ريما زهار من بيروت: إعتبر النائب فريد الخازن(كتلة عون) ان الانتخابات الاخيرة في لبنان اتت بعد تغيير في الخارطة السياسية، وقال انها جاءت بعد الانسحاب السوري من لبنان، وبعد القرار 1559 في 2 أيلول(سيتمير)2004. كما جاءت الانتخابات بعد سلسلة من الاحداث ومنها التمديد للرئيس أميل لحود ثلاث سنوات ، وغير الوضع القائم بعد انتهاء الحرب في لبنان في العام 1990 اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005، وما استتبعها من تمركز لجنة التحقيق الدولية في لبنان للتحقيق في اغتيال الحريري، وكذلك انتفاضة الاستقلال التي جمعت ما يقارب المليون للمطالبة بالانسحاب السوري ومخابراته.

ويضيف الخازن انه رغم كل هذه الاحداث جاءت الانتخابات اللبنانية للعام 2005 مشابهة لما كانت في السابق اي في العام 2000، ومختلفة قليلًا عما كانت عليه في العامين 1996 و1992.

ورغم الدعوات المتكررة لتغيير جذري في قانون الانتخابات الا انه بقي كما هو، وتحت الضغط الدولي باجراء انتخابات نيابية في موعدها المحدد، لم تُقبل كل المشاريع الرامية الى تغيير قانون الانتخابات لتمثيل افضل.
ويضيف الخازن ان الانتخابات تميزت بتدخل شبه معدوم من قبل الحكومة ومن قبل دمشق ايضًا، لكنها اتسمت بحدثين مهمين وهما حماوة المعارك في جبل لبنان والشمال، فمن جهة كان فريق الجنرال ميشال عون العائد الى لبنان بعد ما يقارب ال15 عامًا في فرنسا ومن جهة أخرى سعد الحريري ابن الرئيس الراحل رفيق الحريري مدعومًا من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبعض الفعاليات المسيحية وعلى رأسها قرنة شهوان.

ومقابل هذه الحماوة شهدت الانتخابات اللبنانية برودة في الجنوب وبيروت حيث فاز 9 نواب بالتزكية بالاضافة الى فوز لائحة الحريري كاملة ولوحظ وجود نسبة قليلة من المقترعين لم تتجاوز ال25%.كما شهد البرلمان اللبناني وجوهًا جديدة تتمثل خصوصًا بكتلة العماد ميشال عون.

ويقول الخازن انه رغم الوجوه الجديدة لا تزال القوى الموالية لسورية في الحكم، وان لبنان في مرحلة انتقالية من العهد السوري الى الاستقلال التام بعد 30 عامًا من الوصاية السورية وقد يتطلب الأمر وقتًا كي يستقل لبنان تمامًا، وان الآمال معقودة على لجنة التحقيق الدولية التي ستشكل محورًا اساسيًا في العلاقات اللبنانية السورية.ويضيف من هنا امكانية ان تكون هذه العلاقات مختلفة مع قانون انتخابي جديد يبعد "الحرس القديم" في لبنان وقد يتطلب الأمر وقتًا طويلًا قبل ان ينعم لبنان باستقراره المنشود.