أحمد عبدالعزيز من موسكو: رأى وزير الدفاع الأوكراني أناتولي غريتسينكو أن انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي لا يحتاج من وجهة النظر القانونية إلى إجراء استفتاء عام على هذا الموضوع. وأكد بأن الانضمام إلى الناتو يقرر على مستوى القيادة السياسية العليا، أي رئيس الدولة والحكومة والبرلمان. وأشار في الوقت نفسه إلى أن غالبية النخبة السياسية في أوكرانيا تؤيد الانضمام إلى الحلف، وأن القرار اتخذ بالفعل على هذا المستوى.

وفي رد على الدول التي تعارض انضم أوكرانيا إلى الناتو، قال غريتسينكو أن كييف عندما قررت الانضمام آنذاك إلى رابطة الدول المستقلة، وخططت للانضمام إلى المجال الاقتصادي الموحد لم يجر استفتاء، بل ولم يفكر أحد في ذلك أصلا. ورأى أن الانضمام إلى الناتو سيتطلب بالدرجة الأولى الإيفاء بمعايير ترمي إلى خدمة المواطنين وليس حماية البني الرسمية. يذكر أن الحوار بين الناتو وأوكرانيا بهذا الصدد بدأ في نيسان (أبريل) عام 2005. وفي أيار (مايو) من نفس العام، أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو أن موضوع عضوية بلاده في الناتو والاتحاد الأوروبي ستقرر في استفتاء عام، مشيرا إلى أن الخبراء والساسة يرون أن هذا الهدف يمكن أن يتحقق بحلول عام 2008.

وعقب هذا الإعلان، أجرت العديد من مراكز الأبحاث وقياس الرأي العام العديد من استطلاعات الرأي، حيث أظهرت أن 6ر40% من الأوكرانيين يعارضون بشكل قاطع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتفضل نسبة 1ر15% الانضمام، بينما توافق بشكل مطلق نسبة 7ر9%. وهناك أيضا فئة تبلغ نسبتها 7ر12% لا توافق (تقريبا) على الانضمام. من جهة أخرى، أعلن رئيس الدائرة الصحافية بوزارة الخارجية الأوكرانية فاسيلي فيليبتشوك أن وزارة الخارجية سوف تستمر خلال عام 2006 في بذل مساعيها الدؤوبة لتحقيق الهدف الاستراتيجي، ألا وهو الحصول على العضوية الكاملة في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

وفي ما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال فيليبتشوك أن العمل السياسي-الدبلوماسي النشط والرامي إلى تنفيذ ورقة العمل (أوكرانيا-الاتحاد الأوروبي) سوف يستمر. وستواصل كييف أيضا اختتام المباحثات الخاصة بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، والاتحاد الأوروبي، وإقامة المجال الموحد لإعادة المواطنين بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا وروسيا وبلاروسيا، وتنشيط المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بهدف تبسيط منظومة التأشيرات.
وفي ما يخص حلف الناتو، أوضح فيليبتشوك أن الأمر الذي يتسم بأهمية كبرى في هذا الصدد هو خلق الظروف الملائمة لاتخاذ قرار في إطار الناتو حول إشراك أوكرانيا في ورقة العمل الخاصة بعضويتها خلال عام 2006.