محمد الخامري من صنعاء : أكد عضو مجلس الرئاسة السابق سالم صالح محمد أن الرئيس علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبي quot;سابقاًquot; هو المسؤول الأول عن مجزرة يناير التي حدثت بين رفاق الحزب الاشتراكي اليمني في 13 يناير 1986م والتي راح ضحيتها ما يقارب 12 ألف شخص ، مشيراً إلى انه إلى هذه اللحظات لم يجد إجابة شافية عن الأسباب التي جعلت الرئيس علي ناصر يتخذ قرار التصفية الجسدية لرفاقه في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.
وأضاف مستشار الرئيس علي عبدالله صالح انه سال علي ناصر مؤخراً عن الأسباب التي جعلته يتخذ ذلك القرار فأجابه أن هذا ملف أغلق منذ زمن ولا نريد فتحه من جديد.
وكشف سالم صالح عضو مجلس الرئاسة السابق عقب توحيد اليمن وخلال الفترة من مايو 1989م وحتى أكتوبر عام 1994م ، والرجل الثاني في الحزب الاشتراكي طوال ثماني سنوات تقريباً حيث كان سالم صالح يشغل منصب الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي أي الرجل الثاني بعد علي سالم البيض داخل الحزب في لقائه بقناة الجزيرة في برنامج زيارة خاصة عن نصيحة سوفيتية لقيادة الحزب الاشتراكي اليمني الذين كانوا يحكمون جنوب اليمن قبل الوحدة اليمنية ألا يعملوا على تصدير الاشتراكية لأنهم قريبون من مكة quot;حد تعبيرهquot; ، مشيراً إلى انه كان ضمن فريق سري من الدولة الاشتراكية في جنوب اليمن عام 1974م ذهبوا إلى الرياض والتقوا بالأمير (الملك فيما بعد) فهد بن عبد العزيز رحمه الله للاتفاق على بنود محددة تنظم العلاقات بين البلدين.
وحول إدانة علي سالم البيض بنتائج الحرب لاتخاذه قرار الانفصال في 27/4/1994م تهرب سالم صالح من إدانته ، مشيراً إلى انه اتخذ قرار الوحدة مع الشمال رغم معارضة قادة الحزب الاشتراكي اليمني الذين كانوا يرون انه من الأفضل التدرج في مسالة الوحدة مع الشمال على مدى خمس سنوات.
ورفض الإفصاح عما إذا كان لا يزال في الحزب الاشتراكي اليمني بعد عودته بالطائرة الرئاسية من أبو ظبي أم انه انتقل إلى المؤتمر الشعبي العام الحاكم quot;حزب الرئيسquot; ، مشيراً إلى أن قادة الحزب الاشتراكي الذين اتخذوا قرار الوحدة وهو احدهم يرون أن حزب المؤتمر الحاكم هو حزب الوسط وهو اقرب إلى منهجهم وسلوكهم الحالي رافضاً الإفصاح بأنه انضم إلى المؤتمر أو انه باق في الحزب الاشتراكي اليمني.
وكان سالم صالح محمد قد عاد إلى اليمن في خطوة مفاجئة للأوساط السياسية اليمنية الحاكمة والمعارضة بشقيها في الداخل والخارج حيث اصطحبه الرئيس علي عبد الله صالح على متن طائرته الخاصة في رحلة العودة من أبو ظبي بعد زيارة قصيرة قام بها لدولة الإمارات العربية المتحدة ، بعد أن خرج أوائل مايو عام 1994م من عدن كغيره من قادة الحزب الاشتراكي اليمني عسكريين ومدنيين وغاب عن عدن سبع سنوات ونصف السنة ظل متنقلاً خلالها بين عدد من دول المنطقة (المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة).
ومن المعروف أن سالم صالح محمد الذي ولد في مايو عام 1947م ينتمي إلى مديرية يافع بمحافظة لحج وهي تجمع قبلي ينتمي إليه عدد من الشخصيات السياسية التي عرفت في الجنوب منها فضل محسن والعميد هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع السابق.
ولعب سالم صالح أدواراً سياسية متدرجة في إطار الحركة الوطنية اليمنية في عدن طوال العقود الماضية حيث بدأ عمله كمدرس عام 1966م وانضم إلى منظمة جنوب اليمن الثورية في وقت مبكر وهي إحدى المنظمات التي تشكلت منها الجبهة القومية التي تسلمت الحكم في عدن غداة الاستقلال عام 1967م وبعد الاستقلال تدرج سالم صالح في عدد من الوظائف الإدارية أولها مأمور مديرية يافع عام 1969م ومديراً للتعاون والإصلاح الزراعي في مرحلة التحول الاشتراكي في جنوب اليمن عام 1970م وفي عام 1979م قفز إلى منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس عبد الفتاح إسماعيل كما شغل عدداً من المناصب الحزبية في الجبهة القومية وبعدها في الحزب الاشتراكي وعين سكرتيراً للدائرة الأيديولوجية للحزب عام 1983م وفي عام 1984م أصبح عضواً في المكتب السياسي للحزب.
وعقب أحداث 13 يناير الدامية في عدن عام 1986م والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وإسقاط الرئيس علي ناصر محمد سطع سالم صالح محمد على المسرح السياسي وتقدم الصفوف رسمياً وحزبياً حيث تم انتخابه أميناً عاماً مساعداً للجنة المركزية للحزب الاشتراكي (أي نائباً لعلي سالم البيض) وذلك في إطار لعبة التوازنات القبلية والمناطقية داخل صفوف الحزب الاشتراكي واحتفظ بهذا المنصب الحزبي حتى عام 1995م وفي 22 مايو عام 1990م انتخب عضواً في مجلس الرئاسة الذي تم اختياره من 5 أعضاء برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح ونائب الرئيس علي سالم البيض بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء أحدهم من الجنوب هو سالم صالح محمد والعضوان الآخران هما عبد العزيز عبد الغني والقاضي عبد الكريم العرشي من الشمال في إطار التوازنات الجهوية الشمالية - الجنوبية التي أتبعت في عملية توحيد النظامين السياسيين اليمنيين الجنوبي ـ والشمالي في وحدة اندماجية تم إعلانها في 22 مايو عام 1990م وقيام الجمهورية اليمنية الدولة اليمنية الموحدة في التاريخ المعاصر.
التعليقات