أسامة مهدي من لندن: بحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الازمة السياسية التي يمر بها العراق نتيجة رفض قوى عدة لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وتأكيدها ان تزويرا وخروقات قد شهدتها كما ناقشا تشكيل الحكومة الجديدة بينما قال هادي العامري عضو الائتلاف العراقي الشيعي ان الحكومة ستشكل بعد اعلان النتائج الرسمية للانتخابات النيابية الاخيرة في حين دعا رئيس قائمة الرافدين المسيحية يونادم كنة الى توزيع المناصب الادارية بعيدا عن المحاصصة .

وقال مصدر في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني ان الرئيس العراقي وضمن لقاءاته المستمرة مع الكتل السياسية وجهوده الحثيثة لتقريب وجهات النظر بين الاطراف العراقية فانه قد اجتمع اليوم بمكتبه في بغداد مع الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية وفي لقاء ودي تم تبادل الحديث خلاله حول المستجدات الراهنة على الساحة العراقية والجهود التي تبذل بين الفرقاء العراقيين للخروج من هذه المرحلة والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة. واضاف ان طالباني شدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واشراك جميع المكونات الاساسية والكتل الفائزة في هذه العملية المصيرية من اجل تجسيد الاجماع الوطني العراقي الحقيقي والقوي والعمل بمبدأ التوافق في حل المشكلات ورسم السياسيات العامة التي تخدم العراقيين وتخرج العراق الجديد من ازمته الحالية سالما ناجحا ومتينا ..
ومن جهته اكد علاوي تاييده لهذا التوجيه وابدى دعمه لجهود الرئيس في تحقيق وحدة العراقيين وشدد على ضرورة بذل الجهود من اجل بناء العراق الجديد ونهوضه وتقدمه.

وحول موعد تشكيل الحكومة الجديدة قال هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر عضو قائمة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد إن موعد تشكيل الحكومة المقبلة سيتم بعد انتهاء وفد الأمم المتحدة من تدقيق نتائج الانتخابات .
واضاف العامري في تصريح متلفز إن تشكيل الحكومة سيكون على أساس مشاركة الجميع ومن ثم الاستحقاق الانتخابي موضحا إن أهم ما سيتفق عليه مع الكتل الفائزة في الانتخابات حول الحكومة هو عدم الابتزاز بين أطرافها وإدانة الإرهاب والعمل بالدستور . وأشار إلى إن الحكومة ستشكل من بغداد وليس حسب ما أشيع مؤخرا أنها ستنبثق من اربيل . وقال إن زيارة رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد عبد العزيز الحكيم الاسبوع الماضي إلى اربيل وإجراء لقاءات مع طالباني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسعود برزاني ليس الغرض منها تشكيل الحكومة أو الاتفاق على المناصب الرئاسية أو الوزارية وإنما كانت لتقوية عرى التحالف وتعزيزها بين قائمتي الائتلاف و الكردستاني من اجل تحالف إستراتيجي بعيد المدىquot;.

وعن مشكلة مدينة كركوك اشار العامري الى إن هذه القضية طرحها أثناء الزيارة علماء ومثقفون من كردستان وكان جواب الائتلاف لهم إن جميع فقرات الدستور ستطبق وإننا سنعمل لتفعيل المادة 58 وان الدستور سيحسم قضية كركوك واكد إن الجميع سيعمل في المرحلة المقبلة لحل قضية كركوك سلميا وبطريقة دبلوماسية ترضي جميع الأطراف.

ومن جهته أعتبر يونادم كنة رئيس كتلة الرافدين المسيحية الفائزة بمقاعد في البرلمان الجديد الحوارات التي دارت بين الأطراف السياسية خلال الأيام القليلة الماضية بشأن تشكيل الحكومة حوارات أولية وبدائية بسبب عدم ظهور النتائج الرسمية والنهائية للانتخابات.

وعبر كنة وهو عضو في الجمعية الوطنية (البرلمان) والعضو السابق في مجلس الحكم عن أمله في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء اليوم في ان تبدأ الحوارات الرسمية بين قادة وزعماء القوى السياسية في العراق قريبا مبديا رغبته في الاشتراك في تلك الحوارات من اجل الإسهام في بناء حكومة قوية تنتشل البلاد من الأوضاع الصعبة التي تعصف بها في هذه المرحلة. وتوقع ان تكون الحكومة المقبلة أشبه بالحكومة الانتقالية لكن مدتها أربع سنوات بسبب وجود نصوص قانونية ضمن الدستور الدائم تؤكد أن تكون رئاسة الدولة من قبل هيئة رئاسية أي رئيس جمهورية ونواب اثنان على عكس ما موجود في العديد من البلدان فضلا عن وجود العديد من الملاحظات الأخرى التي ستتم مناقشتها بعد تشكيل الحكومة المقبلة.

وعن إمكانية تخصيص إحدى الوزارات في الحكومة المقبلة إلى كتلة الرافدين التي يتزعمها قال quot;للأسف ما زالت ثقافة الفترة الماضية سائدة إلى الآن إذ أن الكثير من السياسيين لا يفكرون بمصلحة البلاد وهمهم الوحيد هو المناصب والسلطات السيادية في الحكومة وهذه القضية محزنة في هذا العهد الجديد .. ودعا إلى توزيع المناصب الوزارية بين الكفاءات والقدرات العلمية من اجل بناء البلاد بصورة صحيحة وسريعة ومحاربة الفئوية والمصالح الشخصية.