السنيورة عقب محادثاته مع مبارك:
نثق في اللجنة ونأمل في تعاون سورية


إقرأ أيضا

دخل الله: طلب اللجنة لقاء بشار خط أحمر
مبارك أطلع السنيورة على نتائج محادثاته

سعد الحريري يتوقع تعاون سوريا مع الامم المتحدة

نبيل شرف الدين من القاهرة : اختتم الليلة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة زيارة سريعة لمنتجع شرم الشيخ اجتمع خلالها مع الرئيس المصري حسني مبارك، وقبيل مغادرته عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه إن لقاءه مع الرئيس مبارك كان فرصة طيبة لتداول عدة قضايا تصدرتها الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة، مؤكداً الاتفاق على الاستمرار في التشاور في هذا الشأن. وعما إذا كان قد تم إطلاعه على مشاورات مصر والسعودية مع سورية قال السنيورة quot;لقد أطلعت على هذه الأمور ونحن معنيون مثل غيرنا ولدينا الثقة الكاملة في لجنة التحقيق الدولية وموضوعيتها ونرى أن ما قامت به اللجنة يؤكد أنها تتسم بالموضوعية ونحن مرتاحون لأدائها ولها الكلمة في ما تراه مناسبا ويؤدي إلى معرفة الحقيقة بشأن اغتيال الحريريquot;، حسب تعبير السنيورة .

اللجنة وسورية
وفي سياق حديثه عن علاقة اللجنة الدولية ودمشق، قال رئيس الوزراء اللبناني quot;إننا نريد أن يتم التحقيق من جانب اللجنة الدولية دون أية عوائق ونتمنى بشكل أساسي أن تتعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية quot; مؤكدا أن لبنان لن يتدخل في عمل اللجنة باعتبارها حرة في أداء مهمتها وإن كنا نسمع عن تقارير تتحدث عن بعض التلكؤ من قبل سورية في هذا الشأن، وأضاف أن هناك مصلحة عربية أن تتعاون سورية مع اللجنة وهذا ما نتمناه ونعلم أن الأشقاء يؤكدون ضرورة هذا التعاون من جانب سورية .

وعن طلب اللجنة الدولية لقاء الرئيس السوري بشار الأسد وعلاقة ذلك بالسيادة السورية، قال السنيورة إن لبنان لا يتدخل في شؤون لجنة التحقيق الدولية ويؤمن لبنان باستقلالية هذه اللجنة بأنها لجنة قضائية وقد طلبنا من اللجنة عقب اغتيال جبران تويني أن يشمل عملها كل الجرائم وعمليات القتل والتفجير بأرواح رجال الفكر والسياسة في لبنان .

ومضى رئيس الوزراء اللبناني قائلاً إن ما يربط لبنان وسورية ليس الجغرافيا بل تاريخ ومصالح ومستقبل ونحن حريصون على أن تكون العلاقات بين لبنان وسورية ممتازة ويسودها الوئام وهذا الامر هو الذي يدعوني إلى القول بأن من مصلحة سورية أن تتعاون مع لجنة التحقيق فنحن لسنا بحاجة إلي إيجاد أسباب تؤدي للإضرار بسوريةquot;، وحول مسألة تسليح حزب الله، قال رئيس الوزراء اللبناني إن هذا الموضوع شأن داخلي ونثمن الدور الذي يقوم به حزب الله .

السلاح الفلسطيني
وحول موقفه من تصريحات وليد جنبلاط بتحريض المعارضة السورية، قال السنيورة إن هذه التصريحات تأتي في إطار الديمقراطية اللبنانية ونحن نقدر ونثمن ما يقوله جنبلاط الذي تعرض لسيل مستمر من الشتائم وهذا الأمر ليس من الأساليب المقبولة سياسياً ولاسيما أن جنبلاط قد تعرض لمزيد من التهجم .
وردا على سؤال حول حادث إطلاق الرصاص من جانب عناصر الجبهة الشعبية الفلسطينية ضد موظفين لبنانيين في ضواحي بيروت وما إذا كان هذا الحادث له علاقة بالاحداث بين سورية ولبنان، قال السنيورة إن لبنان لا يوافق إطلاقا على وجود فلسطيني مسلح خارج مخيمات الفلسطينيين .
وقال إن مجلس الوزراء اللبناني يرى أنه لا مصلحة لوجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهذا مدعاة لوجود توتر في العلاقات اللبنانية - الفلسطينية ويجب إنهاء موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات مشيرا إلى كثير من المحاولات التي وقعت نتيجة لذلك واكتشاف الكثير من الاسلحة ، مؤكدا أن الموقف اللبناني ضد الأسلحة الفلسطينية خارج المخيمات .
وفي معرض تعقيبه على المساعي المصرية السعودية لتهدئة الاجواء بين لبنان وسورية، قال السنيورة إننا نعتقد أن تنقية الأجواء تستلزم حل بعض المشاكل والمسائل بين البلدين ونحن حريصون أن تتم هذه العملية وضرورة أن توقف سورية الدعم السوري للمسلحين الفلسطينيين خارج المخيمات لتكون رسالة قوية تعني أن سورية تؤيد الاستقرار بوضوح لا يحتمل أي لبسquot;، على حد تعبيره .

خط أحمر
على صعيد متصل قال مهدي دخل الله وزير الإعلام السوري إن فريق التحقيق الدولي لن يكون بوسعه لقاء الرئيس السوري بشار الأسد تحت أي صيغة، وأضاف دخل الله في تصريحات للإذاعة المصرية إن دمشق سوف ترفض أي لقاء بين لجنة التحقيق الدولية والأسد لأن الأمر يتعلق بسيادة سورية واستقلالها، معرباً عن اعتقاده بأن طلب لقاء بشار الأسد هو quot;خط أحمر لا يمكن تجاوزهquot;، على حد تعبير الوزير السوري .

وألمح مصدر مطلع إلى أن هناك ما وصفه بمجموعة أفكار لدى القاهرة تستهدف إخراج دمشق من أزمتها الراهنة مع لجنة التحقيق الدولية، موضحاً أن من بين هذه الأفكار اقتراح بأن يجيب الأسد عن أسئلة اللجنة خطياً بدلاً من الاستماع إلى شهادته مباشرة حتى لا يبدو الأمر استجواباً ترفضه سورية تماماً .

كما لفت المصدر ذاته إلى أن الرئيس المصري أطلع رئيس الوزراء اللبناني على نتائج محادثاته التي أجراها مؤخراً مع كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، فضلاً عن اللقاء العاجل مع الرئيس السوري بشار الأسد في طريق عودته من السعودية إلى دمشق. ومضى المصدر نفسه مشيراً إلى أن هذه المحادثات تناولت مجمل التطورات الخاصة بالمسألة السورية ـ اللبنانية، في إطار المساعي المصرية ـ السعودية المشتركة لتخفيف حدة التوتر المتصاعد، وانطلاقاً من قناعة البلدين بضرورة التعاون السوري الكامل مع لجنة التحقيق الدولية وفقا لقرار مجلس الأمن .

ويرى مراقبون أن الدور المصري يستهدف البحث عن صيغة لائقة تحفظ ماء وجه النظام السوري، بحيث لا يبدو الأمر مثولاً أمام لجنة التحقيق، وتركز الاتصالات المصرية مع باريس على تأكيد مغبة استجواب رئيس عربي ومدى ما يلحقه ذلك من استياء لدى الشارع العربي حيال فرنسا، كما ستكون سابقة خطرة ربما تؤدي إلى أعمال عنف، وفق الرؤية التي تسوقها الدبلوماسية المصرية في هذا المضمار .