مع ازدياد شد الحبال بين الاطراف اللبنانية
احياء المبادرة العربية للتهدئة بين لبنان وسورية
ريما زهار من بيروت: في ظل تأزم الوضع الحكومي في لبنان وبلوغه اقصى درجات شد الحبال خصوصًا بين رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والامين العام لحزب الله حسن نصرالله، يتحدث مصدر دبلوماسي لـquot;إيلافquot; عن اعادة احياء المبادرة العربية التي طروحتها السعودية بعد اجتماع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بالنائب سعد الحريري الاسبوع المنصرم على مدى ساعتين ونصف الساعة وتشاور معه في الجواب اللبناني في ورقة العمل التي تم تداولها اخيرًا وان السعودية تنتظر من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ردًا يمكن ان يؤدي الى اعادة تزخيم المبادرة السعودية.
وفي هذا السياق، لفت الانتباه التصريحات التي ادلى بها الرئيس السنيورة بعد محادثاته في الاردن مع الملك عبد الله الثاني، ولا سيما لجهة ترحيب لبنان بأي مسعى عربي لإنهاء ازمة علاقاته مع سورية، مؤكدا ان quot;لبنان لا يمكن ان يرفض أي مبادرة عربية، ولا أي فكرة تقدم حلا وتكون مصلحة اللبنانيين واضحة فيهquot;، وكذلك تأكيده quot;السعي الى علاقات صحيحة مع سورية مبنية على سيادة لبنان واستقلالهquot;.
ويؤكد المصدر الدبلوماسي ان المساعي العربية مستمرة وإن لم تحدد بورقة حرصًا على تجنيب المنطقة خضات طارئة.
وفي ظل تزايد حدة السجالات السياسية وارتفاع منسوب الاحتقان وفي ضوء المواقف المتلاحقة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الاعلام ، يبدو واضحًا ان مبادرة السعودية ما زالت تنتظر الموقفين اللبناني والسوري وذلك بصرف النظر عما تم اعلانه في بيروت عن عدم وجود اية وساطات عربية. وفي هذا المجال كشف المصدر الدبلوماسي ان الاهتمام العربي بالشأن اللبناني مستمر وان الافكار المطروحة في اطار الوساطات السابقة تعرضت للتعديل او للرفض وربما منها ما كان قابلا للقضاء ومن عليها ولكن التوجه نحو استمرار الوساطة مستمر وقائم وذلك تحسبًا لعدم تفاقم الخلافات بين بيروت ودمشق وتأثيرها على الملفات المطروحة في المنطقة. وأوضح المصدر ان المسألة لم تصل الى مستوى انضاج مبادرة معينة او اتفاق واضح البنود بل اقتصرت وساطة بالدرجة الاولى ويدرج فيها الجانب اللبناني ما يراه من مطالب محقة وضرورية للوصول الى مسودة حل للقضايا الخلافية ما بين العاصمتين اللبنانية والسورية على ان يترافق ذلك مع التأكيد على مواصلة التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي التعاون السوري الكامل مع متطلبات هذا التحقيق والانطلاق من هذه النقطة الى البحث في الملفات الاخرى التي جرى التداول فيها خلال الاسبوعين الماضيين في المملكة العربية السعودية وابرزها موضوع ترسيم الحدود وهوية مزارع شبعا.
ولفت المصدر الى ان المساعي السعودية كما العربية لم تتوقف وان كانت لم تتحدد بورقة نهائية ومعلنة وذلك انطلاقًا من المرمى العربي على الاحاطة بالواقع في المنطقة العربية عشية ارتفاع التوتر على محور العلاقات الايرانية مع المجتمع الدولي وزيادة نسبة الضغوطات الاميركية على دمشق واستمرار التوتر في ملف العلاقات اللبنانية - السورية الذي يرخي بظلاله على الوضع العام. وعزا هذا الاهتمام الى القلق المتنامي من محاولة استغلال اطراف اخرى وفي مقدمها اسرائيل لهذه العقد لتخريب الوضع في المنطقة العربية ككل اولا، ومن توافق كل الدول العربية وفي مقدمها السعودية على رفض تكرار تجربة العراق في اي بلد عربي - اخر ثانيا.
وانطلاقا من هذه المعطيات فإن المسعى العربي اولا ثم المصري ثانيا فالسعودي ثالثا والذي لقي تأييدا من اطراف لبنانية في مقدمها quot;حزب اللهquot; يجب ان يناقش على الصعيد اللبناني الداخلي، كما لاحظ المصدر ضرورة مناقشة كل الافكار المطروحة واختيار ما يناسب اللبناني منها فقط وعدم اهمال الجانب العربي او الدور الذي من الممكن ان تقوم به الجامعة العربية او اي عاصمة عربية اخرى في مساعدة لبنان على تخطي العقبات التي تقف في وجه استعادة حريته وسيادته واعادة بناء مؤسساته.
وبحسب المصدر نفسه فإن التوجه العربي المذكور سيتبلور في الايام المقبلة ولكن الافكار التي ستطرح فيه لم يكشف عنها بعد علما ان العناوين والافكار السابقة كان سبق ورفضها الجانب اللبناني، وبالتالي فإن افكارا جديدة ستطرح للبحث على المستوى العربي اولا ليصار الى طرحها لاحقًا في العاصمة اللبنانية قبل ان تتحول الى مسودة مبادرة عربية للتهدئة.
التعليقات