مهاجمة مصنع لمسلم في بريطانيا
دعوة سترو لخلع الحجاب تثير الجدل

شرطة بريطانيا... بين الولاء للقسم أو للمعتقد

سترو يدعو إلى إعادة النظر بالنقاب

لندن: يدور فيبريطانيا جدل حادبين الجالية المسلمةوغيرها من المواطنين البريطانيين، بدأ قبل عدّة أيام ويبدو أنه يتجه إلى تصعيد أكثر. ففي أعقاب الضجة التي أثيرت أمس بشأن الشرطي البريطاني المسلم الذي رفض حراسة سفارة إسرائيل في بريطانيا لأسباب quot;أخلاقيةquot;، وبعد تصريحات رئيس مجلس العموم البريطاني وزير الخارجية السابق جاك سترو التي تناول فيها موضوعا حساسا جدا إذ دعا المسلمات إلى خلع النقاب ما أثار الغضب في أوساط المسلمين، تعرض معمل يملكه مسلم في مدينة ويندسور (جنوب شرق إنكلترا) حيث تمضي الملكة إليزابيث الثانية عطلة نهاية الأسبوع لاعتداء بزجاجات حارقة. وتشهد مدينة ويندسور منذ ثلاثة أيام صدامات بين عصابات من الشباب البيض ومن شباب اصلهم من جنوب شرق آسيا.

مهاجمة مصنع لمسلم
وفي تفاصيل الاعتداء، ذكرت الصحيفة المسائية quot;إيفنينغ ستاندادرquot; أن زجاج شاحنات المصنع وزجاج قاعة محاذية لمبنى تستخدم كمسجد، تحطم.
وربطت الشرطة المحلية في بيان إلقاء هذه الزجاجات الحارقة بالتوتر المتفاقم بين quot;مجموعات من الشباب غالبيتهم من أصول آسيوية وشباب بيض تجمعوا في هذا الحي خلال الليال الثلاث الاخيرةquot;. وأوضحت الشرطة أنها أوقفت ثلاثة أشخاص إثر هذه الحوادث وتم التدقيق في هويات 22 آخرين في مكان الصدامات.

وقال مدير المصنع محمد ازان إن الشرطة استدعيت مساء الأربعاء عندما دخل ثلاثة شبان إلى المبنى وهددوا بالعودة مع أسلحة نارية. واوضح لوكالة الانباء البريطانية quot;برس اسوسييشنquot; (بي ايه) quot;الامر مستمر منذ سنة ونصف السنة لكن الوضع تفاقم الليلة الماضيةquot;. وقال احد سكان الحي للوكالة نفسها طالبا عدم الكشف عن هويته quot;عندما اشتروا المعمل قالوا لنا ان العمال فقط سيستخدمون قاعة الصلاة لكن بعد ذلك بدأ (مالك المعمل) بدعوة الجميعquot;.

جاك سترو
سترو للمسلمات: إخلعن النقاب
وفي سياق متصل، تتصدر الغارديان عددها بمقال بعنوان quot;سترو يدعو المسلمات لخلع النقاب وغضب فوري من المسلمينquot;. وكان سترو اعتبر - في مقال له في صحيفة لانكاشاير إيفنينغ تيليغراف - أن ارتداء النقاب يجعل quot;العلاقات الإيجابية الأفضلquot; بين اطياف المجتمع أصعب، مضيفا أن حجب الوجه هو quot;تعبير بارز عن الانفصال والاختلافquot;.

كما طالب النساء اللواتي يجتمعن معه بخلع ما يغطي الوجه كي يتمكن من الحديث إليهن quot;وجها لوجهquot; بالفعل. وكتب سترو: quot;قد تكون مخاوفي في غير محلها، لكنني أعتقد أن ثمة ما يدعو للنقاش هناquot;.

ويأتي في مقال سترو، وهو نائب عن منطقة بلاكبورن التي يشكل المسلمون فيها حوالي ربع السكان: quot;فقيمة أي لقاء، على عكس حيث هاتفي، هو أنك بامكانك، بالمعنى الحرفي تقريبا، أن ترى ماذا يعنيه الشخص الآخر، وليس فقط أن تسمع ما يقوله. لذلك عدد كبير من الأحكام التي نطلقها عن الأشخاص الآخرين ياتي من رؤية وجوههمquot;.

وقال سترو لاحقا لبي بي سي إن quot;المسألة يجب أن تناقش لكنه في مجتمعنا يمكن أن نتفاعل مع الغرباء من خلال قراءة وجوههم، وإذا لا تستطيع أن تفعل ذلك، فتصبح بحالة تشبه الانفصالquot;.

