لا موقف لواشنطن من مشاركة فلسطينيي القدس
الحملة الانتخابية الفلسطينية تنتعش بعد فتورها

أسامة العيسة من القدس: وجد المرشحون للانتخابات التشريعية الفلسطينية، في عيد الأضحى المبارك، فرصة لاظهار أنفسهم، ومحاولة لتنشيط الحملة الانتخابية بعد الفتور الجماهيري الذي أصابها أياما بعد انطلاق الدعاية الانتخابية، فيما أعلنت الولايات المتحدة ان ليس لهاموقفا رسميا من مسألة مشاركة فلسطينيي القدس الشرقية في الانتخابات.

وحرص المرشحون على المشاركة في صلوات عيد الأضحى في مختلف المدن والبلدات والمخيمات، وكذلك في زيارة مقابر الشهداء. واصطف مؤيدو القوائم الانتخابية أمام المساجد، لتوزيع ملصقات ومواد دعائية على المصلين أثناء خروجهم بعد الصلاة، بينما عمد كثير من المرشحين لعقد لقاءات مع اكبر عدد من المواطنين بعد الصلاة وتبادل التهاني، ووزع آخرون لحوما من الأضحية التي ذبحوها على المواطنين، وسط تحذيرات من رجال دين بعدم جواز استخدام هذه اللحوم في الدعاية الانتخابية.

ولوحظ بان نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا الأكثر تنظيما أمام المساجد، وداخلها، من ناحية توزيع الملصقات الانتخابية وصور المرشحين. وخصص معظم خطباء المساجد، خطبهم عن الانتخابات، مشددين على أهمية التغيير، و توجيه نقد لواقع السلطة الفلسطينية ، داعين المصلين إلى انتخاب من يرونه الأفضل بدون تحديد قائمة معينة ، حيث يحظر قانون الانتخابات الفلسطينية الدعاية الانتخابية في المساجد والكنائس.

ووجه احمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورئيس قائمة الشهيد أبو علي مصطفى التابعة لها رسالة بمناسبة العيد للفلسطينيين، اعتبر فيها الانتخابات quot;أحد أهم إنجازات نضالكم وانتفاضتكم من اجل التغيير الديمقراطي والارتقاء بمستوى وحدتنا وتحشيد كل مقومات الصمود التي تختزنها، وعلى مشاركتكم المسؤولة يتوقف تحقيق التغيير المنشود وتصويب أوضاعنا الداخليةquot;، داعيا الفلسطينيين الىالمشاركة في الانتخابات وخاطبهم بالقول quot;نناشدكم أن لا تفرطوا بحقكم أو تستنكفوا عن أداء واجبكم وان تتوجهوا يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر لانتخاب من هو جدير بقيادتكم، ونعدكم بان نكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن أهدافنا وحقوقنا الوطنية والديمقراطية في الحرية والحياة الكريمةquot;.وحث سعدات الفلسطينيين، على تحويل أيام العيد quot;لمناسبات لتعزيز التضامن والتكاتف الاجتماعي وزيارة ذوي الشهداء والأسرى والجرحى والمرضىquot;.

وكثفت الجبهة الشعبية دعايتها الانتخابية، واستخدمت الأغاني والأناشيد عن مؤسسها جورج حبش والامين العام السابق أبو علي مصطفى، في الدعاية، واستخدمت الجبهة بالإضافة إلى ذلك أشرطة مرئية لخطب أبو علي مصطفى قبل اغتياله بالطائرات الإسرائيلية في بداية انتفاضة الأقصى، وخطابا شهيرا لاحمد سعدات في ذكرى الأربعين لاغتيال مصطفى عندما تعهد الانتقام له، وهو ما حدث في اليوم التالي لخطابه، عندما تمكنت خلية من الجبهة من اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي.

وأدخلت حركة حماس في حملتها الانتخابية، الأشرطة، وأصدرت فرقة فنية مقربة من حماس يطلق عليها اسم (فرقة الشموخ للفن الإسلامي) شريطا جديدا بعنوان (لبيك حماس) بمناسبة الانتخابات التشريعية، وكانت أصدرت في وقت سابق شريطا بالمناسبة نفسها بعنوان (خلي السلاح صاحي).وواصلت إصدار صحيفتها الانتخابية (منبر الإصلاح) التي تصدر كل أسبوعين، وتتضمن لقاءات مع قادة الحركة وتسلط الأضواء على مرشحيها.

وحذت حركة فتح حذو حماس، وأصدرت نشرة نصف أسبوعية بعنوان (فلسطيننا)، تضمنت مواضيع عن المرشحين، ولكنها سلطت الأضواء اكثر على ما تعتبر المحطات المضيئة في حياة فتح مثل معركة الكرامة في الأردن. واستخدمت حركة فتح، أغاني الحركة القديمة، بالإضافة إلى أغان جديدة لمقدمات مسلسلات سورية مثل مسلسل (التغريبة الفلسطينية)، ومسلسل (الزير سالم).


لا موقف لواشنطن من مشاركة فلسطينيي القدس
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الثلاثاء ان ليس لواشنطن موقف رسمي من مسالة مشاركة فلسطينيي القدس الشرقية في الانتخابات التشريعية المقررة في 25 كانون الثاني/يناير. وقال المتحدث ان على الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية ان تحلا هذه المسألة.

وكان المسؤولون الاسرائيليون المحوا اولا الى احتمال عدم السماح لفلسطينيي القدس بالمشاركة في الانتخابات بسبب مشاركة مرشحين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات. الا ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز اعلن الاثنين ان اسرائيل اتخذت قرارا مبدئيا بالسماح للفلسطينيين في القدس المحتلة التي ضمتها اسرائيل منذ 1967، بالمشاركة في عملية الاقتراع.

واعلن بيان صادر عن رئاسة الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء ان الحكومة ستتخذ خلال اجتماعها الاحد المقبل قرارا نهائيا في هذا الشأن. وجاء في البيان quot;من الواضح ان ممثلي المنظمات الارهابية لا يمكنهم المشاركة في الانتخابات في القدس الشرقيةquot;.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال انه تلقى تطمينات اميركية تتعلق بمشاركة فلسطينيي القدس الشرقية في الانتخابات. الا ان ماكورماك قال ان واشنطن لم تسع الى دعم طرف ضد آخر، واكتفى بالقول ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اجرت حديثا هاتفيا جيدا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت الثلاثاء وانها لم تشدد على مسألة مشاركة الفلسطينيين في القدس الشرقية في الانتخابات خلال هذه المحادثة.