وقالوا أن رئيس الوزراء عازم على أن لا يضع حزبه في وسط أزمة عاصفة بالتنحي مهما كلف الأمر.
يشار إلى أن كلاما كثيرا كان قيل في السابق عن صفقة بين بلير ووزير الخزانة يتنحى بموجبها بلير عن زعامة الحزب للوزير بعد عام من الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي وذلك استعدادا لوض الانتخابات التي ستجري بعد ثلاث سنوات. وكانت الانتخابات الأخيرة حققت ولاية ثالثة لحزب العمال في السلطة.
وأثارت الأوساط القريبة من رئيس الحكومة كما نقلت صحيفة (إنديبندانت) توقعات باحتمال تنحي بلير في وقت غير متوقع إذا جوبه بمعارضة من عماليي البرلمان في شأن تنفيذ إصلاحاته في مجال الخدمات العامة خدمة لتراثه السياسي. وقال أحد المقربين quot;بالطبع هذا ليس تهديدا، ولكن هي الحقيقة، فإذا أراد الشعب بقاءه سيبقى ولكن يتعين عليهم أي نوع من الحكومات يريدونquot;.
ويعلق مراقبون بقولهم quot;كلام من هذا النوع يصدر عن أوساط رئيس الحكومة يعتبر جرس إنذار للبرلمانيين في مجلس العموم، فهم يخشون منذ زمن أن السيد بلير صار يتصرف كرئيس للجمهورية وليس كرئيس وزراء، وتصرفات من هذا القبيل لا تخدم طموحات الحزب في الانتخابات المقبلة، حيث بلير صار ينأى بنفسه عن هموم الحزبquot;.
يذكر أن العماليين بدأوا منذ انتخاب زعيم شاب لحزب المحافظين المعارض هو ديفيد كاميرون يخشون على مصير الحزب في أية انتخابات مقبلة لا يستطيعون معها إحراز ولاية رابعة في هرم السلطة. وكان بلير قاد الحزب إلى النصر في معارك انتخابية ثلاث منذ العام 1997 . وهذا بحد ذاته يشكل تحديا لدى حزب المحافظين العازم على الثأر في وقت قريب.
وأخيرا، يؤكد أنصار بلير أن أي قرار بالتنحي سيشكل كارثة له خاصة إذا رفضت إصلاحاته، ويقولون quot;وهذا سيضع الخليفة المنتظر وزير الخزانة براون في مواجهة كسر عظم مع حزب المحافظين الذي يقدم زعيمه كاميرون نفسه للمواطنين على أنه قائد التغيير الآتي في المملكة المتحدة على كل صعيدquot;.
التعليقات