الياس توما من براغ : حمل رئيس الحكومة البولندية كازيمير مارتسينكوفيتش أحزاب المعارضة في البرلمان المسؤولية عن الأزمة القائمة في البلاد منذ عدة أسابيع الأمر الذي أدى إلى عدم موافقة البرلمان حتى الآن على مشروع ميزانية الدولة للعام الحالي.
واتهم في حديث أدلى به لصحيفة quot; ليدوفي نوفيني quot; التشيكية أحزاب المعارضة بإثارة الأزمة القائمة لأنها تريد حسب قوله الانضمام إلى الحكومة ولذلك فان الخلاف القائم الآن على الساحة السياسية البولندية يكمن في مسألة من سيتواجد في الحكومة .
وأكد أن الحاجة ماسة كي يتم في وقت قريب حسم مسألة كيفية تحويل حكومة الأقلية إلى حكومة تتمتع بالأغلبية في البرلمان .
ورأى أن أمام الحكومة للحصول على الأغلبية في البرلمان ثلاث إمكانيات الأولى تشكيل حزب القانون والعدالة الحاكم حكومة ائتلافية مع حزب المنتدى المدني الليبرالي أقوى أحزاب المعارضة والثانية تشكيل ائتلاف مع حزب منظمة الدفاع الذاتي وحزب الشعب أو حزب عصبة العائلات البولندية أما الخيار الثالث فهو إجراء انتخابات نيابية مبكرة .
وأكد أن حزب المنتدى المدني لا يريد على ضوء الاتصالات التي جرت معه حتى الآن الدخول في ائتلاف مع حزب القانون والعدالة مما يعني أن الخيارات بقيت منحصرة إما في انتخابات مبكرة أو الدخول في ائتلاف مع بعض الأحزاب الصغيرة الموجودة في البرلمان .
وشدد على أن بولندا تتواجد الآن في وضع جيد على الرغم من الأزمة السياسية مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي في البلاد مرتفع وأداء الصناعة جيد كما أن التضخم هو اقل من 1% فيما بلغ معدل النمو الاقتصادي الآن 5% كما أن العملة البولندية quot; الزلوتي quot; قوية والبورصة البولندية تشهد ارتفاعا كبيرا في حين نجحت البلاد في جذب استثمارات أجنبية عالية في العام الماضي وصلت قيمتها إلى 10 مليار يورو .
وأكد أن حكومته تتمتع بدعم شعبي واسع وان هذا الدعم لا يقتصر على الحكومة فقط وإنما لبرنامجها الذي يركز على تنظيف السياسة والحياة العامة وتخلصيها من الفساد والرشاوى
ورأى انه لا يمكن في بولندا القيام بإصلاحات عنيفة بالنظر لوضع المجتمع كما انه من الممكن أن هذه الإصلاحات قد لا تكون ضرورية بالنظر للوضع الاقتصادي الجيد الذي يتواجد فيه الاقتصاد
وأشار إلى أن المشكلة التي تواجه البلاد الآن تكمن في البطالة لمرتفعة غير انه رأى بان تحقيق نمو اقتصادي مرتفع هذا العام في أوروبا سيسمح لمعدل النمو الاقتصادي في بلاده بالارتفاع إلى 6% الأمر الذي سيساعد في الحد من نسبة البطالة
وردا على سؤال تعلق بالأوضاع في أوروبا رأى أن أوروبا تتواجد الآن على مفترق طرق لأنه ينتظرها تغييرات وبولندا تريد المشاركة في هذه التغييرات، وأضاف إننا نريد تغيير أوروبا بالشكل الذي تكون هي من اجلنا وليس نحن من اجلها .
وبشأن موقف وارسو من مسألة إحياء عملية المصادقة على الدستور الأوروبي قال إن احترام الموقف الرافض للدستور الذي عبر عنه الفرنسيون والهولنديون يجب أن يلزمنا بعدم التفكير بذلك غير انه من جهة أخرى يتوجب في إطار الاتحاد الأوروبي أن يبدأ تعاون وثيق في بعض المجالات مثل الطاقة وتبني سياسة مشتركة تجاه أوروبا الشرقية وقضايا أخرى والاتجاه نحو أوروبا الشعوب وأوروبا الأوطان ورأى أن العمل يجب أن يتركز على قيام أوروبا الدول التي تتفق فيما بينها على كيفية تحويل المصالح المشتركة للدولة إلى مصلحة أوروبية واحدة .
التعليقات