سمية درويش من غزة: رحلت عائلات فلسطينية من قرية الدهنية (قرية العملاء)، شرق محافظة رفح جنوب القطاع، والخاضعة للاحتلال الإسرائيلي بالكامل، اليوم إلى مدينة رفح، وذلك بعد حصولهم على تعويضات لإخلاء منازلهم من القرية المزمع إخلائها ضمن خطة الانفصال المقررة في منتصف الشهر الجاري.
وقد أصدرت المحكمة الإسرائيلية بالقدس ، مؤخرا أمرا يقضي بإخلاء العملاء من هذه المنطقة وانتقالهم للسكن داخل دولة إسرائيل.
وكان سكان الدهنية قد طالبوا المحكمة العليا بإسرائيل بمنحهم اللجوء داخل إسرائيل بعد إخلاء غزة هذا الصيف ، وعلى الرغم من أن سكان الدهنية يصرون على أنهم ليسوا عملاء ، ويتفق المسؤولون الإسرائيليون على ذلك ، فإن محاميهم يقول أنهم سيقتلون من قبل الفلسطينيين إذا تم إجبارهم على البقاء في غزة بعد انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يوفرون لهم الحماية حاليا.
وأشارت مصادر فلسطينية ، إلى ان العائلات التي نزحت تجاه مدينة رفح اليوم ، ليست لهم علاقة بالتخابر أو التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتنوي إسرائيل هدم القرية وتعويض سكانها وإرسال معظمهم إلى باقي قطاع غزة لبدء حياة جديدة، وهو مصير يرعبهم.
هذا وقد طالب سكان من القرية ، بأن يتم نقلهم كتجمع إلى صحراء النقب في جنوب إسرائيل ، وان يتم منحهم تعويضات مماثلة لتلك التي سيحصل عليها المستوطنون اليهود الذين سيجري إخلاؤهم من قطاع غزة.
وحسب المصادر الإسرائيلية ، فإن ثلاثة من سكان القرية هم متعاونون وسيتم نقلهم مع عائلاتهم إلى إسرائيل ، وتملك نحو 17 عائلة أخرى بطاقات هوية إسرائيلية وسيتم نقلهم إلى إسرائيل ، أما بقية السكان وعددهم ما بين 250- 300 شخص فسيتم تعويضهم عن منازلهم وأراضيهم ، بمستويات اقل من المستوطنين وسيظلون في غزة.
ويشار إلى أن قرية الدهنية أطلق عليها قرية العملاء ، إبان سنوات الانتفاضة الأولى العام 87 ، بعد أن هرب العملاء تجاهها من المنظمات الفلسطينية (محكمة الشعب)، وخشية على حياتهم من التصفية الجسدية، التي كانت تتخذ ضدهم من قبل رجال المنظمات الفلسطينية المسلحة، بسبب تخابرهم مع إسرائيل.