موسكو، ليفي (فنلندا): هبطت اليوم في مطار رفيق الحريري أول طائرة تابعة لسلاح الجو الروسي من طراز quot;آن ـ 124quot; (روسلان) وعلى متنها الدفعة الأولى من المعدات والتقنيات الخاصة بكتيبة الهندسة العسكرية الروسية. وقد قرر الجانب الروسي نقل المعدات والآليات العسكرية الثقيلة إلى لبنان عن طريق البحر. ومن جانب آخر كانت إسرائيل قد أعلنت ليلة الأحد عن إكمال سحب قواتها من جنوب لبنان. وسيطر الجيش اللبناني لأول مرة منذ 30 عاما تقريبا على قطاعات الحدود الجنوبية.

روسيا - لبنان: جسر جوي

أفاد مندوب وكالة نوفوستي في لبنان بأن المجموعة الأولى من أفراد كتيبة الهندسة العسكرية الروسية وصلت إلى لبنان. وبدأت في مطار بيروت الدولي عملية تفريغ طائرة quot;آن-124quot; (روسلان) التابعة لسلاح الجو الروسي.

وقال نائب مدير دائرة التموين في القوات المسلحة الروسية ايفان تسيغانكوف في حديث لوكالة نوفوستي: quot;لقد نقلت هذه الطائرة إلى لبنان 21 عسكريا ومعدات لإقامة معسكر ميداني لهمquot;. وأضاف أن العسكريين الروس يعتزمون إكمال نصب معسكرهم في الثامن من هذا الشهر.

وستنقل المجموعة الأساسية لأفراد كتيبة الهندسة العسكرية الروسية إلى لبنان بست رحلات جوية خاصة، وبواقع رحلتين كل يوم.

وذكر تسيغانكوف أن المعدات والتقنيات الأساسية التي ستستخدم في تعمير الجسور الستة ستصل إلى لبنان في السادس من هذا الشهر على متن سفينة روسية. وأضاف أن العمل في مجال بناء الجسور التي دمرت في أثناء الحرب في لبنان سيبدأ في التاسع من شهر أكتوبر الجاري.

مجلس الفيدرالية يوافق بالإجماع على إرسال عسكريين روس إلى لبنان

وافق مجلس الفيدرالية الروسي بالإجماع في السادس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي على مقترح الرئيس فلاديمير بوتين الخاص بإرسال كتيبة هندسة عسكرية إلى لبنان للمساهمة في تعمير البنى التحتية التي دمرتها الحرب. وقد قررت روسيا مساعدة لبنان على أساس ثنائي، وخارج إطار قوات حفظ السلام الدولية التي تشرف عليها الأمم المتحدة. كما سيعمل المهندسون العسكريون الروس بعيدا عن مناطق تماس الطرفين المتنازعين في مناطق لبنان. وجرى تحديد الوضع القانوني للمهندسين العسكريين الروس، وشروط تواجدهم وعملهم في لبنان على أساس اتفاقية ثنائية بين الجانبين الروسي واللبناني. وأكد نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف على أن المهندسين العسكريين الروس سيساعدون اللبنانيين في تعمير البنى التحتية للنقل التي دمرت في الحرب الأخيرة.

وسترابط الكتيبة الروسية التي ستضم 47 ضابطا، و19 ضابط صف، و241 من الجنود المتعاقدين، في منطقة مدينة صيدا اللبنانية.

وقد وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف قرار روسيا الخاص بإرسال كتيبة هندسة عسكرية للمساهمة في تعمير البنى التحتية التي دمرتها الحرب بأنه صيغة مثلى لمشاركة روسيا في إشاعة الاستقرار في المنطقة.

وذكر مارغيلوف في حديث لوكالة نوفوستي في السادس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي أن قرار إرسال كتيبة هندسة عسكرية روسية إلى لبنان يحمل quot;طابعا إنسانيا بحتاquot;. وأضاف مارغيلوف أن quot;وحداتنا تتوجه إلى هذا البلد لا في إطار القوات الدولية وإنما على أساس الاتفاقات الثنائية مع حكومة لبنانquot;. ولذلك ستتمثل مهمتها المباشرة في تعمير منشآت البنى التحتية في لبنان وليس تجريد المنظمات المسلحة من السلاح.

