بين المفخخات والانقلاب... الربيعي يكشف التفاصل
الحياة في بغداد تعود لطبيعتها ومضاعفة الرحلات الجوية
الحكومة والقاعدة تتجاذبان ولاء العشائر العراقية |
واشار المصدر إلى أن مدرعات اميركية دخلت فجر اليوم الى مدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر في العاصمة لكنه لم يعرف بعد سبب دخولها في وقت تشهد مدن عراقية عدة خاصة في الجنوب توترا بين جيش المهدي التابع للصدر والقوات الاميركية التي يبدو انها مصممة على التصدي لهذا الجيش الذي تعتبره احدى المليشيات المسلحة المسؤولة عن الاحتقان الطائفي في البلاد.
ومن جانبه قال الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية إن قوات الأمن تقوم بمطاردة أشخاص أدخلوا سيارات مفخخة الى بغداد إضافة إلى تسلل انتحاريين بأحزمة ناسفة متهما quot;التكفيريينquot; وهم المسلحون العرب بترويج إشاعات الهدف منها إرباك الأوضاع الأمنية والإيحاء للمواطنين بأن الحكومة عاجزة عن حفظ الامن. إلا أنه لم يعلن بعد عن نتائج هذه المطاردات.
وإزاء تنوع المعلومات ينتظر المراقبون مؤتمرًا صحافياً سيعقده في بغداد في الواحدة بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش) مستشار الامن القومي موفق الربيعي. وقال بيان لمكتب الربيعي ان مستشار الامن القومي سيكشف خلال المؤتمر عن معلومات استخبارية وامنية مهمة جدا من دون اعطاء تفصيلات اخرى لكنه يعتقد انه سيتناول فيه التطورات الامنية التي ارغمت الحكومة العراقية على فرض حظر للتجول في العاصمة من السادسة مساء الحمعة الى السادسة من صباح اليوم الاحد.
وقد بدأت الخطوط الجوية العراقية اليوم بتسيير رحلات مضاعفة لعدد رحلاتها الجوية لتعويض توقف الرحلات امس بسبب حظر التجوال. وباشرت الشركة تسيير ثلاث رحلات الى عمان ورحلتين الى دمشق ورحلة واحدة الى القاهرة ورحلتين الى دبي اضافة الى رحلات داخلية واحدة السليمانية وثانية الى اربيل باقليك كردستان الشمالي.
معلومات متناقضة حول الاوضاع الامنية
وتناقضت المعلومات حول دوافع الحكومة الى اتخاذ اجراءاتها الامنية المشددة حيث اشارت مصادر شيعية قريبة الصلة من الحكومة بأن القوات الأميركية قد ألقت القبض على أحد العناصر المهمة في تنظيم القاعدة واعترف بوجود مصنع في منزل بحي المنصور وسط بغداد تجري فيه عمليات تفخيخ السيارات اضافة الى سيارة فخخت في الحال وتم تعقبها من قبل القوات الأميركية. وقالت ان الاميركيين حينما داهموا المنزل لم يكونوا يتمنون ان يكون عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق السنية بداخله لأن بيته السكني يقع في حي العدل غير ان عملية التعقب هذه اسفرت عن التعرف على عدنان الدليمي في منزل المنصور هو وابنه وعنصر القاعدة كما تم العثور على السيارة المفخخة وعلى كميات مهمة من أدوات التفخيخ من مواد متفجرة وما يدخل في صناعة التفخيخ.
واضافت إن حظر التجول فرض على خلفية اعتراف ابن عدنان الدليمي وأحد حراسه اللذين اشارا إلى وجود 8 سيارات فخخت ليتم تفجيرها امس السبت كان بعضها مخصصاً لاغتيال مسؤولين حكوميين في المنطقة الخضراء ومنطقة البياع وحي العامل ومنطقة المعالف.. فيما حاولت بعض الجهات ربط فرض التجول بوجود انقلاب عسكري للتغطية على موضوع السيارات المفخخة.
وقال الشيخ جلال الدين الصغير عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد quot; ان المعطيات التي بين أيدينا تشير إلى تورط كبير من جهاز حماية عدنان الدليميquot;. ودعا في تصريح لفضائية العراقية الرسمية القوى السياسية الملتحقة بالعملية السياسية إلى العمل بالمعايير الكاملة لهذه العملية. واشار الى ان هذه العملية كما أن لها حقوق فعليها استحقاقات. وشدد على ضرورة أن لا يمر العمل الحكومي الأمني على هذه القضية مرور الكرام بل يجب أن تتخذ كل الاحتياطات لاعادة النظر في كل اجهزة الحماية للشخصيات لأن هذه الأجهزة حوّلت نفسها إلى ميليشيات تعبث بأمن المواطن quot;بحيث رأينا أن مجموعة حراسة الدليمي فيها خلية مسؤولة عن كل تفخيخات المنطقة الجنوبية من بغداد وإن أول من يجب ان يقوم بهذا العمل هو عدنان الدليمي نفسه الذي ملأ الدنيا في أحاديثه عن المليشياتquot;.
وطالب الصغير رئيس الوزراء نوري المالكي والأجهزة الأمنية باعادة النظر في أجهزة الحماية وتقييمها وفقا لمعطيات هذه العملية quot;لأننا نتحدث هنا عن أحزمة ناسفة وسيارت مفخخة عديدة وعن اختراق امني كبير للقاعدة في وسط قلب الدولةquot; كما قال.
