رفسنجاني حرك بتصريحاته مياه راكدة
نتيجة الانتخابات تمر عبر بوابة أميركا

علي آل غراش موفد (إيلاف) من طهران: استطاع علي أكبر رفسنجاني المرشح الأبرز في الانتخابات الإيرانية تحريك الساحة الإعلامية الانتخابية التي تشهد هدوءا غير طبيعي يختلف عن العمليات السابقة،واستقطاب الإعلام المحلي والعالمي، وجذب اهتمام الشارع الإيراني بجميع ميوله الإصلاحية و المحافظة من خلال التصاريح التي أدلى بها مؤخرا خاصة عندما تطرق الى العلاقات الأميركية والأوضاع الاقتصادية وهما أكثر قضيتين تهمان الشارع الإيراني خلال هذه الفترة إذ أوضح أنه حان الوقت للسعي الى إنهاء حالة التشنج بين أميركا وإيران، والإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة من قبل أميركا منذ سقوط نظام الشاه قبل 25 عاما.

ومنذ انتصار الثورة وقيام العملية الانتخابية، وأميركا هي الحضارة الغائبة فيها إذ تحتل قضية العلاقات الأميركية الإيرانية مكانة مهمة ودورا مؤثرا في الانتخابات الإيرانية وعلى مشاركة الناخبين حيث كان سابقا من المسلمات والأمور المهمة والأساسية والمؤثرة لفوز أي مرشح في الانتخابات رفع شعارات المعاداة لأميركا.. وبعد مرور أكثر من 25 عاما من انتصار الثورة وبعد اجراء ثماني عمليات انتخابية رئاسية لازالت قضية العلاقات مع أميركا قضية مؤثرة لكن الذي اختلف في هذه الانتخابات هو طرح أهمية السعي في بناء وتحسين العلاقة مع أميركا ضمن البرامج الانتخابية لبعض المرشحين.

والشيخ الرفسنجاني ليس الوحيد الذي يدلي بتصاريح حول أهمية بناء علاقات مع أميركا، فالسيد الخاتمي الذي فاز في الدورتين الرئاسيتين السابقتين طرح هذا الشعار ضمن حملته الانتخابية وكسب من خلاله الكثير من الأصوات المؤيدة للشعار الذي يجد الترحيب لدى شريحة ليست قليلة لدى الشعب الإيراني، وقد قام احد نواب مجلس الشورى باستطلاع للآراء في مدينة طهران وكانت النتيجة تأييد الأغلبية له.

ويعتبر الشيخ الرفسنجاني الرئيس السابق المرشح الأبرز والأوفر حظا للفوز بالانتخابات الإيرانية الرئاسية المقبلة لما يمثله من خبرة وقدرة وفطنة ومعرفة بما يدور في المنطقة من أوضاع على ارض الواقع وخلف الكواليس، والأكثر إلماما بالشأن الإيراني المحلي، وترى شريحة من الشعب الإيراني أن رافسنجاني هو الشخصية الأنسب للمرحلة المقبلة في ظل الأوضاع الداخلية والخارجية الصعبة التي تمر بها إيران والمنطقة وأهمها الأزمة الاقتصادية والنووية، ويستمد الرفسنجاني قوته في الشارع الإيراني لوجود مؤيدين له من داخل التيار المحافظ والإصلاحي حيث إنه شخصية محسوبة على المحافظين ببرامج إصلاحية وتطلعات شبابية، و كذلك لكونه رئيسا سابقا لدورتين ورئيسا لدورتين لمجلس الشورى، وما يملكه من رصيد من العلاقات الدولية والخبرة، ومن علاقات خاصة مع قيادة الجمهورية الإيرانية "المرشد" وكونه من أهم رموز الثورة.

ويعتبر رفسنجاني الأقدر والأكثر جرأة على فتح الملفات الصعبة الداخلية والخارجية وأهمها العلاقات الأميركية الإيرانية، ويرى المحللون الإيرانيون أن خطاب الشيخ الرفسنجاني فيه أكثر من رسالة موجهة للداخل والخارج فالشعب الإيراني يجد ان من أهم الأمور التي ستساهم في فك الحصار عن بلاده يمر عبر بناء علاقة جيدة أو غير اصطدامية مع أميركا.

فأميركا هي القوة المؤثرة والمسيطرة على العالم حاليا، ولابد من إيجاد علاقة معها وليس من الصواب استمرار هذه الحالة،أو تجاهلها. ويشير احمد حسني "كاتب وإعلامي" الى أن تطرق الشيخ الرفسنجاني لموضوع الأرصدة الإيرانية المجمدة رسالة واضحة إلى الناخب الإيراني الذي يهمه بشكل رئيس تحسين الأوضاع الاقتصادية ومعالجة التضخم والبطالة، وان الإفراج عن الأرصدة الإيرانية حتما ستساهم في حالة من الانفراج الاقتصادي.
ورسالة أخرى للطرف الأميركي بان الرفسنجاني على أتم الاستعداد لإجراء حوار معها لإنهاء حالة العداء والتشنج بين البلدين. ويصف محمد رضا طاهري حديث الشيخ الرفسنجاني في هذا الموضوع المهم لجميع شرائح المجتمع الإيراني بأنها محاولة ذكية وجيدة لتحريك عواطف الشارع الإيراني الذي يمر بمرحلة إحباط شديد من البرامج المطروحة والمكررة من قبل جميع المرشحين من إصلاحيين ومحافظين.

فهل سيستطيع الرفسنجاني من خلال هذه الرسائل الحصول على التأييد وجمع اكبر عدد من الأصوات؟
وهل ستكون قضية تحسين العلاقات الأميركية الإيرانية مصدر فوز للمرشح الايراني؟