كما صرح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الفيدرالية فيكتور اوزيروف بأن كتيبة الهندسة العسكرية الروسية سترابط في منطقة مدينة صيدا جنوب لبنان. وقال إن الكتيبة ستتولى إعادة بناء 6 جسور، وعدد من قطاعات طرق السيارات في لبنان. كما تجري حاليا دراسة احتمال مشاركة الكتيبة في نزع الألغام عن الأراضي التي تجري فيها أعمال التعمير.

وأشار اوزيروف إلى أن كتيبة الهندسة العسكرية الروسية تستطيع فيما بعد في تنفيذ مهمات أخرى في مجال تعمير البنى التحتية التي دمرتها الحرب في لبنان.

إسرائيل تنسحب من لبنان

وتفيد المعلومات الواردة من جنوب لبنان بأن إسرائيل سحبت قواتها، وسلمت الإشراف على الأراضي إلى قوات حفظ السلام الدولية والجيش اللبناني. وسيطر الجيش اللبناني لأول مرة منذ 30 عاما تقريبا على قطاعات الحدود الجنوبية التي غادرتها القوات الإسرائيلية يوم أمس.

وقال قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان مخاطبا القوات اللبنانية: quot;أنتم مدعوون للرد على أي انتهاك تقوم به إسرائيل لسيادة لبنانquot;.

وكانت إسرائيل قد أعلنت يوم أمس عن إكمال انسحابها من المناطق الجنوبية للبنان، وتسليم الرقابة عليها إلى القوات الدولية لحفظ السلام باستثناء قرية الغجر التي يقسمها quot;الخط الأزرقquot; إلى شطرين لبناني وإسرائيلي.

وذكرت صحيفة quot;الأخبارquot; اللبنانية نقلا عن مصادر في أجهزة القوى اللبنانية أن إسرائيل استولت على جزء آخر من الأراضي اللبنانية، وبالذات في منطقة تلة العباد وسهل الخيام.

موسكو ترحب بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان

ترحب موسكو بإنجاز عملية انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان وتعول على أن ينفذ الطرفان قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بكامل حجمه.

فقد أعلن ميخائيل كامينين الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية في تصريح أدلى به لنوفوستي أن quot;انجاز عملية انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان يعتبر خبرا جيدا. وقد أنجزت بهذه الصورة خطوة هامة جديدة على طريق تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أرسى الأساس لتسوية طويلة الأمد بين لبنان وإسرائيلquot;.

وأكد كامينين قائلا quot;إننا بترحيبنا بالتقدم الذي تحقق نعول على أن تلتزم كافة الأطراف بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 بحذافيره لاسيما وأن بعض بنوده لم تنفذ بعدquot;.

الاتحاد الاوروبي يرسل بعثة الى لبنان لدراسة تقديم مساعدة للقوات المسلحة

اعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا اليوم ارسال بعثة الى لبنان على الفور لدراسة حاجات بيروت في مجال اعادة هيكلة قواتها المسلحة. وقال سولانا اثر اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الاوروبي quot;نود مساعدة السلطات اللبنانية على اعادة هيكلة قواتها المسلحة و(قواتها) الامنيةquot;. واضاف quot;سيتوجه فريقنا على الفور لدراسة امكانيات مساعدة القوات المسلحةquot; التي يمكن للاتحاد الاوروبي تقديمها.

واوضح مسؤول في الاتحاد الاوروبي للصحافيين ان quot;هذه المهمة التقنيةquot; تاتي بناء على طلب من السلطات اللبنانية اثر اتصال جرى الاحد بين سولانا ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. ولا يزال من المبكر جدا الحديث عن نوع التعاون. وقال المسؤول ان المهمة قد تتراوح بين quot;مراقبة الحدود الى الحفاظ على القانون. كل الخيارات مفتوحةquot;، موضحا انه سيتم البت في المسالة بعد التقرير الذي سترفعه البعثة.

واضاف ان هذه المهمة ستكون quot;مكملةquot; لعمل قوة الامم المتحدة العاملة في لبنان، وquot;متماشية مع القرار 1701quot; الذي وضع حدا للمعارك في 14 آب(اغسطس) بين اسرائيل وحزب الله.