عامر الحنتولي من عمان: اضطر رئيس مجلس النواب الأردني عبدالهادي المجالي اليوم الى الغاء جلسة البرلمان الأردني التي كانت مقررة صباح اليوم الأربعاء بعد ان فوجئ بأن النصاب القانوني المقرر دستوريا لإنعقاد الجلسة لم يكتمل في سابقة هي الأولى خلال هذه الدورة البرلمانية التي انطلقت في الأول من الشهر الماضي بخطاب سياسي شامل لعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني دعا فيه صراحة البرلمان الأردني الى التعاون مع حكومة الجنرال معروف البخيت بروح الفريق الواحد من بعد مطبات وأزمات لاحصر لها دهمت علاقات البرلمان الذي كان مهددا بالحل الدستوري في الأيام الأخيرة للحكومة الأردنية السابقة بقيادة الأكاديمي عدنان بدران.

وفوجئ سياسيون واعلاميون في الأردن بالغاء جلسة النواب اليوم وارجاءها الى يوم الأحد المقبل وسط توقعات بعدن انعقادها أيضا بسبب دخول عطلة عيد الأضحى المبارك وهو ما يعني ان الجلسة المقبلة لمجلس النواب لن تعقد قبل يوم الخامس عشر من الشهر الجاري، وهو مايعني ترحيل اقرار قوانين مهمة ستعرضها الحكومة على البرلمان، فيما أكد آخرين بأن تغييب النصاب البرلماني اليوم كان متفقا عليه بين كتل برلمانية لمنع التصويت على الإتفاقية القضائية مع الولايات المتحدة الأميركية التي أجازتها اللجنة القانونية للنواب وأوصت بتمرير الإتفاقية.

وقال مراقبين برلمانيين لـquot;إيلافquot; اليوم ان الدورة العادية الثالثة التي ستفض بأمر ملكي نهاية شهر مارس المقبل كإستحاق دستوري خاص للملك، باتت ضيقة جدا أمام الحكومة والبرلمان معا بسبب كثافة مشاريع القوانين التي ستعرضها الحكومة الأردنية بقيادة الجنرال البخيت، وحاجة كل منها الى نقاش تشريعي ودستوري وقانوني مستفيض وهو ماقد يكون طريقا ممهدا لعدم اقرار مشاريع قوانين حكومية مهمة ومثيرة في مقدمتها قانوني مكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد اللذين أعطيا صفة الإستعجال من قبل الحكومة الأردنية.

ولاحظ المراقبون في كلام أمام quot;إيلافquot; ان مجلس النواب الأردني قد أوى ثانية الى الكسل الذي لازم أداؤه طيلة العام الماضي، معللين ذلك بنجاة الأعضاء فيه من شبح الحل واجراء الإنتخابات البرلمانية المبكرة في الأردن، وركونهم الى الرضى الذي أبدته حكومة الجنرال حتى الآن على النواب من بعد quot;الثقة الذهبيةquot; الغير مسبوقة التي منحها لبرلمان للجنرال في مسعى نيابي للتهدئة واعادة فرز التحالفات داخل البرلمان وصياغة السياسات، لكن المراقبين أكدوا لـquot;إيلافquot; بأن صدر الجنرال سيضيق حتما في القريب العاجل اذا ما وجد ان البرلمان أحب لعبة quot;القط والفأرquot; مع الحكومات، حيث قد ينسب بحل البرلمان، ويومئ الى حكومته اطلاق قوانين مؤقتة بالمشاريع التي بين يديها، وتحديد موعد للإنتخابات المقبلة.