ومن جهتها قالت القوات الاميركية في بيان الى quot;ايلافquot;:
باقامة الدكتور الدليمى ببغداد قام افراد قوات التحالف يوم 29 أيلول باعتقال شخص يشتبه فى مشاركته فى التخطيط لعمليات انتحارية متعددة بسيارات مفخخة داخل المنطقة الدولية ببغداد. لا توحى هذه العملية بالاطلاق الى أن الدكتور الدليمى كان طرفا فى انشطة غير قانونية ولم يكن مستهدفا خلالها.
معلومات موثوقة تأكد ان المعتقل الذى هو عضو بالحرس الخاص للدكتور الدليمى و سبعة من خليته, كانوا فى المراحل الاخيرة لبدأ هجمات بسيارات مفخخة, داخل المنطقة الدولية و احتمال استعمالهم لصدريات انتحارية.
اعتقل أفراد قوات التحالف الشخص بدون مشاكل. التقى الدكتور الدليمى بالقوات وعرض عليهم تفتيش اقامته, هذا العرض قوبل بالرفض لأن العملية ليست لها علاقة به شخصيا. قامت القوات فقط بتفتيش مقطورة الحرس و سيارة المشتبه فيه. الشخص المعتقل له صلات بشبكة السيارات المفخخة و التى تعمل بالمنطقة الجنوبية لبغداد. يعتقد أنه عضو بتنظيم القاعدة بالعراق.
وقد رد الدليمي على هذه المعلومات ببيان قال انه quot;بشأن ما نشرته بعض وسائل الاعلام حول مداهمة منزل الدكتور عدنان الدليمي مرة اخرى تكشف الاصوات المأجورة والأبواق المشبوهة عن حقدها الدفين ومكرها السيء بالعراق وأهله الشرفاءquot;.
وجاء في نص البيان الذي اصدره الدليمي بصفته رئيسا لمؤتمر اهل العراق احد التكوينات السنية السياسية الثلاثة التي تتشكل منها جبهة التوافق (44 مقعدا في مجلس النواب) بالاضافة الى الحزب الاسلامي وجبهة الحوار الوطني مايأتي:
هاهي بعض القنوات الاعلامية تطبل وتزمر لحادثة حصلت أمس قامت خلالها قوات الاحتلال الامريكي بمداهمة منزل الدكتور عدنان الدليمي محاولة تشويه الحقائق وقلب الوقائع بما ينفس عن عقدها المريضة.
فواقع الحال أن ما تم خلال هذه المداهمة سوى اجراء روتيني دأبت عليه قوات الاحتلال لا كما نقل موقع براثا اضافة الى قنوات quot;العراقيةquot; والحرة الاميركية وquot;العربيةquot;، من انه تم العثور على مصنع لتفخيخ السيارات لعضو برلماني يتزعم كتلة كبيرة واعتقال نجله، وأن ما ذكر ليس سوى اكاذيب وافتراءات مغرضة لا اساس لها من الصحة وهدفها واضح هو النيل من شخصية وطنية عرقية عرفت بمواقفها المبدئية شجاعة الثابتة في الحفاظ على وحدة العراق والتصدي بحزم وشدة للميليشيات الطائفية الارهابية ومن يقف وراءا من اصحاب الغرض السيء الذين تخفوا تحت اقنعة وأسماء مختلف يعرفها القاصي والداني.
أن هكذا اراجيف واكاذيب سوف لن تثني الشرفاء من ابناء العراق اصحاب الايادي النظيفة عن مواصلة السعي لتحرير العراق وانقاذه من محنته وقطع الطريق على المأجورين والصفويين الذين يتربصون بالعراق وبعروبته أسوأ الدوائر.
وإننا نحتفظ بحقنا القانوني الكامل في مقاضاة الوسائل الاعلامية التي روجت بهذه الاكاذيب واصرت على تسويفها لاغراض سياسية طائفية صفراء لا تخفى على أحد.
المكتب الاعلامي
المؤتمر العام لأهل العراق
وقال مسؤول في الجبهة ان الرجل المعتقل يدعى خضر فرحان في منتصف العشرينات وانه انضم الى أفراد أمن الدليمي قبل حوالي شهر وهو لا يحمل تصريحا أمنيا لدخول المنطقة الخضراء وسط بغداد.
ومن جانبه قال مصدر سياسي ان حظر التجول كان له صلة بمخاوف من أن أمن المنطقة الخضراء بات عرضة لتهديد موضحا انه تم تقييد الوصول الى جميع المسؤولين الكبار تقريبا.
ويعيش في المنطقة الخضراء التي تبلغ مساحتها خمسة كيلومترات مربعة وتقع على ضفاف نهر دجلة الاف الاشخاص منهم كبار المسؤولين العراقيين كما توجد فيها السفارتان الاميركية والبريطانية. وقال مسؤول عراقي كبير اخر ان الحظر فرض بسبب المخاوف من حدوث المزيد من الاضطرابات واسعة النطاق بعد الاسبوع الدموي الاول من شهر رمضان والذي قال الجيش الامريكي انه شهد عددا قياسيا من التفجيرات الانتحارية.
واشار الجيش الاميركي ان حظر التجوال قرار يخص الحكومة العراقية وان مثل هذه الاجراءات أثبتت فاعليتها في الماضي حيث تخضع العاصمة بصفة دائمة لحظر تجول ليلي ويحظر بشكل معتاد سير السيارات أثناء صلاة الجمعة. وكان العثور على عشرات الجثث المقيدة والتي تحمل اثار تعذيب واصابة بأعيرة نارية ملقاة في شوارع بغداد بشكل شبه يومي مؤشرا على تصاعد حوادث القتل الطائفي منذ شباط (فبراير) الماضي اثر تفجير قبة الامامين العسكريين لدى الشيعة في مدينة سامراء شمال غرب بغداد.
التعليقات