القدس: يواصل رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت اليوم الخميس اتصالاته لضم حزب quot;اسرائيل بيتناquot; اليميني المتطرف الى ائتلافه الحكومي ما اثار حفيظة حلفائه في حزب العمل.وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم اولمرت ان اولمرت quot;يواصل جهوده لضم حزب اسرائيل بيتنا (11 مقعدا) بزعامة افيغدور ليبرمان الى ائتلافه الحكومي لتعزيز استقرارهquot;.

ويفيد المقربون من اولمرت انه يسعى ايضا الى ضم حزب اليهودية الموحدة للتوراة (ستة نواب) الديني المتشدد الذي يضم يهودا غربيين (اشكناز). ونقلت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الخميس عن مستشار لرئيس الحكومة قوله انه اخذ على زعيم حزب العمل ووزير الدفاع عمير بيريتس quot;عجزهquot; عن ضبط تصويت نوابه داخل الكنيست، مع العلم انه الشريك الاساسي لحزب كاديما بزعامة اولمرت في الحكومة.

وكان عدد من النواب quot;المتمردينquot; في حزب العمل هددوا بالتصويت ضد مشروع موازنة العام 2007 بعد ان اعتبروا انه ظالم اجتماعيا. ومن المفترض ان تصادق الكنيست على مشروع الموازنة قبل الحادي والثلاثين من كانون الثاني/ديسمبر المقبل.

وتعرض الائتلاف الحكومي الاسرائيلي لهزات قوية اثر العثرات التي شابت الهجوم الاسرائيلي الاخير على لبنان، وهو يتالف من حزب كاديما (29 نائبا) وحزب العمل (19 نائبا) وحزب شاس (12 نائبا) وحزب المتقاعدين (سبعة نواب)، اي ما مجموعة 67 نائبا.

واعلن بيريتس الاربعاء رفضه ضم حزب اسرائيل بيتنا الى الحكومة ما يهدد بازمة داخل الحكومة. ونقل المتحدث باسم بيريتس عن الاخير قوله ان هناك quot;خلافات عميقةquot; بين حزب العمل وحزب ليبرمان. ومن المتوقع ان يجتمع نواب حزب العمل الاحد لبحث هذه المسالة عشية بدء الدورة الشتوية للكنيست.

ووضع ليبرمان شرطا لانضمامه الى الائتلاف الحكومي ان يتم اعتماد مشروع قانون في قراءة اولية يجعل النظام البرلماني الحالي الذي يعطي دورا حاسما للاحزاب الصغيرة، نظام رئاسيا. وقد ورد هذا التغيير للنظام السياسي في اسرائيل في برنامج الحكومة.

وحسب وسائل الاعلام فان ليبرمان قد يقبل بتسلم حقيبة وزارية واحدة هي وزارة quot;الشؤون الاستراتيجيةquot; التي سيتم استحداثها. وقد يتمكن ليبرمان بذلك من لعب دور مهم مع تزايد القلق من قوة ايران النووية. وكان اولمرت عقد اليوم الخميس اجتماعات لبحث الملف النووي الايراني ضم كبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.

وبعد العثرات التي شابت الحملة العسكرية الاخيرة ضد لبنان طوى اولمرت صفحة خطته للانسحاب الجزئي من الضفة الغربية خوفا من ان يتعرض قلب اسرائيل للقصف من الاراضي الفلسطينية. وبتخليه عن خطة الانسحاب الجزئي من الضفة الغربية يكون اولمرت قد ازال عقبة اساسية كانت تحول دون انضمام ليبرمان الى الحكومة.

والمعروف عن ليبرمان مواقفه المتشددة وهو يحظى بتاييد واسع في اوساط المهاجرين الروس الى اسرائيل والذين بلغ عددهم نحو مليون نسمة منذ العام 1990. وفي كتابه quot;حقيقتيquot; يدعو ليبرمان الى اجراء عمليات تبادل للاراضي والسكان بين الاسرائيليين والفلسطينيين للتمكن من اقامة دولتين منسجمتين عرقيا.

كما يدعو ليبرمان ايضا الى قانون جديد للجنسية يفرض على جميع الاسرائيليين ومن بينهم العرب تادية قسم ولاء للدولة والخدمة في الجيش. وقال quot;المتمردquot; في حزب العمل افيشاي برافرمان المرشح لتسلم قيادة الحزب خلال الانتخابات الداخلية المقبلة للحزب في ايار/مايو المقبل quot;ليس لدي اي شيء شخصي ضد ليبرمان الا اننا سنكون مثل الذي يخسر روحه في حال وافقنا على المشاركة معه في الحكومةquot;.