خلف خلف من رام الله: رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مشاركة أيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة وعمير بيرتس زعيم حزب العمل في العملية السياسية في إسرائيل يوفر مناخا أفضل، مشيرا إلى أنه مستعد للبدء في التفاوض مع إسرائيل دون شروط مسبقة على أساس حدود 67.

وأضاف أبو مازن أن هناك إمكانية لإيجاد طريق جديد، أكثر تأكيدا على السلام، وقال أبو مازن: الشعب الإسرائيلي يبحث عن السلام والمشكلة تكمن في النظام الإسرائيلي، موضحا أن الإسرائيليين مستعدون للتنازل عن المستوطنات وعن القدس مقابل السلام، هذا في وقت توقعت فيه مصادر إسرائيلية أن يؤكد أولمرت في خطابه بعد غد في مؤتمر هرتسيليا لانتخابات على اقتراحه المُعلن لرئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، باستئناف المفاوضات حول التوصل لتسوية دائمة، في حالة محاربة الفلسطينيين للمنظمات المسلحة ونزع أسلحتها- بما يتفق مع التعهدات التي تتضمنها خريطة الطريق.

ومن جانيه، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي الاسبق سيلفان شالوم في مؤتمر هرتسليا اليوم بأنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تبلور سياسة واضحة حيال الاستمرار في عملية السلام، في إطار يبقي القدس موحدة وتحت السيطرة الإسرائيلية، وأضاف شالوم أنه إذا فازت حماس في انتخابات السلطة الفلسطينية أو أصبحت من ذوي القرار في الحكومة الفلسطينية، فإننا سندرك أنه لا يوجد شريك حقيقي ولا توجد أي فرصة لتنفيذ خريطة الطريق. ويجب أن نعمل على الانقطاع التام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وطالب شالوم إسرائيل بسياسة واضحة، قائلا: من حق الجمهور الإسرائيلي أن يعرف مخططات الحكومة.

وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني أعلنت اليوم أنه يتوجب على إسرائيل أن تتوجه نحو تسوية سياسية تنتهي بتقسيم البلاد لدولتين لكلا الشعبين، إذا كانت إسرائيل ترغب في الحفاظ على الأغلبية اليهودية في الدولة، على حد تعبيرها.

وأضافت الوزيرة الإسرائيلية أن دولة فلسطين المستقبلية من شأنها أن تكون بمثابة وطن للفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي quot;المحتلةquot; وفي مخيمات اللاجئين، كما كانت إسرائيل عند إقامتها، بالنسبة إلى اليهود الذين اضطروا لمغادرة الدول الغربية، وأضافت: إقامة دولة فلسطينية سيكون حلاً لمشكلة حق العودة.

وحول مشاركة حماس في التشريعي قالت الوزيرة التي تسلمت مهامها مؤخرا: إن اشتراك حركة حماس في انتخابات السلطة الفلسطينية غير مقبول من جانب إسرائيل، مضيفة: اشتراك حماس في الانتخابات يتناقض بصورة قاطعة مع كل قيم الديمقراطية.

ومن ناحيته دعا ايهود أولمرت في جلسة الحكومة الإسرائيلية الوزراء الإسرائيليين إلى سياسية ضبط النفس، قائلا: إن القضية حساسة ولا يجب أن تفسر تصريحاتنا على أنها محاولة للتدخل في الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية وعرقلتها، وأشار أولمرت إلى أن هناك جهات كثيرة معنية بعرقلة الانتخابات الفلسطينية ويجب على إسرائيل ألا تساعدها، وأنه بعد انتخابات السلطة الفلسطينية سيتم تقويم الأمر، وستتقرر كيفية التعامل مع نتائج الانتخابات.

وتوقعت مصادر إسرائيلية اليوم أن يدعو أولمرت في خطابه السياسي ، الذي سيلقيه بعد غد في مؤتمر هرتسيليا، إلى انسحاب آخر أحادي الجانب من الضفة الغربية quot;فك ارتباطquot; آخر، وتوقعت المصادر أن يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة لانتخابات السلطة الفلسطينية.

ويذكر أن أولمرت من أهم المؤيدين للإستراتيجية الأحادية الجانب، واقترح منذ عامين أن تنسحب إسرائيل من معظم أراضي الضفة ومن أحياء عربية في القدس الشرقية، بهدف الحفاظ على الأغلبية اليهودية. والآن يشجع الأفكار التي طرحها شارون قبل مرضه واحتجازه في المستشفى، والتي تفيد بأنه لا يجب الحديث عن فك ارتباط آخر ويجب دفع خريطة الطريق. وينص الاقتراح، على أن أي انسحاب آخر أحادي الجانب لن يتم إلا إذا كان هناك بد من ذلك، أي في حالة عدم وجود شريك فلسطيني في التسوية، ولذلك فهذا ليس هو البديل المُفضل على المدى القريب.