حالة شارون حرجة لكن مستقرة:
استعداد أمني وتخوف من سلبيات وفاته
القدس : أوقف الجراحون نزيفا جديدا في مخ ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل في عملية استغرقت خمس ساعات ولكنهم قالوا انهم لن يعرفوا مدى الضرر الذي لحق به الا بعد افاقته من التخدير خلال الايام المقبلة.وقال فيليكس اومانسكي احد جراحي الاعصاب الذين يعالجون شارون (77 عاما) للصحفيين في ساعة متأخرة يوم الجمعة quot;لا نستطيع بعد تقييم الضرر الذي لحق برئيس الوزراء.quot;يكون هناك دائما ضرر في مثل هذه الحالات. علينا أن ننتظر لنعرف طريقة استجابته عندما نقلل جرعة الادوية التي تبقيه مخدرا.quot;
واستعدت إسرائيل لإعلان وفاة شارون من النواحي الأمنية الداخلية، عن طريق تفعيل خطة أدراج في الشاباك والشرطة الإسرائيلية. وأشارت نشرة أنباء الدرجة الأولى الالكترونية إلى أن الأسباب التي تقف وراء ذلك عديدة بينها: الأمن الداخلي واحتمال تنفيذ عمليات فلسطينية والنشاط الأمني على الحدود، فضلا عن ترتيبات حماية الشخصيات العالمية التي ستشارك في الجنازة.
وأجرت مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مداولات حول هذه القضية وبات واضحا أنه في حال وفاة شارون فسوف تكون هذه الأجهزة أول من يعلم. وأمر قائد منطقة القدس في الشرطة، العميد إيلان فرانكو، بتجهيز قوات كبيرة من الشرطة لضخها في محيط مستشفى هداسا تحسبا لوصول أعداد غفيرة من الإسرائيليين حال إعلان الوفاة. كما أن قوات خاصة من الشرطة سوف تنشر حول المؤسسات والشخصيات العامة. وطلبت قيادة الشرطة من قيادات الألوية تأمين أعداد لحماية طريق القدس تل أبيب والطريق إلى مطار اللد. كما أن وحدة حماية الشخصيات عززت قوامها وجندت الكثير من قواتها الاحتياطية.
ويقول اطباء في مستشفى هداسا بالقدس وخبراء الجلطات في الخارج ان من غير المحتمل إلى حد كبير ان يعود شارون الى العمل مرة اخرى مما يثير شكوكا في خطته للسعى إلى السلام مع الفلسطينيين بالانسحاب من غزة واجزاء من الضفة الغربية في الوقت الذي يحتفظ فيه بالمستوطنات الرئيسية في الاراضي المحتلة.وبعد الجراحة التي اجريت يوم الجمعة قال أطباء إن شارون في حالة حرجة ولكن مستقرة. ومازال شارون في غيبوبة مستحثة طبيا وعلى جهاز للتنفس الصناعي.وقال شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا quot;خلال الجراحة أمكن تقليل الضغط بالدماغ وشفط بعض التجمعات الدموية التي بقيت من الجراحة السابقة. وبانتهاء العملية لم يكن هناك نزيف نشط.quot;
وأضاف أن الاشعة المقطعية التي اجريت على مخ شارون اظهرت quot;تحسنا ملحوظاquot; مقارنة بالاشعات السابقة .وستؤدي وفاة شارون أو عجزه عن العمل الى خلق فراغ هائل في الحياة السياسية الاسرائيلية وعملية السلام في الشرق الاوسط. وكان شارون عزز امال السلام عندما قام باجلاء المستوطنين وسحب قوات الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة في سبتمبر ايلول بعد احتلال دام 38 عاما.ولكن اطباء شارون حذروا في تصريحات ادلوا بها قبل الجراحة التي اجريت يوم الجمعة من التشاؤم الذي لا داعي له بشأن حالته.وقال شموئيل شافيرا نائب مدير مستشفى هداسا لتلفزيون القناة الثانية الاسرائيلي quot;لسبب ما الكل يذكر الاشياء غير السارة.. اي تقييم هو غير مسؤول.. الامور قد تتطور في هذا الطريق او ذاك.quot;
ويواجه شارون انتقادات في العالم العربي ولكن ينظر اليه على نحو متزايد في الغرب على انه اتاح احتمالات جديدة للسلام .واصيب شارون بهذه الجلطة في مزرعته بصحراء النقب في مفترق طرق حاسم في الحياة السياسية الاسرائيلية اثناء نضاله من اجل اعادة انتخابه بناء على وعد بانهاء الصراع مع الفلسطينيين .وفي تأكيد لدوره المحوري الغت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس جولة تشمل اندونيسيا واستراليا بسبب القلق على حالته وخطر تفجر اخر لاعمال العنف في الشرق الاوسط.وقال محللون سياسيون ان الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في اسرائيل في 28 مارس اذار والتي كان يتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها شارون الذي يرأس حزب كديما الجديد ممثلا لتيار الوسط ستتحول الى سباق مفتوح اذا لم يشارك فيها.
وعين نائبه ايهود اولمرت قائما بأعمال رئيس الوزراء يوم الاربعاء بعد مرض شارون .ويرجع جزء كبير من شعبية شارون بين الاسرائيليين الى اعتقاد بانه قادر على اتخاذ خطوات جريئة ليس بمقدور الاخرين اتخاذها بسبب تاريخه كمتشدد.لكن استطلاعين للرأي نشرت نتائجهما الجمعة في صحيفتين اسرائيليتين اشارا الى أن حزب كديما سيفوز بنحو 40 من مقاعد البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) البالغ عددها 120 مقعدا بفارق كبير عن حزب ليكود اليميني الذي انشق عنه شارون في نوفمبر تشرين الثاني وعن حزب العمل الذي ينتمي الى تيار يسار الوسط.
وتتركز حملة شارون الانتخابية على برنامج يقوم على استعداده للتخلي عن بعض الاراضي المحتلة في الضفة الغربية كسبيل لانهاء الصراع المستمر منذ عقود لكنه تعهد بالابقاء على سيطرة اسرائيل على تكتلات استيطانية رئيسية في الضفة. ويقول الفلسطينيون ان ذلك من شأنه أن يحرمهم دولة تتوفر لها مقومات البقاء.وفي واشنطن قال ترنت دافي المتحدث باسم البيت الابيض ان بوش يواصل الصلاة من اجل شفاء شارون. كما اجرت رايس اتصالا هاتفيا قصيرا مع اولمرت وذكر مصدر سياسي اسرائيلي ان الرئيس المصري حسني مبارك اتصل للاعراب عن تمنياته بالشفاء.
واتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس باولمرت الخميس معربا عن امله في شفاء شارون. لكن بعض الفلسطينيين الاخرين الذين عانوا من صرامة اجراءات شارون في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت قبل خمس سنوات ابدوا الفرح لمرض شارون . ووصفه احد خطباء المساجد في صلاة الجمعة في غزة بانه quot;الرجل الذي محا الابتسامات من وجوه الاطفال.quot;وتقلصت الامال في تحقيق تقدم بالفعل حتى قبل مرض شارون مع احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 من يناير كانون الثاني الجاري وتزايد الاضطرابات الداخلية في قطاع غزة والضفة الغربية.
التعليقات