إقرأ أيضًا
نبيل شرف الدين من القاهرة: فعلها نعمان جمعة رئيس حزب "الوفد" ومرشحه لانتخابات الرئاسة المصرية، وخلع نعليه على عتبات "شقة الروضة"، لينضم بهذا إلى قافلة الحجيج السياسي للمقر "شبه الرسمي" لمكتب الإرشاد العام لجماعة الإخوان المسلمين "المحظورة"، في حي "منيل الروضة" وسط القاهرة، على الرغم من التصريحات السابقة لجمعة التي لم يمض عليها سوى أيام، ورفض فيها بلغة قاطعة تأسيس حزب سياسي لجماعة "الإخوان المسلمين"، غير أنه عاد اليوم الأربعاء، وحاول القفز على سؤال بهذا الشأن، في حضور المرشد العام للجماعة، ورهط من قادتها، لولا أن تدخل مساعدو رئيس حزب "الوفد" ممن كانوا في معيته خلال هذه الزيارة، بقولهم إنه "رفض قيام حزب على أساس ديني بل حزب مدني"، وهنا التقط عاكف الكرة وأكد موافقته الرأي، قائلاً إن "جماعة الإخوان المسلمين لم تطلب يوماً تأسيس حزب ديني، لأن الإسلام لا يوجد به حزب ديني أصلاً، لكن المطلوب هو أن يكون للجماعة حزب مدني سياسي"، على حد تعبير عاكف. وفي معرض تبريره لهذه الخطوة التي أقدم عليها حزب "الوفد" بزيارة مقر جماعة "الإخوان المسلمين"، قال السيد البدوي سكرتير عام حزب الوفد إنه "ينبغي على المرشح للرئاسة أن يسعى إلى الجميع"، نافياً الاتهامات بمغازلة "الإخوان" بقوله إن "مرشح الوفد يقدم برنامجا سياسيا يعبر عن مطالب كافة القوى السياسية لأنه ليس وارداً أن يوقع الناخب على بياض للمرشح دون أن يعلم ما الذي سيقدمه له سواء كان مواطنا أو حزبا أو قوى سياسية، وهذا أمر طبيعي وليس انتهازية"، مشيراً في هذا السياق إلى أن "برنامج الوفد يتضمن رؤية تتعلق بالإخوان تتمثل بإطلاق حريتها في العمل بالدعوة، والإفراج عن المعتقلين والعمل السياسي كمستقلين، ومن خلال أحزاب مدنية قائمة"، حسب تعبير سكرتير حزب الوفد. جمعة يغازل الإخوان: وفضلاً عن زيارته لمقر مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، فقد أجرى نعمان جمعة رئيس حزب "الوفد" اليميني المعارض سلسلة زيارات لحزبي "التجمع" اليساري و"الناصري" وهما حليفان سابقان للوفد قبل أن يخرق الأخير اتفاقاً سابقاً بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهو الموقف الذي التزم به الحزبان السابقان، كما زار جمعة أيضاً مقر نقابة المحامين وفي تفاصيل ما شهدته زيارة رئيس حزب "الوفد" لمقر الجماعة المحظورة قانوناً في مصر، قال نعمان جمعة إن علاقة الوفد بجماعة "الإخوان المسلمين" علاقة وطيدة ومنذ أمد بعيد وهناك تعاون قديم بين الحزب والجماعة التي قدمت الكثير من التضحيات من أجل مصر، وهناك علاقات حب واحترام متبادل بين الطرفين ويمكن أن يكون هناك خلافات حدثت من قبل ولكن تم تجاوزها، وأشار في تصريحاته عقب اللقاء إلى أن زيارته اليوم لمكتب الإرشاد يأتي لأن الانتخابات الرئاسية يوم السابع من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ويجب عليه أن يلتقي كل القوى السياسية في مصر، وجماعة الإخوان المسلمين في صدارة القوى السياسية الفاعلة، والتي يجب أن يقدم لها التحية"، حسب تعبيره .
ومضى جمعة قائلاً إن حزب الوفد كان دائما ملتزماً بعدم ذكر كلمة المحظورة عند ذكر الجماعة في الأخبار والتقارير التي تنشرها صحيفة الحزب، مؤكدا رفضه التعامل الأمني مع الجماعة والتي يجب أن يكون التعامل معها سياسياً، كما شدد على رفضه عمليات الاعتقال التي يقوم بها الأمن مع أعضاء الجماعة .
ومضى جمعة قائلاً إنه لا يستطيع أن يقول "أعترف أو لا أعترف بالإخوان، فالأخوان المسلمون حقيقة قائمة وموجودة ومحترمة وكيان له قدره واحترامه"، وأضاف أن "هذا موضوع نقرره في حوار وطني على مستوى مصر وليس أنا الذي أقرره، لأنه مهما يكن دور الفرد فهو لا يستطيع أن يقرر للأمة" .
عاكف يعاتب مبارك
أما مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فقد استهل حديثه بالترحيب بزيارة جمعة، وانتقد ما وصفه بتجاهل الرئيس مبارك مرشح الحزب الوطني (الحاكم) بعدم زيارة مقر الجماعة ليعرض برنامجه الانتخابي باعتبار أنها (الإخوان) من القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في الشارع السياسي المصري"، مؤكدا في ما اعتبره مراقبون لهجة عتاب لا تتسم بالحدة، "أنه (أي الرئيس مبارك) كان سيتم الترحيب به في الجماعة"، كما جدد عاكف انتقاداته لتوجهات النظام الحاكم في التعامل مع الجماعة "من خلال الملفات الأمنية" مؤكدا أن "التعامل مع الجماعة كان من الواجب أن يتم على أساس سياسي باعتبار أن الجماعة من القوى السياسية"، على حد تعبير مرشد الإخوان المسلمين.
واختتم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بالإشارة إلى "أهمية التعاون القديم بين الوفد والإخوان لكنه حين سئل عما إذا كان أعضاء الجماعة سيصوتون لجمعة قال "لا، لا شأن لك بالأصوات، قلنا للشعب أن يعطي الأصوات لمن يشاء"، في إشارة إلى بيان الجماعة الذي دعا إلى عدم مقاطعة الانتخابات، لكنه لم يحدد مرشحا محدداً لانتخابه من بين المتنافسين العشرة في هذه الانتخابات .
أما محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين فقد وصف حضور مرشحي الرئاسة الى مقر الجماعة طبيعيا، وقال لوكالة "رويترز" إنه "عندما تكون هناك جماعة بهذا الوزن وهذا الثقل والامتداد على الساحة المصرية كلها وتتعلق عليها آمال شعبية عريضة من الطبيعي أن يقصدها المرشحون للرئاسة"، حسب تعبير النائب الأول للمرشد العام، والذي يطلق عليه الرجل القوي داخل الجماعة وصقرها الأبرز .
ونعمان جمعة ليس رئيس الحزب الأول الذي يزور مقر الإخوان المسلمين، بل سبقه إلى ذلك كل من أيمن نور المرشح لرئاسة مصر عن حزب "الغد"، ومرشح الرئاسة فوزي غزال رئيس حزب مصر 2000 .
التعليقات