وقال سترو أنه يفهم دواعي بعض النساء لارتداء النقاب، مؤكدا أن احدى النساء قالت له إنها تشعر بالارتياح حين تخرج وهي محجبة. لكنه قال في المقابل: quot;هل يفكر هؤلاء الذين يرتدون النقاب بأثر ذلك على العلاقات يبن أطياف المجتمع؟quot;

وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن مساعد سترو أكد أنه يعتبر هذه القضية جوهرية بحيث يجب نقاشها. لكنها أكدت أن تصريحات سترو فاجأت زعماء الجالية الإسلامية في بريطانيا، بل حتى بعض رفاقه أعضاء مجلس العموم البريطاني، الذين ربطوها بسلسلة من التصريحات الأخرى التي صدرت عن وزراء آخرين ومثلت تحد للمواقف الخاصة بالتنوع الثقافي.

غضب إسلامي
وفي أول رد فعل إسلامي، أعرب رئيس اللجنة الإسلامية لحقوق الانسان مسعود شادجاره عن دهشته من أن quot;شخصاً بخبرة جاك سترو لا يدرك أن مهمة ممثل منتخب للشعب هي تمثيل مصالح الدائرة الانتخابية وليس ممارسة التمييز الانتقائي على اساس الدينquot;.

أما الدكتور داود عبدالله وهو عضو في مجلس مسلمي بريطانيا فقال إنه يعود لكل امرأة مسلمة خيار ارتداء الحجاب، مضيفا أنه يتفهم أن المسألة تتسبب بشيء من quot;عدم الراحة لغير المسلمينquot;. وأضاف: quot;حتى في داخل المجتمع الإسلامي يعرب العلماء عن آراء مختلفة حول الموضوعquot;. وخلص إلى أن quot;رأينا هو أنه ما يمكنه أن يتسبب بعد الارتياح ويمكن تفاديه، فيجب القيام بذلك. لكن تغطية الرأس إلزاميةquot;.

بين الحرية والتمييز
ونقلت الغارديان عن رئيس لجنة الشؤون العائلية والاجتماعية في المجلس الإسلامي البريطاني رفعت برايو قوله إن مثل هذه التصريحات ستسبب ضررا بالغا للمسلمين البريطانيين، الذين يعتبرون أن الحكومة اعتبرته مرة أخرى جزءا من المشكلة، مشيرا إلى أن quot;النساء يجب أن يتمتعن بحقهن في لبس النقابquot;.

أما خالد محمود عضو البرلمان البريطاني عن بري بار برمينغهام فنقلت عنه قوله أعتقد أن سترو أعطى مسوغا لأولئك الذين يتشبثون بأفكار مسبقة ضد المسلمين، وكان عليه أن يفكر مليا في ما قاله بدل إضفاء نمطية ما على أقلية داخل المجتمع الإسلامي.

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الشيخ إبراهيم النقرة قوله إن سترو يقول من ناحية إن بريطانيا بلد حر ومن ناحية أخرى ينكر على المرأة اختيارها الحر في لبس النقاب، فهل هذا يعني أن سترو يريد من الناس أن يتخلوا عن بعض المظاهر الثقافية الخاصة بهم لمجرد كون غالبية الشعب البريطاني لا تشاطرهم إياها؟quot;.

ضجة حول السفارة الإسرائيلية
وفي موضوع متصل أيضا، نشرت الغارديان في صفحتها الخاصة بالشؤون الداخلية مقالا حول الشرطي المسلم الذي طلب اعفاءه من حراسة السفارة الإسرائيلية في لندن بعنوان quot;الشرطي المسلم في قضية السفارة الاسرائيلية خاف من استهداف الاسلاميين لهاquot;. وهاجم بعض رجال الشرطة السابقين والسياسيين قرار إعفاء الشرطي المسلم من مهمة حراسة السفارة الإسرائيلية، فيما دافعت عنه مجموعات تمثل رجالا للشرطة.

وقالت رابطة رجال الشرطة المسلمين إن الشرطي لديه أقارب من الشرق الأوسط وقد شعر بعدم الأمان في هذه المهمة. كما ان والده سوري وزوجته لبنانية. ويعمل الشرطي، ويدعى اسكندر عمر باشا، تحت إمرة وحدة حراسة الدبلوماسيين التابعة لشرطة سكوتلند يارد البريطانية.


*الصحافة البريطانية والوكالات