نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى اشتبكت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر مع صحيفة "الشرق الأوسط" التي تصدر في لندن، إذ نفت على لسان مرشدها العام محمد مهدي عاكف، ما نشرته الصحيفة في عددها الصادر يوم أمس الثلاثاء، حول وجود مفاوضات بين الجماعة وأجهزة الأمن المصرية بشأن دعم الإخوان ترشيح الرئيس المصري حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدد مرشحي الإخوان للانتخابات البرلمانية التي تليها، كما نفى عاكف أيضاً ما أوردته الصحيفة عبر مكتبها في القاهرة عن لقاء محامي الإخوان عبد المنعم عبد المقصود ببعض المسؤولين، واتهم مرشد الجماعة الصحيفة بأنها "أصبحت تروج كثيراً خلال الفترة الأخيرة لأخبار غير دقيقة عن الجماعة، على حد تعبير مرشد الإخوان .
كما نفى عاكف ما أورته الصحيفة ذاتها من ربط بين الإفراجات الأخيرة التي تمت في صفوف معتقلي الجماعة، وأنها كانت جزءاً من هذه الصفقة التي نفاها، وسوغ عدم تنظيم الإخوان لأي مظاهرات خلال الفترة الماضية بقوله إن المظاهرات ليست أكثر من مجرد وسيلة، ضمن وسائل كثيرة للتعبير عن رأى الإخوان المسلمين إزاء شتى المواقف، كالمؤتمرات وغيرها وأن الإخوان يتظاهرون لتحقيق أهداف محددة، وحين يتطلب الموقف عمل مظاهرة فلن يتأخر الإخوان عن استخدام هذه الوسيلة .
ومضى مرشد الإخوان قائلاً إن الجماعة لم تحدد بعد موقفها بعد من انتخابات الرئاسة وان قرار خوض انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) وحجم المشاركة قرار تصدره مؤسسات الجماعة و لا تساوم عليه أحداً.
واختتم عاكف تصريحاته الصحافية بالقول إن ما يثار بين الحين والآخر عن صفقات بين جماعة الإخوان المسلمين من جهة، وبين الحكومة المصرية وأجهزتها الأمنية من جهة أخرى، هي "محض افتراءات يروجها البعض بهدف الإساءة لجماعة الإخوان المسلمين"، غير أنه استدرك قائلاً إن "الإخوان لا يرفضون مبدأ الحوار إلا أنهم لا يساومون على دعوتهم وحرية شعبهم، على حد تعبير مرشد الجماعة .
وتأتي هذه التطورات في أعقاب حملة تصعيد أمنية ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، كانت قد اعتقلت السلطات المصرية خلالها الرجل الثاني في الجماعة بعد مرشدها العام، وهو محمود عزت الأمين العام لمكتب الإرشاد، ومعه عشرون آخرون، في ما وصفه المراقبون حينئذ بأنه يشكل أكبر ضربة للجماعة منذ بدء الحملة عليهم خلال الأشهر الماضية، غير أن السلطات عادت وأطلقت أعداداً كبيرة من عناصر الجماعة الموقوفين، لكنها مازالت تمدد حبس القياديين عصام العريان، ومحمود عزت .
وبين الحين والآخر تلقي أجهزة الأمن المصرية القبض على أعضاء ونشطاء بارزين في الجماعة التي تسمح لها الدولة بممارسة نشاط سياسي محدود رغم حظرها، والجماعة التي تأسست عام 1928 واحدة من أكثر الحركات الإسلامية نفوذا في العالم العربي، وربما تكون أكبر جماعة معارضة في مصر، وفق تقديرات العديد من المراقبين للشأن الداخلي في مصر .
- آخر تحديث :
التعليقات