لجنة شؤون الأحزاب: إطاحة نعمان جمعة quot;شأن داخليquot;
الوفد المصري يحسم رئاسته ويدعو لانتخابات داخلية


نبيل شرف الدين من القاهرة :
في الوقت الذي صدرت فيه اليوم السبت صحيفة quot;الوفدquot; الناطقة بلسان الحزب السياسي المصري الأقدم والأكبر على الساحة، خالية من اسم رئيسه quot;المعزولquot; نعمان جمعة، فقد أعلنت لجنة شؤون الأحزاب السياسية أن النزاع حول رئاسة حزب quot;الوفدquot; هو شأن من شئون الحزب الداخلية، مما يعني عملياً أن الحكومة لن تتدخل لمساندة أي طرف، وهو ما يترتب عليه حسم رئاسة الحزب لصالح فريق الإصلاحيين.

كما اجتمعت أيضاً الهيئة العليا للحزب اجتماعاً دعا إليه محمود أباظة الرئيس المؤقت للحزب، لمناقشة التعديلات المقترحة للائحة والنظام الداخلي للحزب، وفقاً للدراسة التي أعدتها لجنة مشكلة لهذا الغرض وما انتهى إليه المكتب التنفيذي طبقاً لتوصيات الهيئة العليا في اجتماع سابق لها .

وجرى الاتفاق على دعوة الجمعية العمومية غير العادية للاجتماع يوم الثاني من آذار (مارس) المقبل لإقرار تعديلات اللائحة الجديدة على أن توجه الدعوة لانتخاب رئيس جديد دائم للحزب خلال 60 يوماً، وبعد إقرار لجنة الأحزاب علي التعديلات التي توافق عليها الجمعية العمومية غير العادية حيث سيتم انتخاب الرئيس الجديد على أساسها .

وحسب مصادر داخل حزب quot;الوفدquot; فإن التعديلات الجديدة تتضمن تحديد مدة رئيس الحزب بخمسة أعوام فقط، ولا تزيد ولايته على مدتين متصلتين، كما تحد من سلطات رئيس الحزب وتوازن بين المؤسسات المختلفة داخل الحزب .

موقف الحكومة
وبعد أن بدا الأمور محسومة داخل حزب الوفدquot;، لصالح الانقلاب على رئاسة نعمان جمعة، ومع إطاحته لصالح quot;الإصلاحيينquot; داخل الحزب، فقد أصبحت الكرة في ملعب الحكومة المصرية التي يهيمن مسؤولوها على لجنة شؤون الأحزاب السياسية، التي عقدت أيضاً اجتماعاً اليوم السبت برئاسة رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف لبحث أزمة quot;الوفدquot; واتخاذ قرار بشأن المذكرات المقدمة من أطراف النزاع في الحزب إلى اللجنة، التي يرأسها الشريف وتضم وزراء ومسؤولين .

وأصدرت اللجنة في ختام اجتماعها بياناً جاء فيه أن quot; النزاع حول رئاسة حزب الوفد هو شأن من شئون الحزب الداخليةquot;، وناشدت اللجنة في بيانها quot;جميع الاطراف أن يتجاوزوا خلافاتهم ويحتكموا الى النظام الداخلي للحزب والذي أناط للجمعية العمومية quot;الهيئة الوفديةquot; اختيار رئيس الحزب لضمان سلامة بناء الحزب، وتماسك هيئاته، واستقرار قواعده، حتى يتمكن من الاستمرار في أداء دوره السياسيquot;، حسب بيان لجنة شؤون الأحزاب .

من جانبه قال محمد علوان، مساعد رئيس الحزب : quot;لقد أرسلنا أوراقنا وقراراتنا إلى لجنة شؤون الأحزاب، وكذا فعل نعمان جمعة، لكن موقفنا القانوني قوي كما أن واقع الأمور داخل الحزب يساندناquot;، وقد استبعد علوان أن تفرض لجنة شؤون الأحزاب رئيساً على حزب الوفد الذي قال عنه علوان إن جميع أعضائه وقياداته أعلنوا رفضهم استمراره في موقعه، مشيراً إلى أن المقارنة بين موقف جمعة بمفرده في مواجهة موقف خمسة وثلاثين من قيادات الحزب يرفضون استمراره أمر غير عقلانيquot;، على حد تعبيره .
ومضى علوان لافتاً إلى أن اللائحة الداخلية لحزب الوفد تعزز موقف الهيئة العليا، وليس مطلوباً من هذه الهيئة سوى مجرد إبلاغ لجنة شؤون الأحزاب بشأن تغيير رئيس الحزب، وقال quot;إن موقف جمعة ضعيف، ولم يعد باقياً أمامه إلا اللجوء للقضاءquot;، معتبراً أن انفراد جمعة بالقرار داخل الحزب وخروجه عن الإطار المؤسسي للعمل الداخلي هو ما أدى إلى هذه النتيجة، وأضاف : quot;كان يظن أن جماهير الحزب سوف تأتي له من كل مكان، فوجدها جميعاً انفضت من حولهquot;، حسب تعبيره .

تجدر الإشارة إلى أن نعمان جمعة رئيس الحزب المخلوع غادر مكتبه بعد اعتصاد دام يومين، غير أنه رضخ في نهاية الأمر لوساطة صهره، الذي أقنعه بضرورة مغادرة مقر الحزب .

وكانت الهيئة العليا لحزب quot;الوفدquot; المصري قد انتهت قبل أيام إلى قرار بعزل جمعة من منصبه، واختيار نائبه محمود أباظة رئيسا مؤقتا للوفد، لكن جمعة أصدر قرارا مضادا بفصل أباظة واثنين من نوابه، اعتبرهم متواطئين في إجراءات عزله .